أثر وسائل الإعلام الوطني ووسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الهوية الوطنية لدى طلاب هيئة التعليم التطبيقي والتدريب بدولة الکويت

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

المقدمة:
تحمل الألفية الثالثة الکثير من التطورات في کافة المجالات عامةً وتکنولوجية الفضاء والإلکترونيات خاصة، حيث أصبح العالم قرية صغيرة تعيش نهضة معلوماتية کبيرة، استفادت منها الوسائل الإعلامية لکي تحافظ على مکانتها في ظل تنافس محموم بين وسائل الاتصال والإعلام.
تلعب وسائل الإعلام دوراً هاماً يتمثل في قدرتها الکبيرة على تغيير القيم والاتجاهات وحتى طريقة التفکير، ويشير إلى ذلک (سيرز وآخرون، 2010)  عندما يؤکدون أن عملية التغيير هذه تتم من خلال الانتباه العام الذي يتم أساساً من خلال الاتصال الجماهيري عن طريق التأثير ووضع الأجندة والإعداد والتهيؤ، ثم الإقناع الذي هو تغيير اتجاهات الناس من خلال الکلمة المنطوقة والمکتوبة عن طريق توفير الحجج والأدلة  ذلک أن وسائل الإعلام لم تعد أدوات لنقل المعلومات فقط، بل أصبحت أداة  لتوجيه الأفراد والجماعات وتکوين مواقفهم الفکرية والاجتماعية، ودورها لم يعد يقف عند صنع الصورة فقط، بل بتنظيمها وطبعها في آذان الجمهور. (عبدالرازق، الساموک، 2011م)
ومثل ظهور شبکات التواصل الاجتماعي في توقيتات متزامنة فتحاً تاريخياً نقل الإعلام إلى آفاق غير مسبوقة، وأعطى مستخدميه فرصا أکبر للتأثير والانتقال عبر الحدود بلا قيود ولا رقابة إلا بشکل نسبي محدود، کما أعطى قنوات للتعاطي المباشر والحي والفوري من جمهورها في تطور يغير من جوهر نظريات النظريات الاتصالية المعروفة ويوقف احتکار صناعة الرسالة الإعلامية لينقلها إلى مدى أوسع وأکثر شمولية، وبقدرة تأثيرية وتفاعلية لم يتصورها محللو وخبراء الإعلام والاتصال. (محمود، 2011م)
وترتبط أزمة الهوية بمرحلة المراهقة وبدايات الشباب، حيث تمثل المطلب الأساسي للنمو خلال هذه المرحلة وتعبر عن تحول في شخصية المراهق نحو الاستقلالية الضرورية للنمو السوي في المراحل القادمة، وتنمو الهوية من وجهة نظر أريکسون وفق مراحل متتابعة يواجه الفرد في کل منها أزمة معينة، ويتحدد مسار نموه تبعاً لطبيعة حلها إيجاباً أو سلباً متأثراً بعدة عوامل بيولوجية واجتماعية وثقافية، وإن تقاطع العوامل البيولوجية والاجتماعية تجعل الهوية إما في حالة الإنجاز أو التعليق أو الانغلاق أو التشتت. (المصري، 2016م)
ويتعرض المراهقون والشباب لعديد من التغيرات النمائية التي تطرأ على کل جوانب الشخصية ويمثل هوية الفرد محور هذا التغيير من وجهة نظر علماء النفس، حيث ترتبط بقدرة الفرد على تحديد معتقداته وأدواره في الحياة من خلال محاولة الوصول إلى قدر حيال تساؤلات تصبح ملحة عما أسماه أريکسون "أزمة الهوية" وخلال التشکل يکون الشباب في مفترق طرق فأما يتمکن من تحقق الهوية الإيجابية، أو يعاني من اضطراب وتشتت الهوية، وفشل في تحديد أهدافه وأدوار حياته، کما يؤثر ذلک في صقل شخصيته واعتماده على نفسه. (الشمري، 2017م)