المقدمة ومشكلة البحث:
ان ممارسة الرياضة لها فوائد كثيرة منها البدنية والعقلية والنفسية وغيرها الكثير، لكن الرياضة تضع التحدي للحصول على فائز، ويتوقف نجاح أو فشل الرياضيين يعتمد على مجموعة من العوامل البدنية والمهارية والخططية والنفسية.
و يذكر مسعد علي محمود (2000م) أنه من خلال متابعة لتطور المستويات الرياضية في العالم ويتأمل تلك الأداءات يدرك أن للتدريب الرياضي شأن عظيم في إعداد وصياغة وتطوير القدرات الإنسانية بأبعادها المختلفة من أجل تفجير أقصى ما يمكنه من قدرات وما بداخل الإنسان من طاقات في اتجاه الهدف المنشود.(15 : 41)
وهذا ما يؤكده مور Moore (2009م) من ان للرياضة سحر يجذب الجميع لكونها تعزي الى هدف واحد وهو الفوز. (27: 23)
ويشير محمد العربى شمعون، ماجدة محمد إسماعيل (2001م) إلى أن الاهتمام بتنمية المهارات النفسية يجب أن يسير جنبا إلى جنب مع تنمية عناصر اللياقة البدنية. (14: 362)
ويشير بروير Brewer (2009م) ان العامل النفسي عادة ما يكون هو المحدد الرئيسي الذي يميز بين الفائز والخاسر في الرياضة. (19: 10)
ويؤكد موران Moran (2004م) على ان الاختلافات البدنية والفنية والخططية بين رياضي النخبة أصبحت ضئيلة جدا وأصبحت العزيمة النفسية عامل الحسم لدى لاعبي المستويات العليا.
(47:28)
ويضيف ماك جين McGinn (2008م) ان الرياضي عبارة عن وحدة نفسية بدنية psychophysical unity فهو مزيج من القدرات البدنية والسمات النفسية. تلعب الشخصية فيه دور المتغير الوسيط وتظهر في تأثيرات التفاعل مثل التأثير على احتمالية تحقيق قدرة الفرد على الإنجاز الرياضي. (25: 12)
ويضيف وينبرج وجولد Weinberg & Gould (2007م) ان معظم رياضيي النخبة أجمعوا على أن 50٪ على الأقل من أدائهم الرياضي المميز، يعزي الى عوامل نفسية تعكس ظاهرة العزيمة النفسية. (31: 33)
والعزيمة النفسية حظيت علي الانتباه في المجال الرياضي، وذلك للاهميتها في زيادة عزيمة المتسابقين وحثهم على بذل أقصى جهد ممكن.
وتشير ديكورث وآخرون Duckworth, et al. (2007م) الى ان العزيمة هي الحماس والمثابرة على تحقيق اهداف طويلة الاجل. ليست لتحقيق اهداف قصيرة المدى ليوم او أسبوع او شهر بل لسنوات عديدة، فمن يمتلك العزيمة ينظر للحياة انها ماراثون وليست سباق عدو. (20: 1087)
ويضيف ميك كلينزنج Mike Klinzing (2015م) الى ان العزيمة تعد مكون رئيسي لتحقيق التفوق في المجال الرياضي. (26: 158) وتعد النظر إلي الإنجاز كهدف في حد ذاته أمراً محورياً لمفهوم الدافعية، حيث أنه عندما يكون الغرض هو الارتفاع بمستوي الكفاءة في مهمة ذات معني فإن الإنجاز يعتبر هدفاً في حد ذاته وهو المكافأة، كما أن احتمال القلق حول مستوي القدرة يصبح أقل ظهوراً عند أتخاز الفرد معياراً شخصياً للتقويم. (12: 2)
ويري احمد امين فوزي (2004م) ان الدافع للإنجاز للوصول إلي مرحلة النجاح يكون بالرغبة والأمل والمثابرة والتحمل وروح الالتزام، فمعدلات الأداء العالية أو المتطورة لا يمكن أن تصدر إلا من فرد لديه الرغبة في أن يكون ناجحا. (1: 32) عفاف وسطاني (2010م) نقلا عن ماك كليلاند Mcllelandالسنة وزملاؤه، حاجة الإنجاز من مقياس "موراي" للحاجات النفسية، وأطلقوا عليها اسم الدافع للإنجاز، ويعني عندهم الرغبة في مقابلة المعايير الداخلية للامتياز . ويتحدد مصطلح الدافع للإنجاز لدي "ماك كليلاند" علي أنه " استعداد ثابت نسبياً في الشخصية، يحدد مدي سعي الفرد ومثابرته في سبيل تحقيق أو بلوغ نجاح يترتب عليه نوع من الإرضاء وذلك في المواقف التي تتضمن تقييم الأداء في ضوء مستوي معين للامتياز. (12: 35)
ويتم تعريف دافعية الإنجاز في الرياضة من خلال النظر إلي مواقف المنافسة الرياضية باعتبارها مواقف إنجازيه، فعرفها صدقي نور الدين (2004م) بأنها استعداد اللاعب للاقتراب من مواقف المنافسة إيجابياً ويتمثل في الرغبة في التفوق والسعي الجاد المخطط واقعياً لإنجاز النجاح في المنافسة الرياضية وبناء الأهداف الدافعية من خلال مستويات الطموح الإيجابية. (8: 20)
ويشير اسامة كامل راتب (2002م) ان الدافعية الرياضية تعتبر هي مفتاح الممارسة الرياضية ومن اهم المحددات التي تحرك وتثير السلوك الحركي في الرياضة. (3: 15)
