الدراسات المستقبلية وتوظيفها في التخطيط للتنبؤ بأعداد التلاميذ في المدارس

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

المستخلص:
شهد عقد الأربعينيات من القرن الحادي والعشرين نشأة الدراسات المستقبلية في مؤسسة راند الأمريكية. وقد تميزت الستينيات من القرن العشرين بانتقال تدريجي من الاهتمام بالماضي إلى الاهتمام بقيمة التنبؤ والاستشراف المستقبلي، وبالتفكير من خلال عدة مناظير؛ الأمر الذي أتاح بيئة مواتية للدراسات المستقبلية لكي تعمق مجالاتها الدراسةية. وبدلا من التركيز على دراسة الأحداث المنفصلة ظهر توجه قوي يدعو إلى الاهتمام بدراسة "التاريخ الكلي" (Macro History) ودراسة "تاريخ الكون العظيم" (Big History). كما خضع مفهوم الزمن الخطي نفسه لتغير جذري يتجاوز تقسيم الزمن إلى الماضي والحاضر والمستقبل على يد "بارمينيدس" (Parmenides) في القرن الخامس قبل الميلاد. وفي خلال الألفي سنة الماضية أصبح المفهوم الخطي للزمن-والذي بدأ من خلال القياس الرسمي للفترات الزمنية الطبيعية والكونية- مفهومًا عقلانيًا يعتمد على القياس الزمني للتغيير. ومنذ الثورة الصناعية انكمش الزمن القائم على الحقب بدرجة أكبر نتيجة للعلاقة بين الزمن بمفهومه الميكانيكي وبين الوقت داخل المصانع. وقد حدثت أكثر التطورات عمقًا في مفهوم الزمن على يد "أينشتين" (Einstein) في القرن العشرين. ففي الفيزياء قامت نظرية النسبية التي صاغها "أينشتين" باستبدال تصورات "نيوتن" عن الزمن؛ حيث كان نيوتن ينظر إلى الزمن باعتباره مفهوم ثابت لا يتغير، مفهوم يتم فيه قياس تغير الأشياء وحركتها من خلال وحدات منفصلة متماثلة.
وعلى يد "هيرمان كاهان" (Herman Kahn)، و"تيودور جوردون" (Theodore Gordon)، و"أولاف هيلمر" (Olaf Helmer)، و"وينديل بيل"(Wendel Bell)، و"روبرت روزين" (Robert Rosen)، و"ريل ميلر" (Riel Miller) نشأت وازدهرت الدراسات المستقبلية. وانتقلت الدراسات المستقبلية من الاعتماد على الوضعية المنطقية إلى ما بعد الوضعية المنطقية ثم إلى التأثر بالنظرية النقدية ثم نظرية النظم وعلوم المعقدات والتخصصات البينية والدراسات متعدية التخصصات ثم بحوث الفعل ثم "توظيف أكثر من مدخل ونظرية في بحوث المستقبلات" (Integral Futures Research).
ويتناول الدراسة الراهن نشأة الدراسات المستقبلية في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحليلاً لأهم خصائص الدراسات المستقبلية في الولايات المتحدة الأمريكية، وتوضيحًا لأبرز رواد الدراسات المستقبلية في الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 1945 إلى 2010. ثم يستعرض الدراسة الحالي أدوات التنبؤ المستقبلي بأعداد التلاميذ في المدارس مثل أساليب التنبؤ الكيفية (أسلوب دلفي)، وأساليب التنبؤ الكمية مثل تحليل السلاسل الزمنية، وتحليل الانحدار. وينتهي الدراسة الراهن بصياغة آليات تمكن مصر من  الاستفادة من الدراسات المستقبلية في التنبؤ بأعداد التلاميذ في المدارس.