الأدوار التربوية لمعلمي المرحلة الابتدائية بدولة الکويت في ضوء متطلبات مجتمع المعرفة.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

ملخص الدراسة:
شهد العالم في السنوات الماضية وحتى الآن العديد من التغيرات التي ألقت بظلالها على جميع مجالات الحياة. وأصبحت هذه التغيرات جزءًا من الواقع المعاش على کافة الأصعدة وجميع المستويات. ومن أهم هذه التغيرات: التقدم الهائل في الأساليب التکنولوجية، والنمو المتسارع للمعرفة والفکر، والذي ترتب عليه التجدد المستمر في البني المعرفية، وظهور أنظمة معرفية لم تکن موجودة من قبل، وأيضا التحول في الفلسفة التي تحکم مسار العلم وأهدافه، وارتباط قيمة العلم بما يقدمه من نفع للبشرية، مع الترکيز على الدور الحيوي لرأس المال البشرى في عملية التنمية الشاملة.
 وفرضت التغيرات السابقة أدوارًا جديدة على المدرسة وعلى المعلم، فمعلم عصر الثورة الصناعية الرابعة لم يعد دوره يقتصر على تلقين المعلومات ونقلها للمتعلمين، والعمل بمفرده بعيدًا عن المجموعة، بل أصبح هذا المعلم جزءًا فاعلاَ في عصر المعرفة، يتأثر به ويؤثر فيه.
لقد أدي النمو المتسارع في المعرفة، وتجدد هياکلها وأنظمتها إلى مشکلة تقادم المعرفة، أي أن المعارف التي نزود بها المتعلم في المدرسة، لم تعد صالحة لکي يستخدمها في المستقبل، وبالتالي لم تصبح للمعرفة قيمة في حد ذاتها، بقدر ما اتجهت لطرق إنتاجها والحصول عليها کل القيمة والفائدة.
ومن هنا أصبح الدور التقليدي للمعلم کناقل للمعرفة عديم الفاعلية في ظل تراکم المعرفة وتقادمها، لذا تغير هذا الدور إلى کيفية البحث عن المعرفة من مصادرها المتنوعة، وإعمال العقل في المعرفة المتاحة لإنتاج معرفة أخرى جديدة (محمد المفتي، 2000، 5).
 إن المدرسة عليها الآن السعي لبناء المتعلمين بناءً شاملاً متکاملاً، بحيث يخرجون منها وهم يملکون المعرفة الواسعة والمهارة العالية والقيم الثابتة، التي تتيح لهم الفرصة ليکونوا مواطنين صالحين قادرين على العمل والإنتاج.
وقد انعکست هذه الغاية التربوية على جميع أرکان العملية التعليمية داخل المدرسة، فتغيرت تبعا لذلک فلسفة طرائق التدريس، فبعد أن کانت المادة الدراسية تشکل الأساس في العملية التعليمية؛ بوصفها المسئولة عن تنمية العقل وبناء الصفوة، أصبح المتعلم هو محور هذه العملية، وهدفت البحوث التربوية إلى محاولة الکشف عن أساليب تعلم المتعلم وخصائصه.
وهذا التغيير الجوهري في طرائق التدريس استتبعه تغيير جوهري آخر في الأدوار التربوية التي يجب أن يؤديها المعلم،الذي يعتبر حجر الزاوية في نجاح العملية التعليمية وتحقيقها للأهداف المنشودة منها،فمهما وفرنا من أبنية وجهزناها بالوسائل الحديثة، فإن الأمر في النهاية يتوقف على المعلم القائم على تنفيذ العملية التعليمية (فاروق البوهى وعنتر لطفي،401).
أي أن الفکر التربوي الحديث انتقل من البحث عن أفضل طريقة للتدريس، إلى البحث عن الاستراتيجيات المناسبة لحدوث عملية التعليم، فترکز استراتيجيات التدريس الآن على تدريب المتعلمين على معالجة المعلومات والتفکير المستقل، بحيث يمتلک التلميذ القدرة على معالجة المعلومات واسترجاعها والتفکير المنطقي السليم والمستقل (محمد الحيلة، 2001،5).