درجة إتقان مجالات إطار TPACK لتکامل التقنيات التعليمية لدى معلمي الحاسب الآلي بدولة الکويت.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

مقدمة:
تعد قضية الاستفادة من تکنولوجيا المعلومات والاتصالات في عمليتي التعليم والتعلم بمثابة أحد القضايا المحورية في معظم المؤسسات التعليمية (Choy, Wong & Gao, 2008), ومع ذلک فقد أظهرت نتائج البحث التجميعية الحديثة التي أجراها "بولستاد" (Bolstad, 2011) والتي تتناول التوجهات المستقبلية للمناهج التعليمية في العديد من دول العالم زيادة تحديات توظيف تکنولوجيا المعلومات والاتصالات في العملية التعليمية ومن أهم تلک التحديات ما يتعلق بالمعلم.
فالمعلم في کثير من الأحيان لا تتوافر لدي الکفايات اللازمة لتوظيف اتقان تکامل التقنيات التعليمية. وفي هذا الصدد, أصبح موضوع کفايات المعلم التعليمية من الموضوعات المهمة في العملية التربوية المعاصرة، لما له من أهمية بالغة في کونه مرشداً ودليلاً للمعلم، وبصفة خاصة في أدائه لعمله ونموه المهني، ولهذا بدأ الاهتمام بالکفايات التعليمية سواء أکانت من قبل الکليات المسئولة عن الإعداد، أم من مراکز التدريب التي تتولى مسئولية التدريب بهدف الارتقاء بمستوى الأداء المهني للمعلم، وهذا يدل على أهمية الکفايات التعليمية لإعداد المعلم بشکل عام )بدرية الزهراني، 2020، ص175.)
لذا کان لزاما العمل على تأهيلها لتمکينها من متابعة المستجدات والإصلاحات التي تطرأ على النظام التعليمي بين الحين والآخر، ولتستطيع ممارسة أدوارها الجديدة والمختلفة المنوطة بها، وانعکاسا لذلک برزت العديد من المحاولات في مجال تطوير برامج تدريب المدرسين أثناء الخدمة کان من أبرزها اعتماد مدخل التدريب القائم على الکفايات، الذي يعتبر بحق من أفضل الحلول المطروحة لمشکلة إعداد وتدريب المدرسين، والقائم على إکسابهم الکفايات اللازمة مع تدريبهم عليها، خاصة فيما يتصل بکفايات التخطيط للدرس، وتنفيذه، وتقويمه )بوحفص بن کريمة، ولخضر عواريب، 2017، ص219. )
وتعد اتقان تکامل التقنيات التعليمية في الوقت الراهن من بين أهم الکفايات التي يجب أن تتوافر في معلمي الحاسب الآلي في القرن الحادي والعشرين. ونجد أن النماذج التقليدية لإعداد المعلم قد رکزت بشکل تقليدي على مجالين رئيسيين وهما الإعداد الأکاديمي أو الإعداد المرتبط بمحتوى المادة الدراسية, والإعداد التربوي المرتبط بطرق التدريس وکانت هذه النماذج هي الأساس لبرامج إعداد المعلمين في کليات التربية لفترات طويلة. ومع ذلک لم تعد هذه النماذج کافية للتصدي لمتطلبات إعداد المعلم في عصر يشهد ثورة في تقنيات المعلومات والاتصالات. فبات من الضروري إدراج مجال ثالث وهو مجال تکنولوجيا التعليم. ليصبح لدينا ثلاث مجالات لإعداد المعلم وهي الإعداد في مجال التخصص، والإعداد في طرق التدريس أو الإعداد التربوي, والإعداد في تکنولوجيا التعليم.
إن التوظيف الفعال لتکنولوجيا المعلومات والاتصالات يتطلب من المعلمين اکتساب کفايات المعرفة بالتکنولوجيا، وکفايات المعرفة بالمحتوى التعليمي، وکفايات المعرفة التربوية، والتقاطعات بين هذه المجالات (Archambault, & Crippen, 2009). وفي إطار معاصر وثوري لتحديد اتقان تکامل التقنيات التعليمية التي يجب أن تتوافر لدى المعلم, قام کوهلر ومشيرا بإضافة مجال التکنولوجيا کمجال للکفايات مستقل قائم بذاته وليس کأداة مساعدة للتدريس، ولقد استغرق بحثهما خمس سنوات من العمل المتواصل حيث رکز على تطوير وتأهيل المعلمين کمحترفين في العملية التعليمية على اختلاف تخصصاتهم، وخرجا بمفهوم منحي أو إطار الTPACK (TPACK) (انتصار ناجي،2016،ص 43)
ووفقاً للإطار, توجد ثلاث مکونات رئيسية للکفايات لدى المعلمين وهي المعرفة بالمحتوى، والمعرفة التربوية، والمعرفة التکنولوجية. وتعد التقاطعات بين هذه المجالات الثلاث على نفس درجة أهمية المجالات الثلاث. وتتضمن تقاطعات ثلاث أنواع أخرى من المعرفة وهي المعرفة التکنولوجية المرتبطة بالمحتوى التعليمي، والمعرفة التکنولوجية التربوية، والمعرفة التکنولوجية التربوية المرتبطة بالمحتوى (Monroe-Ossi, Ohlson, Wehry & Fountain, 2014). وتتضمن المعرفة التربوية المرتبطة بالمحتوى المزج بين المعرفة التربوية والمعرفة بالمحتوى بحيث يکون المعلم قادراً على فهم کيفية تنظيم، وتمثيل، وعرض وموائمة ما يتضمنه المحتوى التعليمي من موضوعات ومشکلات وقضايا بما يتناسب مع اهتمامات وقدرات المتعلمين أما المعرفة التکنولوجية التربوية فهي تشير إلى فهم المعلم لکيفية تأثر عمليتي التعليم والتعلم عندما يتم استخدام التکنولوجيا بطرق معينة (Koehler & Mishra, 2009). وأخيراً، فإنه يمکن تعريف المعرفة التکنولوجية التربوية المرتبطة بالمحتوى التعليمي على أنها تلک المعرفة المرکبة التي يتعين على المعلمين إتقانها فيما يتعلق باستخدام المعرفة التربوية والمعرفة التکنولوجية معاً لتدريس محتوى معين بفاعلية (Koehler & Mishra, 2009).
وقد تمثلت الخطوة التالية لتطور هذا الإطار في استخدامه کأساس لتصميم أداة تمکن الممارسين والباحثين التربويين من استطلاع آراء المعلمين فيما يتعلق بمختلف مجالات اتقان تکامل التقنيات التعليمية التي يتضمنها الإطار. ولهذا تم تصميم العديد من الأدوات التي تعمل على تقويم مدى تمکن المعلمين من اتقان تکامل التقنيات التعليمية في ضوء الأبعاد التي يتضمنها هذا الإطار (Archambault & Crippen, 2009).
ومع تزايد تطبيق إطار "TPACK" کإطار معاصر وبارز ومؤثر لتحديد اتقان تکامل التقنيات التعليمية لدى معلمي جميع المواد الدراسية في مختلف المراحل التعليمية بات من الأهمية بمکان الاستفادة من هذا الإطار في الکشف عن مدى تمکن معلمي الحاسب الآلي في دولة الکويت من اتقان تکامل التقنيات التعليمية باستخدام مجالات الکفايات السبعة التي يتضمنها إطار "TPACK", وهو ما يتم الترکيز عليه في البحث الحالي.