تقويم أداء معلم اللغة العربية للمرحلة المتوسطة في ضوء معايير الجودة.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

المقدمة:
يشكل التقويم إحدى العمليات الحيوية والضرورية في مجالات الحياة المختلفة، وفي مجال العلمية التربوية خاصة، نظرا لما ينتج عن تلك العملية من مراجعة ومتابعة وتعديل للمسارات للوصول الى افضل القرارات؛ لذلك يحثل التقويم التربوي مكانه بارزة جديرة بالدراسة والبحث والتحليل, فمن خلال التقويم يتم تحديد الصعوبات، والمعوقات ونقاط الضعف التي تحول دون تحقيق التقدم نحو أهداف العملية التربوية؛ بهدف تحسين وتطوير تلك العملية، فهو يمثل قاعدة أساسية لأي خطوة تطويرية أو تحسينها لواقع  العملية التربوية، وإدارتها وجميع أوجه النشاط المختلفة فيها لتحديد درجة فعاليتها، ورفعها إلى أعلى المستويات في ضوء الامكانات المتوفرة وقد أشار بعض التربويين مثل: (خليفة، 2007)، (الفرح 2007) (فرحات 2012)، (جمال 2016) إلى أهمية تقويم في  النقاط الاتية:

يعد التقويم مهما للتلاميذ, لأنه يلقي الضوء على مدى تحصيلهم للمواد الدراسية ومدى التقدم الذي احرزه اولا بأول.
يلعب التقويم دورا فاعلا في العملية التعليمية؛ لأنه يكشف عن المواهب والميول والاتجاهات التي يتمتع بها التلاميذ، فيساعد على تنمية هذه المواهب والاتجاهات.
يعد التقويم مهما وخاصة بعد أن امتد التقويم وشمل جميع جوانب الشخصية للتلاميذ فلم يعد مقصورا على قياس التحصيل الدراسي للمواد، بل اتسعت مجالاته، وتنوعت طرقه، وأساليبه.
يعد التقويم مهما لدى المعلمين؛ لأنه يلقي الضوء على كفايتهم التدريسية، ويساعد على تحديد نقاط القوة وجوانب الضعف لديهم.
للتقويم أهمية خاصة لدي الآباء؛ فعن طريقه يمكن تزويدهم بمعلومات عن درجة التقدم الذي أحرزها أبناؤهم، وتوضيح جوانب القوة، والقصور لديهم.
يساعد التقويم في الحكم على قيمة الأهداف التعليمية التي تتبناها العملية التعليمية.
يمكن بالتقويم الحكم على مدى فاعلية التجارب التربوية التي تطبقها الدولة على نطاق ضيق، وذلك قبل تعميمها على مستوى المجتمع.
يعد التقويم أساس التقدم والتطور داخل على العملية التعليمية، فالتقويم ليس إصدار الاحكام فقط، وإنما يساعد على تطوير العملية التعليمية وتحسينها.
يمثل التقويم عملية غاية في الأهمية بالنسبة لمطورى المناهج وذلك لأنه يعرفهم بفاعلية البرامج الدراسية، اضافة أنه يساعد بمؤلفاتهم، كما يساعد وزارة التربية والتعليم على اتخاذ القرارات الصائبة في ضوء المعلومات التي يقدمها عن الظروف التي تحيط بالعملية التعليمية.

لذلك ترى الدراسة الحالية أن هذا التقويم لا يجدى إلا باستخدام أسلوب جديد يعتمد على طرائق علمية موضوعية محددة، وفق معايير عالمية، ومن هنا ظهر مفهوم الجودة الشاملة حيث أظهرت العديد من الدراسات مثل: (عبد العزيز 2009) (عيسى، 2011) (دحلان, عمر وآخرون، 2013) أن هناك العديد من العوامل التي دعت لتبني مفهوم الجودة في التعليم، ويمكن إجمالها فيما يلي:
كشفت العديد من الدول المتقدمه عن انخفاض مستويات التحصيل الدراسي بين تلاميذها مما ترتبط عليه اتخاذ العديد من الاجراءات التي تقفل احد تدنى المخرجات التعليمية، وذلك من أجل توفير حاجات المجتمع من وجود كفاءات في جميع المجالات.

إن التركيز على جوده الشامله في تعليم سيء هدف الى جوده المنتج، وهو وجودة الإنسان باعتبار هذا الانسان هو المنتج، التعليمي، ونقطة البداية والنهاية والوسط في أحداث الجودة الشاملة.
إن تطبيق الجودة في مجال التعليم يعد الآن مطلباً ضرورياً وملحا في هذا العصر الذي يعرف بالعصر التكنولوجي والمعرفي، فتطبيق الجودة يمنحنا القدرة على التفاعل والتعامل مع المتغيرات هذا العصر.

إن الجودة في التعليم تهدف إلى إيجاد ثقافة متميزة بين العاملين بالمؤسسات التربوية حول أداء العمل بشكل صحيح.
 أصبحت الجودة الشاملة المدخل النظامي الفاعل لجودة  التعليم كنظام والمدخل القادر على تلبية حاجات السوق، وكذلك في استخدامه الفاعل للإرادة، وتقليل النفقات ومن ثم اصبح أهم مداخل التطوير المستمر، والمتميز لمؤسسات التعليم.
 إن التركيز على الجودة الشاملة تهدف الى مطابقة ما يقوم به المعلم داخل الصف من مهام وأنشطة، وأدوار وتفاعلات  لمواصفات ومعايير محددة وفعالة تضمن تحقيق الأهداف المنشودة للدروس التعليمي.
ومن هنا تصبح الحاجة إلى تحقيق الجودة الشاملة في التعليم أمرا أساسيا وليس تنمية العديد من القيم التي تتعلق بالعمل الجماعي، وظهور الحاجة إلى الانسجام بين العاملين داخل المؤسسة التعليمية، وحدوث تكامل بين المعلمين والتلاميذ  اولياء الامور.
ونستنج مما سبق أن هذه المعايير تعد بمثابة المحك الذي يقاس في ضوئه مستوى أداء المعلم، ودليل للبعد عن الذاتية في الحكم على هذا الاداء، وتعطي المعلم الحافز للوصول للصورة المثالية المرجوة في أدائه، كما أن هذه المعايير تسهل بناء برامج النمو المهني الذي يحتاجه المعلم، ويعد الاداء المهارة العملية للفرد للنجاح في عمل ما القدرة على عمل شيء ما.