الملخص:
إننا نعيش اليوم في مرحلة تمر بسلسلة من الثورات التكنولوجية التي غيرت بشكل جذري الاقتصاد، والمجتمع، والتعليم. وفى إطار هذا الوضع المتغير يأتى الحرص على أهمية استقراء الماضي والتعلم من دروسه والتدبر فى المستقبل؛فمن المعروف أن الموجات الطويلة لتطور التكنولوجيا تتكون من أربع مراحل. الأولى منها هى مرحلة "الاندفاع"، عندما تصل التكنولوجيا الجديدة، وعادة ما تكون مصحوبة بـ "انفجار كبير"، مما يوفر إمكانات هائلة للاستخدام والربح. ويلي ذلك مرحلة ثانية، تتضمن جنون الانتشار ومرحلة ثالثة يتم فيها تمديد هذا الانتشار، أما المرحلة الرابعة فهى مرحلة النضج، عندما تتضاءل إمكانات التكنولوجيا الجديدة سابقًا وتبدأ فترة الحمل للموجة الجديدة، وهكذا؛ فكل تطور يهئ الظروف للتطور الذى يليه.
وفى كل الآحوال فإن عملية التحول لا تتم بشكل تلقائي. فهي تنطوي على قدر كبير من الألم ـ ومع أن مسارها الدقيق يصعب تحديده بشكل مسبق ـ إلا أنها تخضع للسيطرة والتدخل. وتفرض المرحلة الحالية من انعدام الأمن العالمي والفقر، على الجميع، من محللين وباحثين وممارسين أكاديميين، وكمواطنين عالميين في الوقت نفسه. مسئولية البحث عن طرق للتخفيف من الظروف المؤلمة والمدمرة التي تصاحب عملية التحول.
وبحسب باحث برازيلي شهير، فإننا لا نعيش في عصر التغير Era of change، بل تغير في العصر Change of era. ورغم أن العالم واجه العديد من الاضطرابات والتغيرات من قبل، فإن ما يميز لحظتنا التاريخية هو السرعة التي حدثت بها هذه الاضطرابات والتغيرات. فالتغيرات التي كانت تستغرق في السابق سنوات وحتى أجيال، تتطور الآن بسرعة كبيرة. وينطبق هذا على التطورات التكنولوجية والعلمية، والتحولات التي فرضها تغير المُناخ والأزمات الأخرى على نطاق عالمي، والتي تؤثر على كل فرد، مع تأثير أثقل على الفقراء والشرائح الأكثر ضعفاً من السكان.، كما تحدث العديد من التحديات في وقت واحد، على مستوى العالم، ولها آثار بعيدة المدى على الأفراد والمجتمعات والاقتصادات.
وعند الحديث عن العلاقة بين التعليم وسوق العمل تتعدد التفسيرات والرؤى ومداخل التطوير، مثل نظرية رأس المال البشرى وبخاصة من خلال استكشاف الأبعاد الاجتماعية لما كان حتى ذلك الحين في المقام الأول وصفاً وتحليلاً للمكونات التكنولوجية لهذه الدورات. والورقة الحالية هى محاولة لفهم العلاقة بين التعليم وسوق العمل فى إطار التوجهات الأخيرة نحو التركيز على "التعليم من أجل التنمية المستدامة"، و"التنمية المستدامة" بصفة عامة بما تتضمنه من الاهتمام بالجوانب الاجتماعية والبيئية بشكل لا ينفصل عن الجوانب الاقتصادية، ومع التركيز على التعليم العالى ستسير الورقة الحالية فى الاتجاه التالى: أولاً: الثورة التي أثرت على التعليم على مدى الأعوام الماضية. ثانيًا: الثورة التي أثرت على الاقتصاد وحياة العمل على مدى الأعوام الماضية. ثالثًا: تحقيق التعليم العالى 4.0. رابعًا: رؤية التعليم العالى من خلال عدسات الصناعة 5.0. خامسًا: التعليم للجميع والتعليم من أجل التنمية المستدامة. سادسًا: تحول الاقتصاد والعمل - الاقتصاد الفضائى الجديد نموذجًا.
الدين, أ.د/ نجوى يوسف جمال. (2025). الاقتصاد 5.0، والمجتمع 5.0 والحاجة إلى معاودة التفكير فى التعليم وسوق العمل.. العلوم التربوية, 33(2), 95-133. doi: 10.21608/ssj.2025.451386
MLA
أ.د/ نجوى يوسف جمال الدين. "الاقتصاد 5.0، والمجتمع 5.0 والحاجة إلى معاودة التفكير فى التعليم وسوق العمل.", العلوم التربوية, 33, 2, 2025, 95-133. doi: 10.21608/ssj.2025.451386
HARVARD
الدين, أ.د/ نجوى يوسف جمال. (2025). 'الاقتصاد 5.0، والمجتمع 5.0 والحاجة إلى معاودة التفكير فى التعليم وسوق العمل.', العلوم التربوية, 33(2), pp. 95-133. doi: 10.21608/ssj.2025.451386
VANCOUVER
الدين, أ.د/ نجوى يوسف جمال. الاقتصاد 5.0، والمجتمع 5.0 والحاجة إلى معاودة التفكير فى التعليم وسوق العمل.. العلوم التربوية, 2025; 33(2): 95-133. doi: 10.21608/ssj.2025.451386