أخلاقيات العمل الإداري لدى قائدات رياض الأطفال وعلاقتها بمستويات التماثل التنظيمي للمعلمات من وجهة نظر معلمات الرياض بمدينة مکة المکرمة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

المقدمة:
   للقيادة دور مهم في حياة الافراد والأمم خاصة للمجتمعات النامية, وهناک حاجة متزايدة إلى القادة القادرين على تطوير وإدارة المؤسسات العامة والخاصة للارتقاء بمستوى أدائها.
   وتعد القيادة في مرحلة رياض الأطفال من أهم مداخل تطوير هذا النوع من التعليم لما لها من دور مهم في التأثير على العاملين, وتوجيه أفکارهم وسلوکهم في سبيل تحقيق الأهداف التي تسعى إليها الروضة، ويتولى القائد مسؤولية تنظيم التفاعل بين العاملين، والحفاظ على تماسکهم، والمبادرة لحل المشکلات الناجمة عن هذا التفاعل. وعليه فإن قائدة رياض الأطفال يجب أن تتصف بالأخلاق التي تساعد على النهوض بالتعليم والعملية التعليمية وتؤثر على عملها الإداري وإتقانها له ومن ثم تؤثر بشکل مباشر على المحيطين بها من معلمات وأطفال، وأن التزام قائدة رياض الأطفال بالممارسات الاخلاقية سيزيد من مشاعر الانتماء والوفاء لدى المعلمات مما يدفعهن إلى بذل قصاري جهودهن في العمل ويشعرهن بالرضا والاستقرار.
   ويعد التماثل التنظيمي من المفاهيم المهمة لفهم السلوک الإنساني في المنظمات التي أخذت تستأثر باهتمام المفکرين وذلک لأن التماثل ما هو إلا إدراک شخصي بالتوحد والاندماج مع مجموعة العمل يربط بين الفرد والجماعة، فعندما يتماثل شخص مع مجموعة معينة في العمل، فإنه يعرف نفسه من خلال الخصائص الأساسية التي تعرف بها (الخصائص التي يعتقد أنها مرکزية ومتمايزة ومستمرة)، ويستمد منها مفهومه لذاته، ويشعر من خلالها بأن نجاح المجموعة أو إخفاقها له شخصياً؛ ولذلک فإن التماثل التنظيمي ضروري للأداء الفردي والجماعي، ومن ثم لفاعلية المنظمات وکفاءتها بشکل عام (رشيد: 2003).
ولکي يتم تحقيق الدرجة المطلوبة من التماثل التنظيمي، لابد من تهيئة العاملين في المؤسسة على اختلاف رتبهم؛ بحيث يکون لديهم مشاعر إيجابية نحو مؤسستهم، وأنها المکان المناسب لعملهم فهم يعملون على تنميتها، وتطويرها، ومن ثم يطوعون أنفسهم معها، وقيمهم مع الثقافة، والقيم السائدة فيها، وهي بذلک تؤمن لهم الرعاية وتعمل على إشباع حاجاتهم التي يسعون إلى تحقيقها (أروى القرالة: 2005).
   کما يعد التماثل التنظيمي أحد المفاهيم الحديثة نسبياً في مجال الإدارة التربوية بشکل خاص وقد وجد استجابة للتغيرات السريعة التي تتسم بها المنظمات الحديثة، ومنها رياض الأطفال. وإن لکل روضة رؤية ورسالة تؤمن بها وتتخذ منها هدفاَ تسعى إلى تحقيقه، حيث إن دور المعلمة مهم في العملية التربوية والتعلمية من خلال أدائها الايجابي، وفهمها لرؤية ورسالة الروضة التي تعمل بها وأهمية المرحلة التعليمية، وأن تکون قادرة على تحليل المناهج والمقررات التي تدرسها، عاملة على إثرائها وتوظيفها لخدمة الأطفال . ويترتب عليها وضع الخطط الهادفة للأنشطة المنهجية واللامنهجية التي تساعد على توظيف المعرفة وربطها بالواقع الحياتي وأن تکون المعلمة ذو علاقات إنسانية طيبة مع الأطفال واولياء أمورهم وقائدة الروضة والمجتمع بأکمله، لتتمکن من تحقيق هذا الدور.
فمن خلال التماثل التنظيمي الذي يتم بين المعلمة والجماعة التي تعمل معها ومع الروضة التي تنتمي إليها المعلمة يتم إشباع بعض من حاجاتها ومطالبها وأهدافها التي تشکل جزءاً منها. وکلما زاد مستوى التماثل التنظيمي، زادت دافعيتهم للعمل، وهذا بدوره يزيد کفاءة وفاعلية العمل. أما في حالة حدوث التضارب في الأهداف؛ فإن النتيجة ستنعکس سلباً على المنظمة وأهدافها المخططة مسبقاً والمرجو تحقيقها (الشواورة: 2016).
   ومن هنا فقد برز لدى الباحثة أهمية دراسة واقع أخلاقيات العمل الإداري والتماثل التنظيمي لما لهذين المتغيرين من أثر واضح في العملية التعليمية، والعديد من الآثار الايجابية على المعلمات، وبالتالي على الأجواء في رياض الأطفال وعلى جودة سير العمل بها.