الاحتياجات التدريبية للأسر بمنطقة تبوک في ضوء بعض المتغيرات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية

المستخلص

المقدمة:
تعد الأسرة أصغر وحدة بنائية في المجتمع وتشکل أساس جميع المؤسسات المجتمعية الأخرى (Cavkaytar, Ceyhan, 2012،Adiguzel،Uysal&Garan)، وتضمن العلاقات الأسرية الجيدة مستقبل المجتمع، ويرتکز تأسيس الأسرة بين الأزواج والزوجات بعدة وعود والتزامات لبعضهم البعض مثل الالتزام والإخلاص والوفاء بالمسؤوليات بعد الزواج ويبدأ الزوجين في العيش معا وتربية أبنائهم في بيئتهم Mutlu,Erkut,Yildirim&Gundogdu, 2018)).
والأسرة في المملکة العربية السعودية شهدت تطورات کبيرة نتيجة لتطور المجتمع من النواحي الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية، فأصبحت تعنى بجوانبها في صورة متکاملة بهدف تحسين الحياة الاجتماعية لکل أفراد الأسرة، وذلک من خلال توفير الظروف الملائمة للحياة الزوجية المطمئنة، وتهيئة الظروف المناسبة بما يساعد على تحقيق الأهداف الأسرية، وقد أدى تطور الفکر الاجتماعي إلى تغير وظيفة الأسرة واتساع مجالات في الوقت الحاضر؛ ولهذا أصبح دور الأسرة أکثر شمولا واتساعا، مما جعل القيام بمهامها يتطلب مواصفات معينة تعينها على الاضطلاع بأدوارها الاجتماعية. ومن هنا أصبحت الحاجة ملحة لتدريب وتأهيل الأسرة، وهذا ما تؤکده العديد من الدراسات والبحوث الاجتماعية والإحصائيات الصادرة من وزارة العدل التي ترصد ارتفاع حالات الطلاق بضرورة إلحاق الأسر بدورات تدريبية في المهارات الأسرية، ويذکر الغريب (١٤٢٩هـ،٩١) أنه " بلغ عدد صکوک الطلاق في عام ٢٠٠٥م (٢٤٤٣٥ “) ويشير العسکر (٢٠٠٧م،٢) أن " الدراسات والإحصاءات الرسمية في دول الخليج تشير إلى ارتفاع حالات الطلاق وزيادة حالات العنوسة لدى الشابات والشباب ".
ومن الأمور الحديثة التي ظهرت في المجتمع السعودي في الوقت الحاضر، قيام بعض المؤسسات الاجتماعية الخيرية بتثقيف الأسرة بالأساليب المثلى في التعامل بين الزوجين وذلک عن طريق، الدورات التدريبية في العلاقات الزوجية، والتي تسهم في التخفيف من المشکلات الأسرية، وهي تقام في موضوعات محددة وتناقش قضايا متعلقة بالأسرة.
ولا شک أن التدريب الأسري يمثل مساهمة مهمة في تطوير والحفاظ على الکيان الاجتماعي الأهم، ولکي يکون التدريب فعالا يلزم تقييم الاحتياجات التدريبية لتحديد الفجوات بين ما هو قائم حاليا وما هو مطلوب فعلا et al. , 2014) (Bennibor وتناولت العديد من الدراسات فحص الاحتياجات الأسرية للمساعدة على القيام بدورهم المهم في المجتمع (Hebert &Kulkin , 2017).
ونتيجة لذلک عمدت المؤسسات الاجتماعية الأهلية والخيرية في المملکـة العربيـة السعودية على تنظيم برامج تأهيل وتدريب المتزوجين والمقبلين على الزواج إيمانا منهم بأهمية الدور الاجتماعي الذي يقومون به. ومما يؤکد ذلک تسابق بعض المؤسـسات الاجتماعيـة الخيرية بعقد برامج اجتماعية تستهدف المتزوجين والمقبلين على الزواج ببرامج مهارية ومعرفية کفيلة بتغير اتجاهات الفئة المستهدفة. وفي هذا الإطار يشير العسکر (١٤٢٩هـ، ٢٥٢) أنه " ظهرت في المجتمع السعودي في الوقت الحاضر قيام بعض المؤسسات الاجتماعية الخيرية بتثقيف الأسرة بالأساليب المثلى في التعامل بين الزوجين وذلک عن طريق الدورات التدريبية في العلاقات الزوجية والتي تساهم في التخفيف من المشکلات الأسرية وهي تقام في موضوعات محددة وتنـاقش قـضايا متعلقـة بالأسرة ".
وذکر (الفقهي، وأرحومة،2017، ص4) "أن التدريب نشاط إنساني- التدريب نشاط مخطط له ومقصود – التدريب يهدف إلى إحداث تغيرات في جوانب مختارة لدى المتدربين – التدريب ليس هدفا في حد ذاته وإنما هو عملية منظمة تستهدف تحسين وتنمية قدرات واستعدادات الأفراد"، وأشار (الطراونة، 2011، 8) أن الاحتياجات التدريبية تمثل الحلقة الأولى والأساسية من سلسلة حلقات مترابطة تکون العملية التدريبية. لذا يمثل تحديد الاحتياجات التدريبية العنصر الأساسي في النشاط التدريبي، ويمکن لأي خلل بهذا الهيکل أن يطيح بجميع الجهود التي تبذلها المؤسسة للارتقاء بمستوى مهارة وکفاءة العاملين. فمن أکثر المسلمات قبولا في الأوساط التدريبية المقولة التي تقرر التدريب يجب أن يصمم ليقابل الاحتياجات التدريبية وان النشاط التدريبي يهدف إلى تلبية الاحتياجات التدريبية،وتعني بالتدريب والتي تستهدف جميع أفراد الأسرة کبارا وصغار، رجالا ونساء، فيما يعمل على تعزيز القيم والمبادئ الإيجابية واکتساب العادات النافعة من خلال دورات تدريبية ينفذها متخصصون في المجالات النفسية والاجتماعية والتنمية البشرية، فيما يعود على الأسرة أولا ثم المجتمع بالنفع والفائدة.
ومن هنا جاءت فکرة الدراسة الحالية في محاولة تعرف واقع الاحتياجات التدريبية للأسر بمنطقة تبوک في ضوء بعض المتغيرات (الجنس – الحالة الاجتماعية– عدد سنوات الزواج– عدد أفراد الأسرة – المستوى التعليمي).