أثر اختلاف نمط الإبحار في المقررات الإلکترونية على تنمية مهارات تصميم العروض التقديمية لدى طالبات الدبلوم التربوي بکلية التربية - جامعة الملک فيصل

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

مقدمـــة:
يتسم هذا العصر بالتغيرات السريعة الناجمة عن التقدم العلمي والمستحدثات التکنولوجية، وبالتالي أصبحت المعرفة متطورة ومتغيرة ومتضاعفة، لذا لم تعد الطرق التقليدية في التعليم کافية أو مناسبة لإکساب المتعلمين المعارف والمهارات اللازمة لهذا العصر؛ ومن ثم فقد ظهرت أنماط وطرق جديدة للتعلم تواکب هذه التغيرات، وخاصة في مجال التعلم الفردي، فظهر مفهوم التعلم الإلکتروني، والذي أصبح من أهم الاتجاهات الحديثة في العملية التعليمية.
وقد فرض هذا المفهوم الحديث واقعاً جديداً على المفاهيم التربوية بصفة عامة وعلى عمليتي التعليم والتعلم بصفة خاصة، فتغير الدور التقليدي للمعلم، والطريقة التي يتعلم بها المتعلمين، وطرق التواصل والتفاعل المتبادل بين المتعلم والمعلم، وتغير أيضا شکل وطريقة عرض المحتوى والمقرر التعليمي، فتحولت المقررات التعليمية التقليدية إلى مقررات إلکترونية تقدم من خلال وسائل إلکترونية مثل: الأقراص المدمجة، أو عبر الإنترنت من خلال نظام لإدارة التعلم الإلکتروني مثل: Blackboard, Moodle
ومع الانتشار المتزايد للمقررات الإلکترونية والتي تقدم من خلال نظم ادارة التعلم LMS، تطلب ذلک من مصممي تلک المقررات تحرى الجودة العالية فى تصميم تلک المقررات بطريقة تسمح للمتعلم بسهولة ومرونة الاستخدام، ومن المتغيرات التصميمية الهامة التي يجب مراعاتها عند تصميم أي مقرر إلکتروني أنماط الإبحار، والتي يجب أن تکون مناسبة لخصائص الطلاب بحيث تسهل عليهم التنقل بين المعلومات التي يتضمنها المقرر، وذلک لتقليل أو منع شعور المتعلم بالإرتباک والتشتت أثناء تعلمه، مما يؤدى إلى تقبل هذه المقررات، ورفع فاعليتها وکفاءتها فى العملية التعليمية، وتحسين وتسهيل عملية التعلم .[1]∗ (Cuddihy, Mobrand, & Spyridakis, 2012)
وقد أکدت نتائج العديد من البحوث والدراسات على فاعلية المقررات الإلکترونية ودورها في عمليتي التعليم والتعلم، منها دراسة: (أميمة الأحمدي، 2010م؛ حمزه القصبي، 2013م؛ ربيع رمود، 2012م؛ زياد خليل، 2015؛ زينب هاشم، 2010م)، إلا أنه وجد أن کثير من المقررات الإلکترونية تفتقد إلى أسس لتصميمها وإنتاجها، کما أکد عبد الله الموسى (2007م، 495-499) على أهمية مراعاة المتغيرات التصميمية والتي من شأنها أن تُزيد من تحصيل المتعلم وتفاعله مع المقرر الإلکتروني، وتعد أنماط الابحار في المحتوى من أهم متغيرات تصميم المقررات الإلکترونية لأنها لا تقتصر فقط على مجرد تنظيم المحتوى أو تنقل المتعلم وتجوله بين صفحات المقرر، ولکنها تمتد أيضا الى تقديم الارشاد والتوجيه للمتعلم للوصول الى المعلومات التي يريد تحصيلها. فأنماط الابحار تساعد المتعلم على معرفة أين هو موجود الآن في دراسة المقرر؟ وأين کان هو موجود؟ وأين سيذهب بعد ذلک؟ وکيف سيصل إلى هناک (محمد خميس، 2003م، 259).
والابحار هو الوسيلة التي تمکن المتعلم من بناء قنوات اتصال بين أجزاء محتوى المقرر الإلکتروني وتعريفه بالکيفية التي يتبعها في التنقل بين شاشاته بما يتلاءم مع بنيته المعرفية وبما يتفق مع الطريقة المتبعة في تنظيم وعرض المحتوى، فالابحار يسهل للمتعلم عملية التنقل واعادة التتبع التي يستخدمها في اختياره لمحتوى المقرر والتفاعل معه، ونظرا لتعقد تصميم المقررات الإلکترونية واعتمادها على الروابط المتعددة والوسائط الفائقة، وفي ظل نظم ادارة التعلم الإلکترونية، فإن هذا يفرض على مصممي هذه المقررات تقديم أنماط ووسائل سهلة للابحار بحيث تمکن المتعلم من التفاعل مع مکونات المقرر وتحديد مکان المعلومات والانتقال بين مسارات المقرر الفرعية (عبد العزيز طلبة، 2010م، 236).
