منسق العلاقات الدولية بالجامعات: الأدوار والکفايات.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

الملخص:
لقد أصبح تدويل التعليم الجامعى أمرًا حاسمًا لتحقيق قدرته التنافسية واستدامته، وتولي الجامعات اهتمامًا کبيرًا به-کمفهوم وجدول أعمال، وتم تطوير سياسات التدويل والممارسات في حرمها الجامعي وفي الخارج، لتنفيذ خطط التدويل الخاصة بها، مثل جذب الطلاب الدوليين؛ وتدويل المناهج الدراسية، تعزيز التنقل الدولي للبحوث؛ دمج الطلاب الدوليين وتعزيز القدرات بين الثقافية، وافتتاح فروع جامعية في بلدان أخرى مصممة لجذب الطلاب غير القادرين على السفر من أجل التعليم بالخارج.
 استجاب عدد متزايد من الجامعات للعولمة من خلال توسيع المناهج الدراسية وتطوير تجربة الطلاب لتبني "منظور عالمي"، ومعالجة "التدويل في الوطن" کمکون أساسي للاستراتيجية الدولية. أصبحت الفکرة القائلة بأن التعليم العالي قد يساعد على تنمية "مواطنين عالميين نشطين" مجهزين للتعامل مع التنمية المستدامة، مقبولاً کهدف استراتيجي لعدد من مؤسسات التعليم العالي.
 ويعکس توسيع تعريف مصطلح "التدويل" أهميته المتزايدة للجامعات کمفهوم وکمجموعة من الأنشطة. على الرغم من أن التدويل يمکن اعتباره مدخلاً للعديد من الأنشطة الأخرى في الجامعة، بما في ذلک التدريس والبحث، فقد أصبح مهمًا کمقياس (أو مجموعة مقاييس) للأداء، ينعکس هذا في جداول الدوريات الدولية المختلفة مثل Times Higher Education  ومؤشر Shanghai Jiao Tong ونظام النجوم.QS  ونتيجة لذلک، بدأت الجامعات في تطوير استراتيجيات دولية واضحة، أو على الأقل بُعد دولي لاستراتيجيتها الشاملة. ومع ذلک، فإن تبني "استراتيجية دولية" من قبل مؤسسات التعليم العالي هو ظاهرة حديثة نسبيًا ونادرًا ما يتم فحصها من منظور تنظيمي استراتيجي.
 لقد تطور التدويل فى جامعات الدول المتقدمة على مراحل؛ فبدأ کمجموعة من المبادرات التي لم تکن موجودة في استراتيجية الجامعة سابقًا ويتم التحکم فيها والترويج لها من قبل مديري العمليات (مثل رئيس المکتب الدولي). وفي المرحلة الثانية، تزداد ممارسات التدويل ويتم ذکرها في الاستراتيجية، ولکن ليس في المقدمة، ويتم التحکم فيها ومراقبتها من قبل المديرين على المستوى المتوسط (مثل عميد أو مدير التنمية الدولية،الذى يکون مسئولا عن تخطيط وتنفيذ أجندة التدويل بالجامعة، وفي المرحلة الثالثة، تم توسيع التدويل ليشمل المزيد من العناصر الدولية ويصبح أولوية استراتيجية أساسية يديرها کبار المديرين (مثل Pro-Vice-Chancellor International، أى ترقية عميد التنمية الدولية إلى نائب رئيس جامعة (دولي) للإشارة إلى أن الدولي له نفس وزن التدريس والبحث في الجامعة، وهکذا تطور التدويل من عدد من المبادرات المنفصلة ليصبح هدفًا استراتيجيًا في حد ذاته خلال فترة أصبح التعليم العالي فيها سلعة دولية.
وکانت المکاتب الدولية مسؤولة عن جميع الأنشطة الدولية في المؤسسة حين کان التدويل مرتبطًا بشکل أساسي بجذب الطلاب الدوليين وتنقلهم. ومع ذلک، فإن تعريف التدويل يشمل الآن الشراکات والتعاون الدولي، والخبرة الدولية للطلاب والموظفين، والتعلم والبحث الدوليين، وقد أصبح مصطلحًا وصفيًا لتحديد مهمة الجامعة واستراتيجيتها وثقافتها وهيکلها، وفي الواقع، يهدف التدويل الآن إلى توسيع الأنشطة الدولية ودمجها عبر الجامعات، وقد أصبح جانبًا مهمًا من الاستراتيجيات المؤسسية للجامعات، بينما لا يزال يشمل الدور المهم للمکتب الدولي کما هو.(1)
ويتوفر لدى العديد من المؤسسات اليوم استراتيجيات تدويل واضحة وأفراد يتمثل دورهم في قيادة التغيير لجعل ذلک حقيقة واقعة، أن الالتزام الاستراتيجي لکبار الموظفين أمر حيوي، وتحقيق التغيير الاستراتيجي، يجب أن يکون أکبر بکثير من مجرد إدراج کلمات ملهمة في صياغة الرؤية والرسالة - أن توفير البيئة التمکينية للتنفيذ هو أمر ضروري للمضي قدمًا، ويتم تنفيذ ذلک من خلال أهمية القيادة کأداة للتغيير وما يرتبط به من توصيف للمهام.



* د/ نجوى يوسف جمال الدين: أستاذ أصول التربية والتخطيط التربوي بکلية الدراسات العليا للتربية-جامعة القاهرة..