فاعلية بعض استراتيجيات التعلم النشط في تنمية بعض عادات العقل الوجدانية في مادة الرياضيات لدى تلاميذ الحلقة الأولى من التعليم الأساسي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

مقدمة:
مع فجر كل يوم تواجه قدرات الإنسان وإمكاناته تحديات جديدة واسعة في تأثيرها واختلافها وفي درجة تحديها للإنسان- عقل وجسد وروح- والمؤسسات والمجتمعات بل للشعوب والأمم أيضاً، الأمر الذي جعل مواجهة تلك التحديات غير المحددة الأبعاد ضرورة حتمية.
 والعقل هو أعظم ثروة منحها الله للإنسان، والسمة المميزة له عن باقي الكائنات وهو أحد الدعامات في مواجهة التحديات، إذ يكون القاعدة الأساسية والقلب النابض في تلك المواجهة.
 ويؤكد العديد من التربويين على أن المحصلة النهائية للتربية هي العقل، وإن التعلم الذي تقدمه المدرسة هو المسئول الأول عن بناء عقول التلاميذ، ليس لهدف تحصيل المادة الدراسية فقط، بل لبناء أفراد قادرين على مواجهة تطورات وتحديات هذا العصر، فنحن نريد تعليم التلاميذ مهارات تمكنهم من السيطرة على أمور حياتهم مثل مهارات التفكير ومهارات متعلقة بطرق الحصول على المعرفة والانفتاح العقلي على المستقبل، لأن التعلم لا نهاية له. (إبراهيم الحارثي، 5:1999)
 لذلك تأتي عادات العقل Habit of Mind كأحد نتائج توالي الكشوف العلمية، وإتساع التطبيقات التكنولوجية التي تلقي على عاتق التربية مزيداٌ من التحديات والمسئوليات لإعداد أفراد يثابرون في حل مشكلاتهم ويتحكمون بالإندفاع عند حل تلك المشكلات، ويتعاملون بمرونة ومرح مع الثراء الذي تنطوي عليه الاختلافات الإنسانية والثقافية والاقتصادية، ويسهمون في إنشاء حياة يسودها الانسجام عن طريق التفكير التبادلي والإصغاء بتفهم وتعاطف مع الآخرين والاستعداد الدائم للتعلم المستمر. (Costa, 2000:57)
ولهذا بدأ الباحثون بالإهتمام بتقديم استراتيجيات تربوية لوضع المتعلم في بيئات فكرية بعيدة المدى، وذلك من خلال التدريب على مهارات التفكيرالأساسية وإجادتها بحيث يصبح من الممكن مواجهة مستويات التفكير العليا بصورة فعالة كي ينتج عنها عمليات ذهنية يستخدمها الفرد في تطوير نتاج ما أو صناعة قرار أو التفكير الناقد أو الإبداعي، مما يؤدي إلى تكوين العادات العقلية التي نسعى إليها.