وحدة تدريسية مقترحة في مادة الجغرافيا لتنمية الوعي بقضايا الأمن الشامل في ضوء مهارات القرن الحادي والعشرين لطلاب المرحلة الثانوية.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

المقدمة:
يشهد القرن الحادي والعشرين العديد من التحولات المختلفة؛ ممّا ترك فجوة شديدة بين المجتمعات في توظيف القدرة التكنولوجية والمعرفية، ولعل من أبرز معطيات الثورة المعلوماتية أننا أصبحنا نعيش عصر الاقتصاد القائم على المعرفة، وأن المنافسة الاقتصادية بين الدول تتوقف على ما تمتلكه القوى العاملة من مهارات تتفق وخصائص العصر الحالى؛ مما أدّى إلى اختلاف متطلبات القوى العاملة التي تضطلع بهذا الاقتصاد، وإلى ضرورة أن يمتلك الأفراد مهارات تمكنهم من الحياة والعمل في مجتمع عصر المعرفة، ويُعد التعليم أحد أهم الطرق لامتلاك تلك المهارات، حيث أصبح من الضروري أن تهتم العملية التربوية بتزويد الطلاب بالمهارات والكفايات المتجددة؛ ومنها التعلم مدى الحياة لتحقيق التنمية البشرية.
وأمام الأخطار التي تهدد أمن الأفراد والمجتمعات، والتي تواجه البشرية وتهدد كيانها بل وكيان الكرة الأرضية؛ لا بد وأن يكون للتعليم دور بارز في هذا الشأن، وذلك من خلال الاستجابة السريعة القائمة على الدراسة العلمية التي من شأنها أن تبيّن المسارات وتحدد الإجراءات الكفيلة بتحقيق هذا الهدف.
ومن ثم فإن نقطة البداية في وجود فكر تربوي قادر على قيادة وتوجيه عملية التطوير من خلال ما يعكسه من مناهج دراسية يتحول منها الفكر إلى واقع ملموس؛ فالتعليم هو خط الدفاع الأول لأي أمة من الأمم بصفته صانع عقول أبنائها، ومن ثم صانع حاضرها الذي تعيشه، ومستقبلها الذي تأمله وتسعى إلى تحقيقه، فمن خلال نوعية التعليم الذي يحصل عليه الطالب؛ يتحدد موقف الأمة ومكانتها الإنتاجية على الخريطة العالمية، كما أن مقومات التقدم والأمن والرقي مرهونة بنظام التعليم الذي تقدمه الأمة لطلابها. (عاطف سعيد، 1998، 2)
ويواجه التعليم على مستوى العالم في الآونة الأخيرة تحديات كثيرة متعددة ومتسارعة؛ فاحتياجات المجتمع وطرق استخدامه للعلم فرضت على المناهج ضرورة الاهتمام بمراجعة شاملة لمنظومة التعليم في معظم دول العالم المتقدمة منها والنامية، وذلك لإكساب المتعلم العديد من القضايا والمفاهيم والأفكار التي باتت تفرض نفسها على الساحة التربوية وعلى حركة الفكر التربوي وتطبيقاته وممارساته، ولعل من أهم هذه المفاهيم مفهوم الأمن الشامل؛ ذلك المفهوم الذي يرتبط بالعديد من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية الملحة في حياة الفرد والمجتمع، والذي يهدف في جوهره إلى جعل الإنسان آمنًا على نفسه وفكره وعقيدته وماله ومصادر معلوماته وحركة ونوعية حياته، بالشكل الذي يتحقق معه الاستقرار للفرد والمجتمع على السواء، وبما يمكّنه من التعامل مع التغيرات المختلفة والتي يجب أن تتحقق في إطار مهارات القرن الحادي والعشرين، وتمكينه من تعلم كيفية تطبيق وتوظيف معارفه في حل الكثير من مشكلات الحياة بدلاً من الاقتصار على حفظها.
فالتعليم في القرن الحادي والعشرين لم يعد يُعنَى بمهارات تحصيل المعارف والعلوم؛ بل أصبحت هناك مهارات أخرى يجب تقديمها للمتعلمين والمعلمين معًا لإعدادهم إعدادًا مناسبًا للحياة والمنافسة في سوق العمل محليًا وعالميًا. واستجابةً لمتطلبات القرن الحادي والعشرين وتحدياته التي تفرض على النظم التربوية والتعليمية ضرورة تنمية المهارات اللازمة للحياة والنجاح في القرن الحالى؛ سعت كثير من المؤسسات والمنظمات التربوية إلى تحديد مهارات القرن الحادي والعشرين، وصياغة أطر وأفكار لدمج هذه المهارات وتكاملها مع النظم التعليمية وما تشمله من مناهج دراسية في المجالات العلمية المتنوعة. (المركز القومى للبحوث التربوية والتنمية، 2015، 5-16)

الكلمات الرئيسية