التواصل الاجتماعى لدى أمهات الأطفال المكفوفين وعلاقته بالأمن النفسى لأطفالهن.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

مقدمـة:
    أشار العديد من الأبحاث والدراسات إلى أهمية تقديم الدعم بوجه عام لأسر ذوى الإعاقات، كما دلت على وجود تباين بين الآباء والأمهات في احتياجاتهم لأنظمة الدعم حيث تظهر الأمهات فى الغالب احتياجاً أكبر لأنظمة الدعم الرسمية (سيد إمام، 2007، ص40).
ونتيجة لمعاناة أمهات المعاقين بصرياً فقد تكون اتجاه يحاول استثمار إمكاناتهن فى تقديم خدمات فعالة غير تقليدية وذلك من خلال اشتراكهن في البرامج التدريبية وإعدادهن إعداداً كلياً لمواجهة مصاعب الحياة بالنسبة لأطفالهن المعاقين وهذا ما يعرف باستخدام الأمهات كمرشدات ومعالجات لتنفيذ خطة إرشادية أو تربوية أو علاجيه فى المنزل تحت إشراف أخصائيين ومرشدين (طلعت محمد منصور، 2004، ص37).
    ونجد أن أمهات الأبناء المكفوفين بصريا يعانين نفس معاناة الأم العادية من ضغوط الحياة عامة وعلاوة على ذلك معاناتها فى تربية طفل ذى إعاقة بصرية، وأيضا بالإضافة إلى المتطلبات التى تفرضها هذه الظروف عليها وذلك مثل توفير رعاية خاصة والصراع مع المتخصصين وما ينتج عن ذلك من مشاعر الأسى والحزن (سيد إمام، 2007، ص45).
    ويعد الأمن مطلبا ضروريا لحياة الإنسان فلا طعم للحياة بدون الأمن المؤدى للطمأنينة وراحة البال، وللأمن أنواع: فهناك الأمن النفسى والأمن الغذائى والأمن الصناعى والأمن السياسى والأمن العسكرى وغيرها ولكن الأمن النفسى للفرد يبقى من أهمها وأكثرها التصاقا بكل فرد بعينه وعلى هذا فقد احتل مفهوم الأمن النفسى مكانا بارزا فى الدراسات النفسية والتربوية لارتباطه الوثيق بالشعور بالصحة النفسية والسلامة من الاضطرابات فهو دليل على حالة السواء والرضا عن الحياة والاستمتاع بها.
    إن شعور الفرد بالأمان يجعله يعمم هذا الشعور فيرى فى الناس الخير والحب ومن ثم يتعاون معهم ويكون عطوفا على الآخرين مستقلا فى شخصيته ولديه القدرة على احتمال الشدائد فى حين أن فقدانه لهذا الشعور سوف يعمم على الأحداث والأشخاص المحيطين به وسوف ينفر منهم وتقل فترة استمتاعه بالحياة ومن ثم يضعف الانتماء لديه لجماعته المحيطه ومن ثم مجتمعه المحيط ، فالأمن النفسى بالنسبة للطفل هو حالة من الاستقرار العاطفى وإشباع الحاجات المختلفة للطفل تؤدى إلى تأقلم وانسجام الطفل مع البيئة المحيطة به والتخلص من المشكلات النفسية المختلفة التى تحقق ذلك الانسجام ، ولقد اتفقت جميع الدراسات والأبحاث النظريات على أن الحاجة للأمن النفسى من أهم الحاجات النفسية التى تؤثر على حياة الإنسان والتى يمتد تأثيرها على حياته المستقبلية ومدى تفاعله وتقبله للآخرين والمجتمع المحيط به.