المدارس الرسمية الفرنسية للغات "دراسة تقويمية في ضوء أهدافها التربوية".

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

مقدمة:
تسعى کافة المجتمعات المتقدمة والنامية – على السواء - إلى امتلاک المعرفة وتوظيفها، بهدف تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتتوسل هذه المجتمعات بالتعليم في نقل المعرفة الجديدة وتوظيفها، لأن المهمة الأساسية للتعليم تتمثل في تقديم المادة العلمية وعرضها على الطلاب من خلال المناهج التعليمية، واستخدام التقنيات الحديثة في العملية التعليمية، وتقويم أداء الطالب وتوجيهه، وإدارة عملية التعليم والتعلم.
ومن أجل ذلک قامت دول الاتحاد الأوربي بإجراء إصلاحات کبرى في مجال التعليم، تهدف إلى ضمان تعليم يتکيف مع متطلبات السوق، ويرکز على تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية للمتعلمين، حيث تم البدءفي تنفيذ تطوير المناهج الدراسية للتعليم الابتدائي والثانوي وتنظيم دورات تدريبية للمعلمين ضمن مشروع CRED في نوفمبر 2017م، وتحديد الإطار الزمني لتنفيذ المشروع بأربع سنوات، (Romanian; 2019: 14).
وقامت بعض الدول العربية هي الأخرى بعمليات إصلاح لنظمها التعليمية، ولکنهااختلفت فيما بينها حول الإصلاحات المراد تنفيذها وکيفية صياغة وبناء السياسات التعليمية، حسب توجهات وطبيعة کل نظام (Shuayb,Maha:2019: 548).، ولعل من النماذج الإصلاحية البارزة في هذا الاتجاه هو تدشين مشروع الملک عبد الله لتطوير التعليم العام لتحسين جودة التعليم والتعلم بالمملکة العربية السعودية(Tayan,Bilal, M; 2017: 61).
وفي مصر بدأ الخطاب التربوي المصري يأخذ منحى آخر في الفترة من 1993م إلى 1999م، بعد إعلان الرئيس المصري– الأسبق - حسني مبارک أن التعليم مشروع مصر القومي حتى عام 2000م، حيث قامت الحکومة المصرية بسن العديد من التشريعات، وقامت بوضع خطة تتضمن العديد من الإجراءات لتحقيق أهداف هذا المشروع، من بينها استخدام التکنولوجيا الجديدة في التعليم، وتنويع مصادر المعرفة، والتطوير المستمر للمناهج الدراسية، والمختبرات والقاعات الدراسية والتطوير المهني وتأهيل المعلمين وإرسال بعضهم إلى بعثات خارجية لتحسين مهاراتهم (NCERD; 2001).
وکذلک الانفتاح على التجارب والثقافات الغربية المتقدمة بهدف تطوير البنية التعليمية، وإدخال أنساق جديدة فيها، ذات أهداف وفلسفات ورؤى جديدة، تلبي احتياجات المجتمع، والاهتمام باستخدام اللغات الأجنبية والتکنولوجيا في التعليم، من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية TX,CEL:1992:30)).
ومنبين الأنساق الجديدة التي أدخلت – حينئذٍ - في منظومة التعليم المصري، ما يعرف بالمدارس الفرنسية الرسمية للغات، والتي أنشئت بالقرار الوزاري رقم (153) لسنة 1997م، والتي تعتمد على اللغة الفرنسية کلغة أجنبية أولى ولغة تعليم أساسية في تدريس مادتي العلوم والرياضيات، وسوف تقوم الدراسة الحالية بتقويم تجربة المدارس الفرنسية الرسمية للغات بمدينة المنصورة في ضوء أهدافها التربوية باعتبارها إحدى هذه النماذج التعليمية المستحدثة في منظومة التعليم قبل الجامعي المصري.