دور إدارة التدريب التربوي بمدينة الرياض في التنمية المهنية لمعلمي ومعلمات طلاب ذوي الإعاقة البصرية من وجهة نظرهم.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

لقد اهتمت الدول متمثلة في مؤسساتها التعليمية، بإعداد الراغبين الالتحاق بمهنة التعليم قبل الخدمة، وتسليحهم بالمعارف والمهارات التي تمكنهم من مزاولة مهنة التعليم على أكمل وجه، ونظرًا للتطور الهائل الذي يشهده العالم كل يوم -بل كل لحظة-، والتغيرات المستمرة، وتأثر المؤسسات والأفراد بتلك التغيرات، وما ينتج عنها من تأثيرات، فقد حرصت تلك المؤسسات على أن تقوم بتدريب كادرها من المعلمين بشكلٍ مستمر؛ لإكسابهم أحدث المعارف والمهارات، واطلاعهم على آخر ما استجد في تخصصاتهم التربوية؛ ليتمكنوا من مواجهة تلك التغيرات أثناء القيام بمهنتهم التعليمية على أكمل وجه.
إن تدريب المعلم أثناء الخدمة ينبثق من يقين القائمين على المؤسسات التعليمية بأن المعلم هو العنصر الأكثر تأثيرًا على مستوى المتعلم، فالمعلم الأكفأ هو الأقدر على الإسهام في نجاح العملية التعليمية، ولا يتأتى ذلك إلا بتدريب مستمر وتنمية مهنية شاملة، وهذا ما تأكده صالحة عيسان (2009م) بقولها: "ومن أجل تحقيق التجديد في النظم والمناهج المدرسية لا بد وأن يواكبه تطوير مستمر في برامج الإعداد والتدريب والتأهيل للمعلم، وجميع العاملين في المؤسسة التربوية". بل تؤكد الدراسات كما تذكر ذلك منى الذبياني،(2014م) إلى أن المؤسسات التربوية الناجحة هي من تولي تدريب كادرها التعليمي أثناء الخدمة أهمية قصوى؛ ولذا حرصت الدول المتقدمة على أن تولي هذا الجانب أهمية بالغة، فالولايات المتحدة الأمريكية، وسنغافورا، وماليزيا، وكوريا الجنوبية، وغيرها من الدول المتقدمة يعد من أسباب نجاح أنظمتها التعليمية هو: تدريبها المستمر لكادرها التعليمي، حيث أن كثيرًا من الدول المتقدمة أنشأت مؤسسات متخصصة في التنمية المهنية. ومما سبق يتجلى أهمية التنمية المهنية المستمر للمعلم على رأس العمل وما له من أثر على المتعلم، وهذا ما أكدته نريمان جمعة (2009م، ص2) بقولها: "وأصبح المعلم الفعال عصب العملية التعليمية وأداة نجاحها، بل هو أحد أهم العناصر التي لها علاقة مباشرة برفع مستوى المتعلمين". وقد أولت الدول المتقدمة عنايةً كبيرةً بإعداد معلمي تلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة. ومن الفئات التي ينبغي أن يكون المعلم على قدرٍ كافٍ من الإعداد والتأهيل والمتابعة المستمرة بالتدريب؛ لتحقيق التنمية المهنية هي: فئة التلاميذ من المعاقين بصريًا، إذ أن فقد حاسة البصر يؤثر سلبًا في تحصيل عدد من المعارف والمهارات، وبالتالي يجب أن يكون المعني بتعليم ذوي الإعاقة البصرية على قدرٍ من إدراك احتياجاتهم، ولديه المهارات الكافية لتدريسهم كالإلمام بطريقة الخط البارز (برايل)، واستخدام تقنيات التعليم المناسبة أثناء ممارسة العملية التعليمية، وفي هذا السياق يقول محمود، 2005): "من الضروري أن يكون المعني بتعليم ذوي الإعاقة البصرية على قدرٍ من التأهيل الكافي" (ص68). وقد حرصت المملكة العربية السعودية على إعداد المعلم قبل الالتحاق بالعمل، كما حرصت على تدريبه أثناء العمل ورفع كفاءته المهنية كنظيراتها من الدول، حيث أفردت سياسة التعليم وزارة المعارف (1416 ه)