إحياء تراث التصميم الداخلي والمعماري الكويتي في تصميمات المنازل الحديثة.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

مقدمة:
يعد التصميم الداخلي والمعماري من العناصر الضرورية في تكوين التراث في المجتمعات، حيث تعتبر فن ذو نوع خاص لا يتقنه إلا ذوي المخيلة الخصبة والحس العالي. ويهتم التصميم الداخلي بالتخطيط والتصميم للفراغات الداخلية، والتي تهدف لتسخير الاحتياجات المادية والروحية والاجتماعية للناس، والتي بدورها تضمن سلامة المبنى، ويتكون التصميم الداخلي من جوانب تقنية وتخطيطية، كما يهتم بالنواحي الجمالية والفنية كذلك، أما التصميم المعماري فيقوم بمعالجة المكان من خلال استغلال كل ما هو متاح في سبيل الحصول على مكان مريح ومناسب للسكن، ويعتمد في ذلك على عدة مبادئ وأسس.
وقد وجد كلا من التصميم الداخلي والمعماري منذ قديم الزمان، فلا تخلو أي حضارة من وجود أسلوب مميز لفنها في تصميماتها الداخلية والمعمارية، مما يميزها عن بقية الحضارات السابقة والمعاصرة واللاحقة بها على حد سواء، فالتصميم الداخلي والمعماري ليس بالشئ الجديد سواء على الحضارة الغربية أو العربية، حيث تضرب جذوره إلى الحضارة الرومانية والفرعونية والحضارة الإسلامية.
ويؤثر المجتمع بشكل كبير على طبيعة التصميمات الداخلية والمعمارية فيه، كما أن لهم عظيم الأثر على المجتمع، فكلاهما من دون أدنى شك يؤثر على الآخر، فلو درسنا التطور التاريخي لكافة المجتمعات نرى انعكاسا ًواضحا لمدى تقدم أو تأخر هذا المجتمع، ويتضح ذلك من خلال التصميات المعمارية والداخلية، فعلى سبيل المثال نرى حياة الترف والبذخ التي كان يعيشها ملوك فرنسا خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر انعكست بشكل واضح وجلي على آثار وفنون ذلك العصر الداخلية والمعمارية، كما نرى بأن التصميمات الداخلية والمعمارية للحضارة الفرعونية القديمة تمثل القوة والرزانة والخطوط الحادة لملوك تلك الأحقاب من الزمان.
ولعصرنا الحالي كذلك سمات انعسكت بطبيعة الحال على التصميمات الداخلية والمعمارية الحالية، فنحن نعيش اليوم في عصر السرعة، والتكنولوجيا في كافة مجالات الحياة، لذلك نرى التصميمات المعمارية والداخلية الحالية تعكس حاجة المجتمع، فنراهما يمتازان بالخطوط الصريحة غير المعقدة، وبالبساطة في الشكل العام للوحدات، وسرعة التنفيذ حيث أن مقتضيات الحياة المعاصرة لا تسمح بالزخارف والأنماط التقليدية. (الدليمي، ٢٠٠١٤، ص ١٣-١٤)
وعلى الرغم من وجود سمات عصرية تقتضي وجود تصميمات تعكسها وتحقق الاستفادة القصوى منها، إلا أن ذلك لا يعني أن ننسلخ من ماضي المجتمع وتاريخه، فمكن الممكن أن يتم دمج سمات التصميمات الداخلية والمعمارية التراثية بالسمات العصرية، والمزاوجة بينهما بشكل يحقق توازناً فريداً من نوعه، فالحنين للمنزل التراثي يعطى المصممين فرصة لاستلهام التراث وتوظيفه في مساحات، تضاف إلى التصميم الحديث للمنزل، فينتج تصميماً جديداً مبتكراً.
مشكلة الدراسة:
تعد قضية فقدان الهوية الفنية التي سببتها التغيرات المتسارعة اليوم، من القضايا المهمة التي يجب بحثها ومحاولة حلها، من خلال تأصيل تلك الهوية وإزالة العناصر الخارجية غير الضرورية التي تم إدخالها، وذلك يشمل كافة الفنون بما فيها فنون التصميم الداخلي والمعماري، فالتصميم المعاصر يمكن أن يشمل على الثمين الباقي من تراثنا.
والعمارة الكويتية وتصميماتها الداخلية تعد نتاج لحضارات من بلدان مختلفة ولحقب تاريخية متعددة، ويعد البيت بتصميمه الداخلي المميز من أهم عناصر العمارة الكويتية على مدى تاريخ فن التصميم الداخلي والمعماري الكويتي، ومن هنا جاءت هذه الدراسة التي تتناول موضوع البيت الكويتي القديم، وكيفية الحفاظ على خصائصه وميزاته لما له من أهمية مميزه في تاريخ التصميم الداخلي والمعماري الخليجي، لا سيما وأن هذه الدراسة تعد الأولى -حسب علم الباحثة- التي تناولت تراث التصميم الداخلي والمعماري الكويتي.
وفي ضوء ما سبق ارتأت الباحثة أهمية تحليل عددا من المسائل المهمة ذات الصلة بالتصميم الداخلي والمعماري الكويتي متمثلة بتصميم البيت الكويتي القديم، وتقديم تصور لتصميم حديث ممزوجا بطابع البيت الكويتي القديم، كخطوة فعلية في حماية وصيانة وترميم التراث الكويتي في التصميم والعمارة والفنون.