الرضا الوظيفى وعلاقته بالإلتزام التنظيمى لدى المعلمين بالمدارس الثانوية بدولة الکويت.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

مقدمة الدراسة:
لقد أدى التزايد المستمر في دور المؤسسة المجتمعية في القرن الحادي والعشرين، وسعيها الدءوب لمواکبة التطور والنمو إلى زيادة مسئولياتها واهتماماتها، خاصة في ظل التحولات التي طرأت على العالم في القرن العشرين مثل ظاهرة العولمة، وأصبح التعليم بشکل عام من العوامل المهمة لتطوير أى مجتمع وعنوان حضارته ودليل تقدمه، فهو السبيل الوحيد للتنمية والتقدم والازدهار، لذلک تتبؤأ المدرسة مرکزاً مؤثراً فى جميع المؤسسات الاخرى، لأنها الرافد الوحيد بالقوى البشرية المؤهله والمدربة لتلک المؤسسات، کما يعد المعلم عنصراً مهماً ورئيساً فى العملية التعليمية، وذلک نظراً لما يتميز به دور المعلم من أهمية فى تربية النشئة وضرورة توفير أساسيات علمية تدعم أدائه التدريسى والتربوى للقيام بهذه المهمة بنجاح.
ولقد حظى موضوع الرضا الوظيفى للعاملين فى المؤسسات والمنظمات على اختلاف أنواعها وأحجامها بأهمية بالغة من الباحثين والدارسين فى العلوم الإدارية والدراسات السلوکية وذلک لما له من أثر کبير على العمل والعاملين وانجازاتهم، ويعبر مفهوم الرضا الوظيفى عن مشاعر الفرد وأحاسيسه تجاه العمل والتى يمکن اعتبارها انعکاساً لمدى الإشباع الذى يستمده من هذا العمل والجماعات التى تشارکه فيه ومن سلوک رئيسه معه ومن بيئة العمل الداخلية والخارجيه بوجه عام فضلاً عن هيکل شخصيته، ويعبر کذلک عن السعادة التى تتحقق عن طريق العمل وبالتالى فهو مفهوم يشير إلى مجموع المشاعر الوظيفية أو الحالة النفسية التى يشعر بها الفرد نحو عمله (عباس، 2011: 239).([1])
والرضا الوظيفى مفهوم متعدد العوامل وتجتمع هذه العوامل لتحقيق الرضا الکلى؛ والذى يستمده الفرد من وظيفته، وجماعة العمل التى يعمل معها، ورؤسائه الذين يخضع لإشرافهم وکذلک من المؤسسة والبيئة التى يعمل فيها، کما يهتم الرضا الوظيفى بدراسة العلاقة بين جودة بيئة العمل والاستغراق الوظيفى بما ينعکس فى صورة تحقيق لذاتية الفرد والتزامه نحو العمل (Pouliakas, 2009: 671).
ويمثل الرضا الوظيفى حصيلة لمجموعة العوامل ذات الصلة بالعمل والتى تقاس أساساً بقبول الفرد ذلک العمل بارتياح ورضا نفس وفاعلية فى الإنتاج نتيجة للشعور الوجدانى الذى يمکن الفرد من القيام بعمله دون ملل أو ضيق، کما أنه أهم عوامل نجاح المعلمين فى العمل، کما يعد الرضا الوظيفى للمعلمين من أهم مؤشرات نجاح المدرسة کمؤسسة تربوية، حيث يمثل الرضا الوظيفى مجموعة المشاعر والاتجاهات الإيجابية التى يبديها المعلمون نحو العمل بالمدرسة، حيث يزداد شعور العاملين فى أى مؤسسة بالکفاءة وتزداد دافعيتهم للإنجاز عندما يشعرون بالرضا عن عملهم، ويزداد هذا الشعور عندما يکون مصدرها لعمل وليس العائد المادى من وراء الوظيفة، کما أن الرضا الوظيفى أحد أهم العناصر المهمة فى تحقيق الأمن والاستقرار النفسى والفکرى والوظيفى للأفراد، حيث يدفعهم طوعاً إلى رفع مستوى الأداء، مما ينعکس إيجاباً على تحقيق أهداف المؤسسة(الشبيتى والعنزى، 2014: 100).
وشعور المعلم بالرضا الوظيفى يؤثر فى نوعية التعليم وجودته؛ لذلک فأن الرضا الوظيفى يمکن أن يحسن نوعية الخدمات التى تقدم للطلبة، کما يعمل على تزويد المعلمين بالکثير من الحماس ليجدوا الوقت الکافى والطاقة اللازمة لتعليم الطلبة (Bailey,2011: 37).
والالتزام التنظيمى هو حالة نفسية تتمثل فى تمسک الفرد بمؤسسته واقتناعه بأهدافها، الأمر الذى ينعکس على سلوکياته حيث يعمل على تحقيق أهداف المؤسسة ويسعى لإنجاحها، ورکزت المفاهيم التى تناولت الالتزام التنظيمى إلى کونه طوعياً ينبع من إرادة الفرد وباختياره، وليس قصرياً ينطوى على الإذعان الذى يفرض عن طريق قوى خارجية بما فيها القوانيين والتعليمات، ويرجع سر الاهتمام بالالتزام التنظيمى کظاهرة إدارية إلى العناية بدور الفرد فى المؤسسة، فبديهياً أن أهمية الفرد لا يمکن أن تساوى أو توازى أهمية أى عنصر من العناصر داخل المؤسسة، وفى نفس الوقت الفرد له اتجاهاته وتفکيره وعواطفه ودوافعه التى توجه سلوکه، وبالتالى صعوبة کبيرة فى السيطرة المستمرة على أى من مکونات البيئة النفسية للفرد، کما لا يمکن استخدام معايير ثابتة للتحکم فى التصرفات الإدارية تجاه جميع الأفراد العاملين بالمؤسسة، إذ لکل فرد هامش من الاختلاف يميزه عن الأخرين (فليه وعبدالمجيد، 2009:134).
کما أصبح موضوع الالتزام التنظيمى موضوعاً مهماً يثير اهتمام العديد من المؤسسات بسبب ارتباطه الوثيق بسلوکيات العاملين بها، وحضورهم، وغيابهم، والأهم من ذلک التأثير على أدائهم واتجاهاتهم النفسية مما ينعکس بدوره على أداء المؤسسة، وعلى علاقتها بالمحيط الخارجى، لذلک حاول بعض المديرين تغيير القواعد، والإجراءات، والسلوکيات ليجعلوها أکثر مرونة، مما يعزز التزام العاملين تجاه مؤسساتهم، والربط بين أهدافها وبين أهدافهم الشخصية (جودة والباقى، 2006: 84).



[1]-  نوع التوثقيق المستخدم (APA).