واقع تحقيق أبعاد الالتزام التنظيمي لدى معلمي المدارس الثانوية في دولة الکويت

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

المقدمة:
إن المدرسة هي منظمة إجتماعية وجدت لتحقيق أهداف معينة لإشباع أهم الاحتياجات في المجتمع ألا وهي بناء عقول أبنائها، فهي تقوم بتحقيق هذه الأهداف من خلال مجموعه من الأفراد المعلمين الذين يعملون بها، فالمعلم محوراً أساسياً من محاور العملية التعليمية حيث يقع على عاتقه نجاح المسيرة التعليمية.
وانطلاقاً من أهمية المعلم کأحد العناصر الفاعلة والمؤثرة في العمليه التعليمية والتربويه، تتوقف فاعلية المدرسة وکفائتها على مدى ايمانه بمهنته والتزامه بأهداف المدرسة، على أن الالتزام التنظيمي للمعلمين يقود المدرسة الى المخرجات المطلوبة ويحسن الدافعية ويؤدي الى زيادة الإنتماء لها. (عبدالله سعد العتيبي، 2019، 485).
في حين يرى البعض أن ضعف الالتزام التنظيمي للمعلم يترتب عليه فقدان الإبداع وانخفاض الدافعية والالتزام بالعمل، وبالتالي يکون له آثارا سلبية على المدرسة ويعيق تحقيق المدرسة لاهدافها. (أمينة حسن، 2011، 78)
 فالالتزام التنظيمى يعد عاملا أساسيا فى نجاح أو فشل المؤسسات مما يفرض على المديرين الإهتمام به والعمل على تحسينه ورفع مستوياته لدى العاملين تحت إشرافهم، هذا بالإضافة إلى تمکينهم وإعطائهم مساحة کافية من الصلاحيات لتنفيذ أعمالهم. (ضيف الله عبيد المطرى، 2019، 28)
ويعد موضوع الالتزام التنظيمى المفتاح الأساسى والمهم لتفحص مدى انسجام أفراد التنظيم مع بعضهم، فالأفراد ذوو الالتزام التنظيمى المرتفع تجاه منظماتهم هم الذين لديهم الاستعدادات الکافية لأن يکرسوا مزيدا من الجهد والتفانى فى أعمالهم، ويسعوا بصورة دائمة للمحافظة على استمرار ارتباطهم وانتمائهم لمنظمتهم. (وحيد مصطفى مختار، 2019، 282)
 فالالتزام التنظيمى يعد عنصرا حيويا فى بلوغ الأهداف التنظيمية، وتعزيز الاستقرار بين الإدارة والعاملين، کما يسهم فى تطوير قدرات المنظمة على البقاء والنمو المتواصل.
ویؤدي الالتزام التنظیمي إلى عدد من النتائج الإیجابیة بالنسبة للمنظمة والأفراد کانخفاض معدل دوران العمل، وتحقیق أهداف المنظمة بکفاءة وفعالیة، بینما ضعف مستوى الالتزام التنظیمي یؤدي إلى ارتفاع تکلفة الغیاب والتأخر عن العمل وتسرب العمالة من المنظمات وانخفاض الرضا الوظیفي، کما أن غياب غياب الالتزام يمکن أن يقلل الفعالية التنظيمية بصفة عامة، فالافراد الملتزمون يکونون أقل رغبة في ترک العمل أو البحث عن وظيفة أخري، علاوة علي أنهم يدرکون قيمة وأهمية التکامل بين الأهداف التنظيمية والفردية، حيث يفکر الموظف الملتزم في أهداف التنظيم بصورة شخصية (ياسر الهنداوى، 2012، 206).
لذا يجب الإهتمام ببناء المدرسة الفعالة واعتمادها على القيادة الفعالة وتحقيق الالتزام التنظيمي بها، وخاصة مدارس المرحلة الثانوية بدولة الکويت، والتى تعد من أشد المراحل أهمية خاصةً أنها تتناول مرحلة متميزة من مراحل نمو الطلاب، وتحتل موقعاً هاماً في السلم التعليمي في دولة الکويت، ولها العديد من الوظائف منها: تعزيز النمو المتکامل لشخصية الطالب روحياً وعقلياً ووجدانياً ونفسياً واجتماعياً وجسمياً، إعداد الطالب للحياة العملية ومواصلة دراسته من خلال الکشف عن استعداداته وقدراته وميوله وتنميتها بما يساعده على اختيار المهنة أو الدراسة التي تتناسب مع قدراته.