يشهد العالم في العصر الحالي تطورات وتغيرات شاملة وسريعة نتيجة التطور والتقدم الهائل في المجالات العلمية والتكنولوجية والإدارية، وهو ما فرض على المؤسسات التربوية كثيرًا من التحديات التي تستلزم تحسين أنماط الإدارة المتبعة؛ لمواكبة هذا التطور والتقدم. وتركز العديد من المؤسسات في تحقيقها لأهدافها على إيجاد علاقة ناجحة بين الأهداف التنظيمية وأداء العاملين، حيث إن عملية تقييم أداء العاملين في إدارة الموارد البشرية هي من النشاطات المهمة لتحديد مراكز العاملين في المؤسسات حيث يلعب نظام العدالة دورًا مهمًا في التأثير على العنصر البشري من خلال تفسيره لسلوك العامل نتيجة إدراكه لمفهوم العدالة مقارنة مع الأداء والجهود المبذولة في العمل.Mehrabi,J, Rangriz, H: 2012,p.115) ) ويعد مدخل العدالة التنظيمية من المداخل التي يمكن أن تحسن الأداء الوظيفي لكافة العاملين بالمؤسسات التربوية، إلى جانب تحقيق الرضا الوظيفي، وتشجيع وتحسين المناخ التربوي الذي يهدف إلى الحفاظ على عناصر الجودة بالمؤسسة وتطوير العمل بالمؤسسات التربوية المعتمدة، حيث توفر العدالة التنظيمية الإطار الذي يوضح طريقة أداء العمل والمعايير التي يتم من خلالها ربط الأفراد بالمؤسسة إضافة إلى تحفيزهم لأداء أعمالهم بإتقان ورفع مستوى التزامهم وكذلك مستوى رضاهم، مما يؤدي إلى توحد وتضامن أفراد المؤسسة نحو تحقيق الأهداف، وهذا يمثل قمة التماسك الاجتماعي الذي يحقق الاستقرار والنمو للمؤسسة. (سعيد بن فايز: 2015، ص ص523-560)