تطوير مهارات قيادات المدارس الثانوية بدولة الكويت لأداء مهامهم الإدارية عن بعد في ظل الأزمات.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

مستخلص:
نتج عن التقدم العلمي والتقني وانتشار شبكة الإنرنت، بروز تأثيرات عديدة على طبيعة وشكل عمل النظم الإداري، والتي تراجعت معها أشكال الخدمة العامة التقليدية إلى نمط جديد يرتكز على البعد التكنولوجي والمعلوماتي، لإعادة صياغة الخدمات العمومية، وجعلها قائمة على الإمكانات المتميزة للانترنت وشبكات الأعمال، وبالتالي التحول نحو الإدارة عن بعد كمفهوم يعبر عن السرعة، والتفاعل الآني، واختراق الحدود.
تعد الوظائف الإدارية من الموضوعات ذات الأهمية الكبيرة في حياة الأفراد، والمنظمات، والشعوب، فإنجاز الوظائف الإدارية بفعالية تمثل العمود الفقري للمنظمات، وتوافر المعلومات يؤثر تأثيرًا بالغًا في إنجاز المهام الإدارية. ومن أجل إنجاز الوظائف الإدارية بفعالية وذات الجدوى العالية، لا بد من توافر قدر من المعلومات بجودة معينة، وهذه الجودة لا تتوافر إلا بوجود نظم معلومات تعتمد عليها الإدارة عند إنجازها للوظائف الإدارية، كالتخطيط، والتنظيم، والتوجيه، والرقابة، واتخاذ القرار، والتقييم (محمد عبود ومحمد قاسم، 2009، 397).
وذلك لضرورة توفير معلومات تتعلق بأداء المسئولين الإداريين والمعلمين والأخصائيين وغيرهم ممن يسهمون في العملية التربوية والتعليمية، لكون تلك المعلومات تفيد في توجيه عمليات الانتفاء، والإعداد، والتوظيف، والمتابعة، والترقية، وتطوير وتنمية الأداء الوظيفي (أحمد عبدالقادر، 2012، 671).
إذن فالقائد هو الشخص الذي يتفهم بعمق متطلبات المهمة الوظيفية التي تقوم بها جماعته ويقوم هو بتوزيع الاختصاصات على أفرادها، ويسهم في إعطاء نماذج للقدرة في الإنجاز ويعمل على رفع روحهم المعنوية ويدافع عنهم، ويتوقف نجاح التنظيم الإداري في تحقيق أهدافه على قيام القيادة الإدارية بوظائفها(سيرين أحمد، 2005، 2).
تعد القيادة جوهر العملية الإدارية، فهي محور العملية الإدارية بحيث تعد القيادة الجيدة أحد المميزات الرئيسة التي يمكن بواسطتها التمييز بين المنظمات الناجحة وغير الناجحة، فالقيادة بالنسبة للمنظمة يمكن تشبيهها بالدماغ بالنسبة للإنسان، فهي تقوم بتوجيه عمليات الفعل ورد الفعل وتنسيقها وفقًا للظروف المحيطة، فهي متأثرة ومؤثرة للبيئة التي تعمل فيها، وتعد القيادة الفعالة أحد العناصر النادرة التي تعاني من نقصها المجتمعات النامية والمتقدمة على السواء (علي أحمد، 2006 ،33).
فهي من أهم مداخل تطوير التعليم لما لها من دور مهم في التأثير على العاملين، وتوجيه أفكارهم وسلوكهم في سبيل تحقيق الأهداف التي تسعى إليها المؤسسة التربوية، حيث يتولى القائد مسئولية تنظيم عمليات التفاعل بين العاملين، والحفاظ على تماسكهم، والمبادرة لحل المشكلات الناجمة عن هذا التفاعل (فضل رباح، 2013، 2).
ونظرًا للدور الذي تلعبه المؤسسات التعليمية في المجتمع، فقد أصبح من الضروري اختيار أفضل القيادات، التي تأخذ على عاتقها مسئولية إدارتها، وهذا ما يؤكد أن القيادة هي جوهر العملية الإدارية وأساس نجاحها وتألقها؛ لذلك فإن تخلف الإدارة في أي مجتمع من المجتمعات يرجع إلى عدم كفاءة القيادة، وضعف قدرتها على أداء مهامها بشكل جيد (سامي سليمان،2014، 9).
وتحتل قضية تطوير أداء القيادات الإدارية بوزارة التربية بالكويت مكانة مميزة في ظل التغيرات التي تموج بالعالم الآن، وحيث إن الكويت جزء لا يتجزأ منه يؤثر فيه ويتأثر به، نظرًا لأن القيادة الإدارية أحد أهم المجالات التي تتأثر بما يحدث حولها من متغيرات في هذا العالم ، فقد ظهرت على مستوى الدولة والمؤسسات والأفراد، الأمر الذي فرض وبصورة ملحة على وزارة التربية وإدارتها المختلفة ضرورة تطوير الأداء الإداري لقياداته المختلفة .حيث يعاني الأداء الإداري لقيادات الإدارة الوسطى بوزارة التربية من بعض اوجه القصور والمتمثلة في: قلة إلمام المدراء بمتطلبات الأداء الإداري الجيد وفق المتغيرات المعاصرة، ضعف تمكن قيادات الإدارة الوسطى من أساليب إدارة الوقت بوزارة التربية بالكويت، المركزية فى اتخاذ القرارات الصادرة من وزارة التربية، ضعف التوظيف الفعال لتكنولوجيا المعلومات والاتصال داخل وزارة التربية بالكويت، ضعف ثقافة الجودة لدى قيادات الإدارة الوسطى بوزارة التربية بالكويت(شافي عوض، 2014، 21).
ولقد أصبحت الأزمات سمة من سمات هذا العصر المتغير وجزءًا من نسيج الحياة الإنسانية فى أى مجتمع فلا توجد أى منظمة أو مؤسسة بعيدة عن الأزمات, حيث يُصاحبها الإحساس بالخطر وفقدان السيطرة وكذلك نقص المعلومات وعدم دقتها والغموض الذى يحيط بالموقف وهى بمثابة تحدى للإدارة (Megginson , L.& Jane, 2000, 393) .