الثقافة الأسرية وأثرها على التحصيل الدراسي للطفل في مرحلة الطفولة المبکرة.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

مقدمة الدراسة:
  تعتبر الأسرة الوحدة الأساسية الأولى في تکوين المجتمع الإنساني وذلک للدور الهام والمؤثر الذي تلعبه في عملية التنشئة الاجتماعية، إلى جانب المؤسسات الاجتماعية بالمجتمع، ولهذا السبب اهتم علماء الاجتماع بهذا الدور واهتموا أيضاً بوصف بيئة الأسرة التي تشجع غالباً الاستجابة المرغوبة للمدرسة وللأداء الأکاديمي الجيد (المنيف، 1999: 1)
  تعتبر الأسرة الوسيط الأول لتثقيف الطفل، کما تعد المجال الأول الذي يتعرض فيه الطفل لمختلف التأثيرات والعناصر الثقافية السائدة في المجتمع.
  وتؤدي الأسرة دوراً کبيراً في مجال ثقافة الطفل، فالأسرة تقدم للطفل العديد من المعلومات والمعارف المختلفة والخبرات المتنوعة وأسلوب التخاطب والتعامل مع الأفراد، کما تعد بيئة غنية لنمو ثقافة الطفل من خلال توفير الأجهزة الإلکترونية التعليمية والترفيهية والقصص والأشرطة المسموعة والمرئية وإعطائه الحرية في طرح الأسئلة والتعبير عن آرائه والقيام بالزيارات والرحلات إلى أماکن مختلفة (المنيف، 1999: 2).
  ويتفق العلماء عموماً على أهمية الأسرة ودورها في تنشئة الطفل، فمن خلال الأسرة يحصل الطفل على أهم احتياجاته النفسية وهي الشعور بالحب والأمان وبأنه مقبول ومرغوب فيه، ومن الأسرة يتعلم کذلک الخطأ والصواب وينال التشجيع وبث الرغبة في التعلم کما يجد المثل الذي يقتدي به، فالأطفال يحتاجون من آبائهم الوقت والرهبة والإرشاد والتوجيه البعيد عن الحماية المفرطة أو الإهمال المتزايد. (المنيف، 1999: 10).
  أما عن الجانب التحصيلي، فالأسرة هي التي تثري حياة الطفل الثقافية في المنزل من خلال وسائل المعرفة کالمکتبة وغيرها من مصادر ال   معرفة التي تسهم في إنماء ذکاء الطفل، کما أن الأسرة الآمنة المستقرة التي تمنح الحنان والحب تبعث في نفس الطفل الطمأنينة والأمان وبالتالي الاستقرار والثبات الانفعالي الذي يعتبر شرطاً للتحصيل الجيد. کما أن الأسرة التي تحترم قيمة العلم وتشجع عليه ويتشارک بها الأباء في القراءة مع أطفالهم بشکل منتظم يومياً تجعل الطفل يقبل على التعلم بدافعية عالية (الجمال، 2004: 5).
کما أشار عبد الملک الزعبي باحث في التربية، إلى مجموعة واسعة من البحوث التي أجريت في مجالات علم الإنسان، وعلم نفس النمو، والطب، وعلم الاجتماع، وعلم التربية والتعليم، وشددت على الأثر الحاسم للتنمية في المرحلة المبکرة للطفولة في تکوين القدرات الذهنية وتکوين الشخصية واکتساب السلوک الاجتماعي. وأشار إلى أنه يمکن للتأثيرات التراکمية المترتبة على الإهمال في هذه الفترة أن تستمر طيلة الحياة. (الثميري،2018: 1).