مستوى الفهم القرائي والوعي بمهاراته لدى طلاب أکاديمية العلوم الأمنية.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

المقدمة:
تعد القراءة وسيلة تنقل إلينا أسمى الإلهامات وأرفع المثل وأنقى المشاعر التي عرفها الجنس البشرى، فکانت أول آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ (العلق: 1)، ويتکرر لفظ اقرأ مرة ثانية وفى نفس السورة بقوله تعالى ﴿اقْرَأْ وَرَبُّکَ الْأَکْرَمُ﴾ (العلق:3). وهذه دعوة صريحة للإنسان أن يقرأ ويفکر ويستخدم العقل، فهذا الأمر الإلهي هو إشارة عميقة إلى أن مفتاح الحياة الدنيا ومفتاح الدين هو القراءة فکأنها مفتاح للحياة الخيرة.
کما تعد القراءة أساساً لکل تقدم بشري، فمن خلالها يکون الفرد اتجاهاته وقيمه وأفکاره وينمي خبراته المتراکمة، ويعمقها بقراءة فاحصة وفهم أعمق، تجعله وثيق الصلة بالعالم المحيط من حوله ومتفاعلاً مع مجتمعه وثقافاته المتنوعة، وإذا أتقن المتعلم القراءة وأجاد مهاراتها، فإنه يصبح ممتلکاً لکافة أدوات اکتساب المعرفة. (شعلان، 2011، 38).
 ويعد الفهم القرائي بمثابة البنية الأساسية التي ينطلق المتعلم من خلالها إلى تعلم واستيعاب موضوعات القراءة والمعرفة (عبد الوهاب، 2008، 213).
 وبالتالي فإن تفاعل المتعلمين مع النصوص القرائية المتنوعة يتيح الفرصة أمامهم لتوظيف العمليات العقلية والاستفادة من الخبرات السابقة في فهم ما يتضمنه النص من معان لاستيعاب المفاهيم التي تمثل الأساس المنهجي للبنية المعرفة Cognitive structure، وتعد ضرورية لتنظيم المعرفة وبيئة التعلم Nussbaum,2009, 28)).
وأمام التزايد المستمر للمعرفة، وما يفرزه الواقع من تحديات ومشکلات حقيقية، تبرز أهمية تنمية الفهم القرائي ومهاراته، وتوظيفها في معالجة المعلومات، مهما کان نوعها. من هنا تأتي أهمية إدخال أساليب تمکن المتعلمين من التکيف مع التغيرات، ومواجهة التحديات.
وتسهم القراءة في تکوين شخصية الفرد وتميزها، وفي تحديد ميوله واتجاهاته التي يعرف بها بين أقرانه، کما تکسبه سمواً في تفکيره وعمقاً في معارفه وتقديراً لذاته، فالهدف من کل قراءة فهم المعنى أساساً، والخطوة الأولى في هذه العملية هي ربط خبرة القارئ بالرمز المکتوب وهي أمر ضروري، ولکنه أول أشکال الفهم، ويستطيع القارئ الجيد أن يفهم الکلمات کأجزاء للجمل، والجمل کأجزاء للفقرات، والفقرات کأجزاء للموضوع کله (عبد الحميد، 2001، 126، 127).