المرونة العقلية وعلاقتها بكل من عادات العقل المعرفية والأمن النفسى لدى طلاب المرحلة الثانوية بالمملكة الأردنية الهاشيمية.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

المقدمــة:
تعد المرونة العقلية Mental Flexibility أحد المتطلبات الضرورية لدى الفرد فى مواجهة المواقف المتباينة التى تواجهه ومايترتب عليها من متغيرات غير متوقعة، وعليه أن يواجه تلك المواقف باساليب مختلفة تتفق مع المتغيرات التى تتعلق بها، وأن يكون لدى الفرد السلاسة والليونة فى أفكاره والتنوع فيها وقدرته على التنقل من فكرة الى أخرى دون التقيد باطار محدد. حيث يعرف ((McNulty et al, 2010 المرونة العقلية على إنها" استطاعت الفرد لتغيير وجهته الذهنية تجاه المثيرات الجديدة والمفاجئة عند مواجهته لموقف أو مشكلة ما، وإنتاجه أفكار عديدة ومتنوعة فى أقل وقت ممكن سعيا للوصول الى حل تلك المشكلة". ويعرفها (Dibbets et al, 2006) على إنها "مقدرة الفرد على إنتاج الأفكار متنوعة فى اقل وقت ممكن وتحول وجهته الذهنية بما يتناسب مع الموقف".
 ويقسم (McNulty et al, 2010) المرونة العقلية إلى:
(أ) المرونة التكيفية (Adaptive Flexibility) ويقصد بها "استطاعت الفرد على تغيير الوجهة الذهنية التي ينظر من خلالها إلى حل مشكلة ما، و تعد تلك القدرة أنها عكس عملية الجمود الذهني، كما تشير إلى قدرة الفرد على أن يظهر سلوكا ناجحا في مواجهته للمشكلة، وبذلك فإنه يتكيف مع المشكلة الجديدة باوضاعها المتعددة، و مع الصور المختلفة التي تظهر عليها"
(ب) المرونة التلقائية (Spontaneous Flexibility) ويقصد بها"قدرة الفرد على إنتاج أكبر عدد ممكن الأفكار المتنوعة فى اقل وقت ممكن تجاه موقف معين، وتقاس المرونة التلقائية فى مدى سرعة إنتاج الأفكار من قبل الفرد بناء على استعداده الانفعالى".
مما سبق يتضح ان الفرد الذى يتميز بقدرته على التكيف مع المواقف المتنوعة ومشكلاته سواء الاكاديمية او الحياتية، من المفترض ان يقترن ذلك بسعيه نحو تحقيق أمنه النفسى، من خلال عادات عقله المعرفية. ويوضح ((Peetsma, 2000 أن الفرد الذى يمتلك عادات عقل معرفية جيدة يمكنه انجاز المهام التى تتميز بصعوبة، ولا يتأتى ذلك إلا بوجود دافعية تجعله قادرًا على الاستمرارية فى انجاز تلك المهام من خلال الاستفادة من خبراته". وعلى هذا الاساس أكدت دراسات عديدة على أهمية العادات العقلية المعرفية وتنميتها لدى الطلاب فى شتى المراحل ومنها دراسة (إبراهيم الحارثي، 2002)؛ دراسة (يوسف قطامي، 2005،9) ؛ دراسة (إيمان عصفور، 2008)؛ Mentors, et al, 2010)). ويعد الأمن النفسي من الضروريات الإنسانية المهمة بالنسبه للشخصيه حيث إنه تمتد جذوره الي مرحله الطفوله. وصلا الى المراحل المتقدمة حيث تلعب التنشئة دور مهم في احساس الفرد بالأمن النفسي. (عبد الله الشهري،28:2009). والأمن النفسي يعد من أهم الحاجات الأساسية اللازمه للنمو السليم السوي للفرد فتظهر حاجته للامن النفسي من خلال حاجته الي تجنب الخطر واتجاهات الحذر ويحتاج الطفل إلي رعاية أسرية حتي يستطيع البقاء، حيث إن حاجة الفرد ‘لي الانتماء الأسري والانتماء إلي الجماعة والانتماء الي وطنه كل هذا يشعره بالأمن والأمان والراحة والطمأنينة وهذا يجله شخص متميز سيكولوجيا واجتماعيا ويؤثر هذا الإحساس سلوكياته وتجعله شخص متوافق اجتماعيا وشخص سوي. (أحمد عطيه، 20:2001).
ومن عواقف فقدان الأمن النفسي عند الإنسان شعوره بالخوف والشك والقلق والاضطراب فيحرم صاحبه من الاطمئنان والشعور بالسكون والراحه ويصبح كثير صراعات والهموم ويعيش حياة غير مستقره. (سعيد المغامسي: 2007، 47). كما أن من عواقب وآثار فقدان الأمن النفسي أيضا حدوث الاثار المدمره مثل اعاقه النمو، والتطوير والتعلم والتكيف مع التغيير. (Fenniman,2010;41).
ومما سبق يتضح ان متغيرات الدراسة الحالية تعد ذات أهمية فى شتى المراحل التعليمية بصفة عامة والمرحلة الثانوية بصفة خاصة.