نحو ميثاق أخلاقي للعمل الجامعي جامعة القاهرة نموذجا.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

أولا- الإطار العام للبحث:
ويتضمن المقدمة والإحساس بالمشکلة، وتحديد مشکلة البحث، وحدوده ومصطلحاته وخطواته. 
المقدمة والإحساس بالمشکلة:
تعد الجامعة إحدى المؤسسات التعليمية المهمة التي تعد أبناء المجتمع لکي يکونوا أفرادا فاعلين يسهمون في تقدمه وتطوره؛ فهي أحد الروافد الأساسية التي تزود المجتمع بالعلماء والأدباء والمتخصصين في کافة التخصصات، وهؤلاء البشر الأکفاء المؤهلون هم الذين يشکلون وجدان الأمة، ويتخذون القرارات المهمة في المجتمع، وهم الذين يقودونه نحو التقدم والازدهارفي شتي المجالات ومختلف الميادين.
والجامعة هي رائدة الإبداع والتطوير في المجتمع، وهيتسعى إلى المحافظة على تراثه وتقاليده، وقيمه وأخلاقياته، وهى تتحمل مسئولية کبرى في تنمية واستثمار أهم وأغلى ثروة يمتلکها أي مجتمع في هذا العصر وکل عصر ألا وهى الثروة البشرية.
والجامعة - بحکم أن مهمتها الأساسية  بناء البشر- هي مؤسسة تربوية أخلاقية بالإضافة إلى کونها مؤسسة تعليمية، فهي تجمع بين البناء العلمي والخلقي للطالب، وهي کمؤسسة ذات دور تعليمي وتنويري وتربوي مسئولة عن نشر الأخلاق ليس فقط في ممارساتها، وإنما کذلک في سياساتها وبرامجهاوأنشطتها وفي کل ما تقوم به وتدعو إليه، فلا انفصام بين تحقيق رسالة وأهداف الجامعة وبين التزامها بالقيم الأخلاقية، ولا يُتصور منطقيا بأن تنجح الجامعة في تخـريج الکـوادر العلمية وإجراء البحوث وخدمة المجتمع فى حين أن سلوکياتها وسلوکيات أعضائها وطلابها غير منسجمة مع الأخلاق (کلية الفنون التطبيقية - جامعة حلوان،2010؛ Singh, 2018: 150).
ومن هنا فمن المهم والمفيد للغاية أن يکون لکل جامعة أو کلية أو أية مؤسسة أکاديمية مجموعة من المعاييرالأخلاقية التي تتلزم وتُلزم العاملين بها من خلال ميثاق مکتوب يتضمن تلک المعايير ويکون مرجعا ومرشدا لهم جميعا وأساسا لمحاسبتهم وتقييم سلوکهم (کلية الفنون التطبيقية - جامعة حلوان، 2010).
هذا وقد أکدت العديد من الدراسات السابقة على أهمية وجود ميثاق أخلاقي للعمل الجامعي للعديد من الأسباب- کما سيلي التفصيل فيما بعد-  وخصوصا في ظل التحديات الأخلاقية الکبيرة التي تواجهها الجامعات في هذا العصر، مع ازدياد سرعة العالم المعولم وتسارعه بالتکنولوجيا والضغط الاقتصادي التنافسي، وهو الأمر الذي أدى إلى طغيان القيم المادية على القيم الأکاديمية، وأثر إلى حد بعيد على سمعة الجامعات، والثقة في درجاتها وشهاداتها وخريجيها.
ومن هنا تأتي أهمية وجود مثل هذه المواثيق الأخلاقية في العمل الجامعي؛  حيث يمکن أن توفر أساسا للالتزام  بالسلوک الأخلاقي القويم في الجامعات؛  باعتبارها مؤسسات تربوية  يجب أن تقدم  نموذجا يحتذى به في تعزيز القيم والفضائل الأخلاقية.