الاستدامة المالية للأسرة الكويتية: أثر الاستهلاك والوازع الديني.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

المقدمة:
تُعد الأسرة الوحدة الأساسية في بنية المجتمع، حيث تلعب دورًا هامًا في تشكيل ثقافته وقيَمِه، وبتالي فإن استقرار الأسرة ماديًا واجتماعيًا يؤثر بشكل مباشر على نهضة المجتمع ككل. في الكويت، تشهد الأسر تغيرات ملموسة في أنماط الاستهلاك نتيجة للتطورات الاقتصادية العالمية والتحديات المحلية، مما يجعل قضية الاستهلاك الأسري موضوعًا محوريًا يستحق الدراسة.
وتشير الدراسات إلى أن إنفاق الأسرة الكويتية يتوزع على مجالات مختلفة، منها الغذاء، السكن، السفر، والعمالة المنزلية، حيث تُظهر أنماط الاستهلاك تأثيرًا واضحًا على الاستدامة المالية للأسر الكويتية. حيث تبين أن استهلاك اللحوم البيضاء يشغل حصة كبيرة من ميزانية الأسرة، مع تركيز قوي على الأغذية البحرية التي تصل إلى 670 غرام يوميًا لكل فرد. أما في مجال السفر، فيُظهر الكويتيون ميلًا مرتفعًا حيث يصل معدل الصرف السنوي على السفر السياحي إلى 4167 دينارًا، كما يُظهر انفاق الأسرة على العطور بشكل ملحوظ، حيث يتجاوز متوسط استهلاك الأسرة الــ 400 دينار شهريًا، خاصة في المناسبات والأعياد. وعلى صعيد العمالة المنزلية، تنفق الأسر الكويتية نحو 225 دينارًا شهريًا، مما يعكس اهتمامًا بالراحة والخدمات المنزلية لتحقيق مستوى معيشي مريح. تعتبر هذه الأنماط من الاستهلاك مؤشرات على كيفية إدارة الأسر لمواردها المالية، وآثارها المحتملة على الاستدامة المالية للأسر الكويتية (حسان، 2016؛ "العود والبخور أبرزها"، 2021؛ صالح، 2023).
تعد الاستدامة المالية من الأبعاد الأساسية لاستقرار الأسرة، حيث تشير إلى قدرتها على إدارة مواردها المالية بكفاءة للحفاظ على مستوى معيشي ملائم على المدى الطويل. وفقًا لدراسات سابقة تناولت الاستهلاك العائلي في دول مختلفة، أظهرت الأبحاث أن الاستهلاك المفرط يمكن أن يؤدي إلى استنزاف الموارد ويعرقل إمكانية الإدخار والاستثمار ( Kahneman & Tversky, 1979؛ Lusardi & Mitchell, 2014).