صعوبات فهم المقروء لدى طلبة الحلقة الأولى من التعليم الأساسي من ذوي صعوبات التعلم بسلطنة عُمان من وجهة نظر المعلمات.

المقدمة:
تتمتع مرحلة التعليم الأساسي بأهمية خاصة من بين المراحل التعليمية المختلفة، باعتبارها المرحلة الأكثر تأثيرًا في حياة المتعلم، فهي الأساس الذي يرتكز عليه المتعلم لاكتساب مهاراته الأساسية والضرورية ليكون مشاركا فاعلاً وإيجابياً في مجتمعه وحياته، فكل استثمار حقيقي في هذه المرحلة هو استثمار للمجتمع بأكمله، وليس لفرد بعينه.
 وفي عصر يتسم بالانفجار المعرفي، وسرعة التغيرات المتلاحقة: تكنولوجيا ومعرفيا واقتصاديا كان لابد من إيلاء تعليم التلاميذ في مراحل تعلمهم الأولى اهتماما استثنائيا، وإذا كان الاهتمام يجب أن يشمل كافة الأطفال دون تمييز فإن هذا الاهتمام يجب أن يكون مضاعفا مع أولئك الذين يعانون من مشكلات تعليمية خاصة، والاهتمام بالتلاميذ من ذوي صعوبات التعلم في مختلف مراحلهم التعليمية، أصبح من الأهمية بمكان، ولا سيما أن هؤلاء التلاميذ يتلقون تعليمهم جنبًا إلى جنب مع أقرانهم العاديين في نفس الغرفة الصفية، لكنهم بالتأكيد يحتاجون إلى معاملة استثنائية بحيث تتناسب مع إمكاناتهم وقدراتهم العقلية الضعيفة مقارنة بالآخرين.
 وتشير العديد من الدراسات إلى أن نسبة التلاميذ بطيئي التعلم تتراوح بين (20% - 30%) من إجمالي عدد التلاميذ، مما يشكل تحديًا كبيرًا في المجال التعليمي، وهؤلاء التلاميذ يصنفون ضمن الفئة الحدِّية، حيثُ لا ينتمون إلى فئة الإعاقة العقلية ولا إلى فئة المتفوقين، وتقدر نسبة ذكائهم بين (70– 90) درجة. وعلى الرغم من ذلك فإن التلميذ بطيء التعلم قادر على تعلم نفس المهارات والمعلومات التي يتعلمها التلميذ المتوسط، لكنهُ يحتاج وقتا أطول وشرحا أكثر سلاسة وبساطة من قبل المعلم، إضافة إلى زيادة في التدريب والممارسة. (إبراهيم،2011، ص85).