التعلُم من بُعد...هل هو الحل لمواجهة الأزمات المفاجئة؟

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

الحديث عن التعلم حديث عن التغير، والتغير دافع أساسي للتفکير والتفاعل والاستمرار في التعلم والمزيد منه لمواجهة التغير؛ فالتعلم إذاعملية نشطة مستمرة لا تتوقف مادام الإنسان على قيد الحياة ولديه الرغبة والقدرة على التعامل والتفاعل والتکيف مع التغيرات الحادثة أو المفاجئة في الواقع من حوله، وبنا ء على هذا فالتعلم والتغير يسيران معًا ويتکاملان سويًا.
ومن هنا فالتغير يفرض دومًا أو يدفع للتساؤل حول الاستعداد لانتهاز الفرص وتبني الأساليب التي يمکن اتخاذها لمواجهة متطلبات الواقع المتغير ليواجه بتغيرات سريعة کرد فعل له. وإذا کان التغير يفرض ضرورة اکتساب معارف وقدرات جديدة ومهارات مختلفة ويفتح الأبواب أمام فرص غير متوقعه؛ فالواقع الحالي يؤکد أن زماننا هذا يمر بتغيرات سريعة قاسية منها ما هو معروف الآن بأزمة فيروس کورونا "کوفيد 19"، والتي واجهت العالم کله بلا استثناء دون مقدمات مسبقة ودون توقعات أو استعدادات کافية لمواجهتها. أزمة داهمه فرضت بقسوتها وسرعتها الحيرة والارتباک في البداية؛ ثم بدأ العالم- بعد ظهور المشکلات المترتبة عليها- في طرح التساؤلات: ماذا بعد؟ وإلى متى؟ وکيف يمکن المواجهة؟ وما الحلول السريعة الواجب اتخاذها للتعامل مع نتائجهذه الجائحة بکل ما ترتب عليها من اختلالات؟ وجاءت ردود الأفعال متعددة ومتنوعة وشديدة القسوة على البشر؛ حيث تمت في أحد جوانبهاعلى هيئة الحصار خلف جدران المنازل.
فالواقع المعاش والملاحظات المدققة يؤکدان انهمنذ الاعتراف بظهور هذه الأزمة الصحية التي طالت الملايين من البشر وتهديدها العالم منذ نهاية عام 2019 وبداية عام 2020؛ لم توجد بعد إجابة واحدة أو إجابة مُرضية شافية عملية تُمکن العالم من اتخاذ قرارات سريعة أو مواجهة حاسمة تسمح باستمرار الحياة الطبيعية، ولم يکن هناک من حل سريع لإنقاذ البشر أو التقليل من سرعة انتشار هذه الجائحة سوى  اتخاذ القرار بما عرف بالتباعد الاجتماعي وتوقف کافة أشکال النشاطات المجتمعية سواء أکانت اقتصادية اواجتماعية أو رياضية أو تعليمية تحديدا، فکان قرار إغلاق کافة المؤسسات التعليمية بکل مراحلها والذى آثار  کثيرًامن المشکلات التي ترتبت عليه دون سابق معرفة بأنواعها أو حجمها أو توقع لنتائجها.