تصور مقترح لتفعيل مجتمعات- التعلم المهنية والرقمية بمدارس التعليم الثانوي العام محافظة أسيوط

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية

المستخلص

المقدمة:
يواجه التعليم في الوطن العربي تحديات حقيقية ومع التطور الهائل في وسائل الاتصال الحديثة ويشهد العالم توسعًا في نماذج التعليم فقد جعلت ثورة المعلومات المؤسسات التعليم قادرة على تقديم التعليم الإلکتروني. ومن أبرز التغيرات العامة التي استحدثتها الثورة الرقمية هو قدرة الأفراد على الاتصال مهما بعدت الأماکن وقد شهد القرن الحادي والعشرين تنوعًا هائلاً في وسائل الاتصالات أمثال البريد الإلکتروني والهواتف النقالة والرسائل الفورية ولقد غيرت وسائل الاتصال الرقمية واسعة الانتشار حياة الناس لمقدرتهم على إجراء اتصالات دائمة مباشرة مع أي فرد آخر کما إننا بحاجة محو الأمية الرقمية.
وفي ظل هذه التغيرات تبرز الحاجة الماسة إلى رفع کفايات المعلم الأساسية لإعداده الإعداد الذي يمکنه من استعمال المعلومات والمهارات والقيم التي تعلمها لمواکبة التطور السريع والتغيرات التکنولوجية المستمرة فلقد تغير دور المعلمين من الدور التقليدي لحشو المعلومات في توجيه الطلاب نحو التعلم الذاتي وذلک کله يعود إلى الثورة التکنولوجية والانفجار المعرفي والتطور في مجال التربية ويفرض هذا على معلمي المواد مهمات جديدة وأدوار تناسب مطالب الثورة التکنولوجية لتقود العملية التعليمية بصورة أکثر کفاءة ويتمکن من توظيف الکفايات التکنولوجية في نشر الثقافة التکنولوجية مع التوظيف التقني في التدريس مما يحقق أهداف العملية التعليمية.
وبذلک تکون ازدادت الحاجة إلى استخدام تکنولوجيا الحاسب الآلي والتعامل مع المعلومات مما يخلق بيئة مشوقة للتعليم تؤدي إلى إتقان المتعلم ما يتعلمه وفرض ذلک على المعلم التعامل مع مجموعة متنوعة من أدوات التکنولوجيا لتطوير مهاراته وکفاياته التقنية حيث تؤثر على العملية التعليمية بشکل إيجابي من خلال إعادة التقليد فيما يقوم المعلم به من عملية تطوير طرق التدريس والوصول السريع لمصادر المعلومات مع توظيف إمکانات الحاسب داخل السياق التعليمي (Gary,2013, p4).
وتعد الکفاية التکنولوجية من الکفايات الضرورية التي لابد وأن تتوفر لدى المعلمين لمواکبة التقدم المعرفي السريع ولکي يجاورا العصر عليهم إتقان المعارف والمهارات الأساسية التکنولوجية من أجل تحقيق أهداف التربية ولإعداد جيل من الخريجين يمتلک المهارات والخبرات للقيام بأدوار جديدة. (حسن، 2006، 272، 426).
وإذا کانت مؤسسات التعليم حققت إنجازًا معقولاً في مجال انتشار التکنولوجيا فمازال الکثير أمامها فقد أصبحت مستجدات التکنولوجيا في کافة المجالات فوجب تعليم وتدريب المعلمين على استخدام المستجدات بسرعة فائقة وکفاءة عالية فالمواطنة الرقمية تقوم على تثقيف وتعليم الأفراد بأسلوب جديد مما يوضح حاجة الأفراد إلى مستوى عالي جدًا من مهارات محو الأمية المعلوماتية (شاکر، 2014، 56).
من هنا تظهر أهمية دور معلمي المواد المختلفة في ضرورة تمتعهم بالإمکانات التکنولوجية التي تؤهلهم لمواجهة الانفجار المعرفي وسرعة نقل التکنولوجيا لإعداد وتأهيل الطلاب کما أن تلک الکفايات ترفع من أداء المعلمين وتؤثر بشکل إيجابي على مخرجات العملية التعليمية من الطلاب.
ولقد تزايد أهمية المعلمين في هذه المرحلة لأنها من المراحل الهامة في بناء الإنسان وفي بنية النظام التعليمي على السواء وتعد تلک المرحلة رکيزة أساسية لأنها تعد الطلاب للتعليم العالي تعليم عالي لذا کان من الضرورة الاهتمام بإعداد معلمي التعليم الثانوي عن طريق المجتمعات المهنية وتطويع ذلک عن طريق الرقمية وذلک بتحقيق الکفايات التکنولوجية لمهارات وقدرات المعلمين لتصميم وتطوير وتوظيف مصادر التعلم الإلکتروني في العملية التعليمية لتحقيق تعليم کفء وفعال (عبد المولى، 2011، 56).
وبذلک يتضح أن امتلاک المعلم للکفايات التکنولوجية يجعله قادرًا أن يؤدي دوره بکفاءة ويکون فاعلاً في أن يرتقي بمستوى الطلاب کما يستطيع ابتکار طرق تعليمية وتربوية تسهل على الطالب أن ينمي فکره ومواهبه.
کما رأت دراسة (العمري والمسروري، 2013، 57) أن کفايات تکنولوجيا المعلومات والاتصالات تجعل العملية التعليمية لها القدرة على التفاعل بنشاط وإيجابية مع المادة المتعلمة.
وقد زاد اهتمام التربويين في العصر الحالي  بالمتغيرات الحديثة في تقنية الحاسب الآلي والوسائل التکنولوجية التعليمية وما يملک من قدرة على التداول وتعتبر أدوار المعلم والطالب من مستقبل للمعلومات إلى متفاعل مع البيئة التعليمية من خلال التقنية مما يزيد من القدرة على رفع معدل التحصيل وتحقيق التفاعل بين المعلمين والطلاب وبذلک لا يکون الترکيز على تطوير المناهج لتواکب العصر الرقمي بل أن امتلاک المعلمين للکفايات التي تؤهلهم للقيام بالدور الجديد في کيفية توظيف التکنولوجيا في العملية التعليمية ومن هنا يأتي دور المجتمعات المهنية الرقمية في تنمية مهارات تدريسية ومعارف جديدة وتوجيهات جديدة.