متطلبات تطبيق الإدارة الإلکترونية وعلاقتها بتنمية الموارد البشرية فى المدارس الثانوية بدولة الکويت

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية


مقدمة الدراسة:

إن أکثر ما يميز عصرنا الحالى هو السرعة الهائلة فى التقدم العلمى والتکنولوجى، وهذا التقدم لم يکن ليصل إلى هذا الحد إلا من خلال الجهود الکبيرة التى تبذل فى مجال التحسين والتطوير والتجديد، والإدارة تعتبر أداة هذا التقدم، بل هى التى تعمل على تقدمه ورفاهيته، وذلک فى الاتجاه المرغوب فيه إلى أقصى حد ممکن، فما التقدم الحضارى والعمرانى فى الدول المتقدمة إلا بفضل الإدارة الناجحة وأساليبها الحديثة. وهناک اهتمام کبير فى المجال التربوى بقيمة إدارة المؤسسات التربوية بصفة عامة والتعليمية بصفة خاصة، لما لها من مکانة خاصة فى العملية التربوية وما عملية الإدارة فى هذه المؤسسات إلا جوهر هذا الإهتمام، باعتبارها المسئولة عن قيادة وتوجية سير العمل لبلوغ أهدافها المنشودة.

وإن من أبرز التقنيات الحديثة التى تعد نتاجاً للثورة التقنية الحادثة فى المجال الإدارى ما يعرف بالإدارة الإلکترونية، حيث تعتبر مدخلاً معاصراً فى مواجهة مشکلات الإدارة التقليدية، للعمل بدقة وشفافية فى تنفيذ الأعمال وبذلک أصبح لزاماً على المؤسسات أن تعمل على التحول من الإدارة التقليدية إلى الإدارة الإلکترونية لما لها العديد من المزايا التى تعود بالفائدة على عمل المؤسسة من خلال تسهيل عمليات الاتصال والتواصل بين أفرادها، حيث يعتبر الاتصال الإدارى رکيزة أساسية داخل المؤسسات، حيث يعمل على استغلال الوقت والجهد بين أفرادها (عبداشتيوى،2013، 219)*.

ولعل فکرة الإدارة الإلکترونية تتعدى بکثير مفهوم الميکنة الخاصة بإدارات العمل داخل المؤسسة، إلى مفهوم تکامل البيانات والمعلومات المختلفة والمتعددة واستخدام تلک البيانات والمعلومات فى توجيه سياسة وإجراءات عمل المؤسسة نحو تحقيق أهدافها وتوفير المرونة اللازمة للاستجابة للمتغيرات المتلاحقة سواء الداخلية أم الخارجية. وبذلک تشمل الإدارة الإلکترونية جميع مکونات الإدارة من تخطيط وتنفيذ ومتابعة وتقييم وتحفيز إلا إنها تتميز بقدرتها على تخليق المعرفة بصورة مستمرة وتطوير البنية المعلوماتية داخل المؤسسة بصورة تحقق تکامل الرؤية، وهذا ما دفع الکثير من منظرى الفکر الإدارى المعاصر للنظر إليها على أنها إنجاز الوظائف الإدارية بکفاية وفعالية باستخدام تقنية المعلومات والاتصالات لتحقيق أهداف المؤسسة (نجم، 2008، 110).

وتعتبر الإدارة الإلکترونية إحدى المنجزات التقنية المتطورة فى مجال الاتصالات فى العصر الحديث، فکان لا بد من الدول والحکومات الاستفادة من هذه التقنية لإنجاز الأعمال باستخدام الحاسوب وشبکة الإنترنت، وتيسير الخدمات على المواطنين بالطرق الإلکترونية، لإسهامها فى فک العديد من الأزمات والمشکلات التى تحول دون إنجاز مهام العاملين والتى من أهمها روتين النظم الإدارية التقليدية، التى تقف عقبة أمام تطور المؤسسة، لذلک يمکن القول بأن ما أضافته الإدارة الإلکترونية إلى المؤسسات والمنظمات هو تطور مستمر ونقلات نوعية تکسب المؤسسات مميزات تسهل عليها تحقيق أهدافها، کما تتطلب الإدارة الإلکترونية مديراً إلکترونياً يتميز بالابتکار والقدرة على التعامل مع المعلومات، والحيوية الدائمة، والاعتماد على نظام الذاکرة المؤسسية لإدارة موارد المؤسسة إلکترونياً، والسعى للتحول إلى المجتمع اللاورقى. کما يجب أن يتصف بضبط الحضور والانصراف والاجتماعات إلکترونياً، واعتماد دليل اتصال داخلى وصادر ووارد إلکترونى، إضافة إلى حماية وسرية تداول المعلومات والبيانات فى أقل وقت وبأقل التکاليف، أى أنه مدير منفتح وديناميکى وواسع الاطلاع ومتابع لما يجرى فى حقل التطورات التقنية والإتصالاتية (کافى،2012، 9).

وقد عرفت الإدارة الإلکترونية بإستراتيجية إدارية لعصر المعلومات، تعمل على تحقيق خدمات أفضل للمواطنين والمؤسسات، مع استثمار أمثل لمصادر المعلومات المتاحة من خلال توظيف الموارد المادية والشرية المتاحة فى إطار إلکترونى حديث من أجل استثمار أمثل للوقت والجهد وتحقيقاً للمطالب المستهدفة بالجودة المطلوبة (عزمى،2008، 38).

والموارد البشرية هى العنصر الأساسى فى عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمحور الرئيسى فى مواجهة تحديات العصر ومتغيراته المتلاحقة، ومواکبة التطورات المتسارعة فى کل ميادين الحياة، وتحقيق اللحاق برکب الجودة الشاملة لمقابلة متطلباتها والالتزام بمبادئها، وتسعى إدارة الموارد البشرية المعاصرة إلى استقطاب واستثمار العقول البشرية، وتوفير فرص العمل، واحتضان القدرات الفکرية والمعرفية والطاقات الذهنية والإبداعية من أجل تحقيق فاعلية الأداء من خلال تلک الطاقات والقدرات (الحريرى،2014، 1).

کما تمثل تنمية الموارد البشرية أحد المقومات الأساسية فى تحريک وثقل وصيانة وتنمية القدرات والکفاءات البشرية، فى جوانبها العلمية والعملية والفنية والسلوکية، ومن ثم فهى وسيلة تعليمية تمد الإنسان بمعارف أو معلومات أو نظريات، أو مبادئ أو قيم أو فلسفات، تزيد من طاقته على العمل والإنتاج، وهى أيضاً وسيلة تدريبية تعطيه الطرق العلمية الحديثة والأساليب الفنية المتطورة والمسالک المتباينة فى الأداء الأمثل فى العمل والإنتاج (نعيمة،2009، 276).

وتنمية الموارد البشرية هى مجموعة الأنشطة والجهود الإدارية التى تهدف لحصول المؤسسة على احتياجاتها من الموارد البشرية وتطويرها وتحفيزها من أجل تحقيق الأهداف التنظيمية بأعلى مستوى من الکفاءة والفاعلية (عبداللطيف،2011، 15). وهى تحسين وتطوير أنماط سلوک الأشخاص وتعديل معتقداتهم للتکيف مع الظروف الخارجية المتبدلة، ليصبحوا أکثر قدرة على التعامل معها، وصنع نوع من التوازن بين طبيعة هؤلاء الأفراد وبين أهداف المؤسسة وعملها (أحمد،2009، 78).



* نوع التوثقيق المستخدم (APA).