ويشير الإبحار إلى مجموعة الروابط الموجودة في واجهة تفاعل المستخدم، بحيث تساعد المتعلم في الوصول للمعلومة التي يريدها، وتأتي أهمية الإبحار من کونه وسيلة يتم خلالها بناء جسور بين أجزاء المحتوى الرقمي، والتي تتعلق بمدى إمکانية معرفة المتعلم بموقعه الحالي في المحتوى، والکيفية التي يتبعها للتنقل (Sims, 2000, p2 ).
وقد أکدت عديد من الدراسات والبحوث على أهمية الإبحار في بيئات التعلم الإلکترونية والتي منها المقررات الإلکترونية منها دراسة کل من: (أميرة المعتصم، 2010م؛ عبد العزيز طلبه، 2010م؛ علي العمده، 2014م؛ محمد عيد، 2008م؛ نجلاء فارس، 2016م؛ هاني رمزي، 2014م؛ حسين بشير وهدى علي وصفاء محمود، 2014م؛ وليد يوسف، 2014م؛Minetou, Chen, & Liu, 2008)، وقد أکدوا جميعا على أن أنماط الإبحار تعد من الضروريات في بيئات التعلم الإلکترونية، وأنه من أکثر الصعوبات التي تعترض مستخدم هده البيئات مشکلة فقدان التوجيه"Lost Hyperspace" ، ومشکلة فقدان الاتجاه"Disorientation"  وأشاروا إلى أن حل هذه المشکلات يأتي عن طريق تحديد أنماط الإبحار الملائمة لبيئة التعلم الإلکترونية (المقرر الإلکتروني) على ضوء محددات هذه البيئة من حيث طبيعة المحتوى ونوعه ومستوى المتعلمين.
وتتعدد أنماط الابحار التي يمکن استخدامها في تصميم المقررات الإلکترونية منها نمط الابحار الخطي، ونمط الابحار الشبکي، والذان يعدا من أکثر الأنماط شيوعا في تصميم محتوى المقررات الإلکترونية بنظام إدارة التعلم (بلاکبورد)، حيث في نمط الابحار الخطي يحدد المقرر المحتوى الذي ينبغي أن يدرسه المتعلم، وکذا الأنشطة والأسئلة التي سيجيب عليها المتعلم، فالسيطرة الکاملة في هذا النوع من الابحار للمقرر حيث لا يستطيع المتعلم القفز وتخطي أي خطوة من خطوات البرنامج (علي العمدة، 2014م)، أما نمط الابحار الشبکي للمحتوى فيعتمد على ترتيب أجزاء المحتوى بحيث يرتبط أي جزء في المحتوى بأي جزء أخر، وهو ما يوفر حرية کاملة في الانتقال بين عناصر المحتوى، ويستند هذا النمط على مبادئ النظرية التوسعية لرايجلوث (Reigeluth, 1998)، التي تنظر لموضوعات المحتوى نظرة کلية في البداية ثم تبدأ عملية تفصيل العناصر المکونة لکل موضوع ثم ايجاد الارتباطات بين هذه العناصر التي تسمح بالإبحار فيما بينها.
وقد أشارت بعض الدراسات الى أن هذين النمطين لهما من الخصائص ما يفيد في زيادة التحصيل المعرفي واکتساب وتنمية المهارات العملية واتقانها (ثريا شعلان ومحمد الدسوقي وهناء جمال الدين، 2016م؛ حسن فاروق وحماده مسعود، 2007م؛ عبد العالي الرايقي وآخرون، 2015م؛ عبد العزيز طلية، 2010م).
وعلى ضوء ذلک يأتي هذا البحث ليتناول تأثير نمطين من أنماط الإبحار وهما) :نمطي الإبحار الخطي والشبکي) في المقررات الإلکترونية عبر نظام ادارة التعلم بلاکبورد وتأثيرهما على تنمية مهارات تصميم العروض التقديمية.



[1]∗استخدمت الباحثة نظام التوثيق الخاص بالجمعية النفسية الأمريکية (APA) الإصدار السادس، بحيث يشير الاسم إلى المؤلف، ثم السنة، ثم رقم الصفحة، وقد ذکرت الباحثة الاسم الأول والعائلة للأسماء العربية، واسم العائلة للأسماء الأجنبية، وقد تم ترتيبها هجائيا فى قائمة المراجع على هذا النحو.