وتري مني مختار المرسي (2000م) أن السلوك الكامن وراء الدافع للإنجاز قد يحقق الإشباع لدوافع أخري وأن الإنجاز الرياضي يرتبط ببعض متغيرات الشخصية مثل الحاجة للقوة، المجازفة، المثابرة ومستوي الطموح . (45 : 34 )
ويري اسامة كامل راتب (2007م) ان الدافع للانجاز هو الحاجة للتفوق ويتصف الاشخاص الذين يتميزون بدرجة عالية من الإنجاز باظهار نوعية متميزة من المثابرة كما يتطلعون الي اداء المواقف التي تتسم بالتحدي وتحمل المسؤلية وتطوير ادائهم الي الافضل. (2: 79)
وتعتبر ألعاب القوى من الأنشطة البدنية المتميزة نظرا لما تشتمل عليه من مهارات وقدرات متنوعة والتى تعتمد بصفة أساسية على الخصائص الفردية للمتسابقين وقدراتهم، وذلك عن طريق التقنية العلمية للعديد من العلوم التجريبية والإنسانية والتي أسهمت تطبيقاتها المختلفة فى زيادة فاعلية وكفاءة عملية التدريب الرياضى. (13: 10) ويوضح بسطويسى أحمد (1997م) أن العاب القوي إحدى الأنشطة الرياضية التي ظهر فيها هذا التقدم العلمي بصورة كبيرة ويظهر، هذا التقدم من خلال تحطيم الأرقام القياسية، حيث أن تقدم دولة ما في الأنشطة الرياضية ما هو إلا دليل واضح على تقدمها العلمي وفي ظل التقدم العلمي والتكنولوجي المذهل اتجهت أنظار الدول المتقدمة إلى أفاق جديدة من التحديات ومن بين هذه التحديات المجال الرياضي كأحد الوسائل التي تعبر عن التقدم والسيادة، وتعتبر مسابقات الميدان والمضمار من الأنشطة البدنية المتميزة نظراً لما تشتمل عليه من مهارات وقدرات متنوعة والتي تعتمد بصورة أساسية على الخصائص الفردية للمتسابقين وقدراتهم. (5 : 75) الدراسات السابقة: المرجعية
دراسة ايهاب محمد عبد الفتاح (2006م) (4) بعنوان السمات الدافعية وعلاقتها بمستوي الإنجاز الرياضي في الكرة الطائرة، بهدف التعرف علي السمات الدافعية وعلاقتها بمستوي الإنجاز الرياضي في الكرة الطائرة، تكونت عينة الدراسة من (96) لاعبا، واستخدم الباحث المنهج الوصفي، كانت أهم النتائج انه توجد سمات دافعية خاصة بلاعبي الكرة الطائرة تؤثر علي مستوي الإنجاز ا، والثقة بالنفس وضبط النفس.
دراسة رانيا علي عبد العزيز (2007م) (6) بعنوان علاقة الاحتراق النفسي ودافعية الإنجاز الرياضي لدي لاعبي المنتخب القومي للهوكي، بهدف التعرف علي الاحتراق النفسي ودافعية الإنجاز الرياضي لدي لاعبي المنتخب القومي للهوكي، تكونت عينة الدراسة من (50) لاعبا، تم استخدام المنهج الوصفي، وجود علاقة ارتباطية دالة احصائيا بين الاحتراق النفسي ودافعية الإنجاز الرياضي لدي لاعبي المنتخب القومي للهوكي.
دراسة ريهام محمد عبد السلام (2009م) (7) بعنوان دافعية الإنجاز وبعض السمات الشخصية وعلاقتها بالمستوي الرقمي للوثب الطويل، بهدف التعرف علي دافعية الإنجاز وبعض السمات الشخصية وعلاقتها بالمستوي الرقمي للوثب الطويل لتلميذات المرحلة الاعدادية، وتكونت عينة الدراسة من (102) طالبة، وتم استخدام المنهج الوصفي، كانت اهم النتائج انه توجد علاقة ارتباطية دالة احصائيا بين دافعية الإنجاز والمستوي الرقمي للوثب الطويل.
دراسة جنجوانج لي واخرون Jingguang Li, et al. (2017) (23) بهدف التعرف على التقييم النفسي لمقياس العزيمة النفسية لدى الصينين، وبلغ قوام العينة (607) طالب، وكان من أهم النتائج أن المقياس النفسية (النسخة الصينية) كانت ذات معاملات صدق وثبات عاليين جدا بلغت 0.83 وارتبط المقياس بمقاييس نفسية أخرى مثل التحكم الذاتي والسمات الشخصية.
دراسة ديكورث واخرون Duckworth et al. (2007م)(20) بهدف التحقق من مكونات العزيمة في المجال الرياضي، على عينة بلغ قوامها (1.218) لاعب، وكان من أهم النتائج: إمكانية استخدام مقياس العزيمة النفسية (8 عبارات) كبديل لمقياس العزيمة (12 عبارة).
ولاحظ الباحث في حدود علمه ومن خلال اطلاعه على الدراسات السابقة وعلى الشبكة العالمية للمعلومات (الانترنت) عدم وجود دراسة عربية تطرقت الى الربط بين العزيمة النفسية والدافعية للانجاز في رياضة العاب القوي وخاصة لدي العدائين مما دفع الباحث الي اجراء هذه الدراسة.