إطار استراتيجي لمحو الأمية المعلوماتية لطلاب کليات التربية باستخدام نموذج Big 6 لمواجهة تحديات التخمة المعلوماتية "دراسة ميکروسکوبية".

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

أولًا- المقدمة:
إن التغير سمة من سمات الکون وهبها الله له لضمان استمرارية الحياة؛ لذا فقد وهب الله للکائنات الحية العديد من الخصائص التي تساعدها على التکيف مع هذه التغيرات، ولکن هناک عديد من التغيرات على مستوى المجتمعات، فتقوم بعضها بإحداث تغيرات ديناميکية في البنى الأساسية لها للتکيف مع التغيرات، بل ومحاولة تجاوزها. وقد تتسم مجتمعات أخرى بالسکون والثبات في هذه البنى، وبالتالي تظهر الفجوة بين هذه المجتمعات.
وبالتالي تجب الإشارة إلى أن الفجوة بين المجتمعات موجودة منذ القدم بالتزامن مع الثورات الزراعية والصناعية والتکنولوجية والمعرفية، ولکن هناک فجوة موجبة بين المجتمعات، حيث تحافظ العديد منها على تقدمها وقيادتها لهذه الثورات، وهناک مجتمعات أخرى تعاني من وجودفجوة سالبة؛ إذ کانت متقدمة في فترة ما ثم أصبحت متراجعة بسبب غياب سياساتها عن التکيف مع الثورات، وهناک مجتمعات أخرى تعاني من فجوة صفرية نتيجة وجود ثبوت نسبي في وضعها بين المجتمعات، فهي ليست رائدة، وفي الوقت نفسه لاتعود إلى الخلف.
ومن المنطلق نفسه تجب الإشارة إلى "الفجوة المعلوماتية" التي ظهرت بين المجتمعات منذ منتصف القرن العشرين نتيجة ثورة الحاسبات التي نتجت عن تغلغل الکمبيوتر وجميع مشتقاته في المؤسسات الإنتاجية والخدمية، وأيضًا ثورة المعلومات والاتصالات ICT التي وُجِدَت مع وجود تکنولوجيا الاتصال الحديثة المتجسدة في شبکة المعلومات العالمية "الإنترنت"، حيث امتلکت العديد من المجتمعات الموارد الأساسية للمعلومات، والتي غالبًا ما تکمن في تقنيات المعلومات، وأخرى غير قادرة على سد احتياجات الأفراد من المعلومات التي يحتاجونها، والوصول إلى مصادر تلبية هذه الاحتياجات والتعامل معها.
حيث سعت العديد من المجتمعات لتوظيف تکنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT داخل نظمها السياسية والاقتصادية والتعليمية والدينية ... إلخ؛ وذلک لرفع کفاءتها والحصول على أکبر عائد ممکن من خلال هذا التوظيف. کما أن هذه النظم عملت على توفير المهارات اللازمة لدى العاملين داخل هذه المؤسسات، وأيضًا وضعت الحکومات القواعد اللازمة للتعامل مع الموارد المعلوماتية خاصة الإلکترونية منها؛ وذلک لتحقيق المخرجات المتوقعة من هذه المؤسسات (Maureen Henninger,2017,9).