خريطة مدرسية رقمية مقترحة لرياض الأطفال بمحافظة سوهاج في ضوء رؤية مصر 2030م.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

المقدمة:
لقد زاد الاهتمام بمرحلة الطفولة المبکرة بشکل کبير في جميع دول العالم ومنها جمهورية مصر العربية لما لهذه المرحلة من تأثير کبير على النمو الشامل المتکامل لشخصية الفرد، وأن تأثيرها يمتد مع الفرد مدى الحياة، وذلک لأن مرحلة الطفولة المبکرة بصفة عامة ومرحلة رياض الأطفال من (4– 6) سنوات بصفة خاصة هي المرحلة التي يتم فيها تکوين بذور الشخصية وتحديد ملامحها المستقبلية.
وتعتبر مرحلة رياض الأطفال لها أهمية کبيرة وقد اهتمت الدولة بهذه المرحلة وأصدرت قانون الطفل المصري وعرفت المادة (55) منه رياض الأطفال بأنها هي نظام تربوي يحقق التنمية الشاملة لأطفال ما قبل التعليم الابتدائي ويهيئهم للالتحاق بها، وهي کل مؤسسة تربوية للأطفال قائمة بذاتها وکل فصل أو فصول ملحقة بمدرسة رسمية وکل دار تقبل الأطفال بعد سن الرابعة (رئاسة مجلس الوزراء، 2008، 11).
ولقد أکد القانون المصري على ضرورة إتاحة الفرصة للطفل في سن (4 – 6) للالتحاق برياض الأطفال ولقد أکدت عدة دراسات على أهمية مرحلة رياض الأطفال في التنمية الشاملة للطفل وإعداده للالتحاق بالمدرسة الابتدائية وتساعد على اکتشاف مواهبه وقدراته، ورعايته إذا کان من أصحاب الاحتياجات الخاصة ومن أهم الدراسات التي أوضحت أهمية رياض الأطفال ودورها في تنمية الطفل من جوانب شتى کل من دراسة سمية فرغلي (2014م)، ودراسة ياسر زايد (2011م)، ودراسة صفاء سعد (2016م)، ودراسة هبة زاهر (2017م)، ودراسة هالة عبد الرحمن (2014م)، ودراسة رشا عثمان (2012م)، ودراسة نادية محمد (2008م)، آمال مسعود (2005م)، ودراسة فوزية السويدي (2009م)، ولقد أکدت جميع المواثيق والاتفاقيات الدولية على أهمية تلک المرحلة وحق الطفل في إلتحاقه بالتعليم بها کما جاء بدراسة فريد علواش (2009م)، ولقد اهتمت استراتيجية تنمية الطفولة المبکرة في مصر (2005 – 2010م) بمرحلة الطفولة المبکرة ورياض الأطفال، وأکدت على أهمية التحاق الطفل برياض الأطفال لما لذلک من دور کبير في تکوينه وثقافته وتعليمه في کل مراحل عمره المقبلة (اليونسکو، د. ت.،. 5).
وبالرغم من ذلک يوجد قصور شديد في استيعاب رياض الأطفال لأعداد الأطفال من سن (4-6) سنوات وقلة الأماکن المتاحة بتلک الرياض إن وجدت مما يؤدي إلى حرمان الأطفال من الالتحاق بها، وإن وجدت بعض الفصول فهي تعاني من ضعف شديد بالإمکانات والتجهيزات وتواجهها مشکلات وتحديات متعددة وهذا ما أثبتته دراسة نصر الدين محمد، إيناس زکي (2012م)، ودراسة مني عبد اللطيف (2014م)، راشد القصبي وآخرون (2014م)، وهو ما أکدته دراسة أحمد نبوي (2018م)، من ضعف نسبة الاستيعاب بشکل کبير في مرحلة رياض الأطفال في مصر مقارنة بالدول الأخرى.
وجاءت رؤية مصر 2030م لتؤکد أهمية مرحلة الطفولة وضرورة إتاحة الفرصة للطفل للالتحاق برياض الأطفال وذلک في محور التعليم وکان من أهداف استراتيجية التنمية المستدامة لمصر 2030م(رؤية مصر2030م) إتاحة رياض الأطفال وتمکين الأطفال من الالتحاق برياض الأطفال وأن تصل نسبة القيد الإجمالي لرياض الأطفال من سن (4 – 6) سنوات إلى 80% (وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، 2015، 34).
ومن ثم لابد من العمل على إتاحة الفرصة للأطفال للالتحاق برياض الأطفال وبصفة خاصة المحافظات التي يوجد بها عجز کبير في مؤسسات رياض الأطفال الحکومية حيث إن محافظة سوهاج يوجد بها رغبة کبيرة لدى أولياء الأمور لالتحاق أبنائهم بتلک المؤسسات ولکن يوجد عجز کبير في المقاعد المتاحة للأطفال برياض الأطفال لدرجة أن أولياء الأمور يضطرون لالتحاق أبنائهم برياض أطفال خاصة تبعد عن منازلهم أکثر من (25) کيلومتر مربع، وذلک يعد شيئا مرهقًا للطفل في تلک السن المبکرة وفي نفس الوقت لايستطيع غالبية المواطنين الحاق أطفالهم بها نظرًا لارتفاع مصروفاتها الدراسية، ومن ثم يجب على الدولة أن توفر لهم رياض الأطفال الحکومية التي تستوعب هؤلاء الأطفال.
ولذلک وجدت الباحثة أنه لابد من أن يتم العمل على توفير مدارس رياض الأطفال والفصول اللازمة لاستيعاب الأطفال في سن (4-6) سنوات حسب الأماکن المحتاجة لذلک والبدء بالأماکن الأکثر احتياجًا، وذلک يتطلب دراسة الواقع الحالي لخريطة مؤسسات وفصول رياض الأطفال بالمحافظة وإعداد خريطة مدرسية مقترحة لها وفقاً للاحتياجات المستقبلية.
وذلک لفاعلية أسلوب الخريطة المدرسية في ذلک باعتباره أحد أساليب التخطيط المکاني الفعال لهذه الفرص ويحقق عدالة التوزيع وتکافؤ الفرص التعليمية للطلاب.
ولقد أوضحت عدة دراسات أهمية استخدام الخريطة المدرسية وضرورة استخدامها في التخطيط المکاني للمدارس بالمراحل التعليمية المختلفة ومن تلک الدراسات التي أوضحت ذلک دراسة ضياء الدين زاهر (2001م)،، ومن الدراسات الحديثة التي حثت على تطبيق الخريطة المدرسية دراسة فضيلة حميدي (2019م)، وذلک يوضح أن استخدام الخريطة المدرسية يعمل على عدالة توزيع المدارس في المجتمع مما يؤدي إلى عدالة الفرص التعليمية.
ومن الدراسات التي أجريت حول أسلوب وتکنيک الخريطة المدرسية في التخطيط المکاني للمدارس والخدمة التعليمية دراسة منير حربي (2003م)، وقام بدراسة واقع الخريطة المدرسية وسبل تطويرها في مرکز کفر الزيات بمحافظة الغربية، ودراسة إيمان أحمد (2008م)، وقامت فيها بإعداد خريطة مدرسية لمدراس الفصل الواحد بمحافظة الشرقية، ودراسة أميرة الصباحي (2009م)، وقامت الباحثة فيها بإعداد خريطة مدرسية للتعليم قبل الجامعي بمحافظة بورسعيد في ضوء اتجاهات التنمية، ودراسة دعاء سلامة (2010م)، وقامت بإعداد خريطة مدرسية للحلقة الأولى من التعليم الأساسي بمحافظة شمال سيناء، وتلتها دراسة الشيماء جودة (2014م)، ودرست أهم متطلبات الخريطة التربوية للمرحلة الابتدائية بمحافظة دمياط، ومن الدراسات الحديثة دراسة أميرة عيسى (2018م)، وقامت بإعداد خريطة مدرسية للحلقة الأولى من التعليم الأساسي بمحافظة المنوفية، ودراسة إيمان ربيعة (2018م)، وتم بها التخطيط لتطوير الخريطة المدرسية لتوطين الخدمة التعليمية بالمناطق المحرومة بالحلقة الثانية من التعليم الأساسي بمحافظة الغربية.
واستخدام أسلوب الخريطة المدرسية في عدة دراسات إنما يدل على أهمية وفعالية هذا الأسلوب في التخطيط للخدمة التعليمية في أماکن ومحافظات الجمهورية المختلفة، ولکن لم يتم إجراء أي دراسة من هذا النوع من الدراسات بمحافظة سوهاج مما يتطلب ضرورة إجراء دراسة لإعداد خريطة مدرسية لمؤسسات رياض الأطفال بالمحافظة نظرًا لضعف الإتاحة في هذه المرحلة بالمحافظة في الوقت الذي تؤکد الدراسات أهمية تلک المرحلة الدراسية في حياة المتعلم وأيضا اهتمام رؤية مصر 2030م بضرورة الإتاحة بمرحلة رياض الأطفال والمستهدف تحقيق قيد صافي بتلک المرحلة 80% من الأطفال ومن ثم جاءت الدراسة الحالية لتدرس واقع الخريطة المدرسية الحالية لرياض الأطفال بمحافظة سوهاج ثم بعد ذلک في ضوء التوقعات والإسقاطات المستقبلية تقوم بإعداد خريطة مدرسية لرياض الأطفال في المحافظة في ضوء رؤية مصر 2030م.