تحديات الذكاء الاصطناعي لطلاب المرحلة الثانوية في الكويت والقيم اللازمة توافرها لمواجهتها "رؤية استشرافية".

المقدمة:
تمثل القيم جزء أساسي من مكونات ثقافة المجتمع وحضارته، ولا يمكن لأي حضارة أن يكون لها وجود محسوس ما لم تكن مرتبطة ومبنية على منظومة قيم تتصف بإيجابيتها وتوجهها المحفز والضابط للسلوك الاجتماعي، وتتوقف حجم منظومة القيم على درجة تقدم المجتمع ومستواه الثقافي ومستواه الحضاري، والقيم معتقدات عامة لدى الناس، بمعنى أنها تلزمهم وتجبرهم على اختيار سلوكياتهم، التي ينبغي أن تكون مقبولة ومرغوبة اجتماعيًا، ويقيم المجتمع سلوكيات أفراده في ضوء قيمه (حجي، 2008، ص 285).
يشهد العالم اليوم ثورة علمية وتكنولوجية هائلة، كما يشهد ثورة الاتصالات، وما صاحبها من انبثاق مفاهيم جديدة فى المجالات المختلفة، أعادت تنظيم العلاقات البنيوية بين هذه المجالات، وأعادت تنظيم العلاقات بين الدول بعضها البعض، وقد بلورت هذه القيم والمفاهيم ملامح التحول الذى يشهده العالم اليوم إلى ما يعرف بـ "الموجة الثالثة"، كذلك بلورت ملامح التحول نحو "المجتمع الكونى" أو "مجتمع ما بعد الحداثة"، وهذه المسميات للمجتمع الجديد إنما تشير من جانبها إلى مجموعة من الخصائص أو المتغيرات التى قد تعبر عن طبيعة العالم اليوم وعالم الغد (السعيد، 2007، ص91).
ويعد الذكاء الاصطناعي من أهم التطورات التكنولوجية في عصرنا الحالي، حيث يمتلك القدرة على إحداث تغييرات جذرية في مختلف مجالات الحياة. ومع ذلك، فإن هذا التقدم التكنولوجي يأتي مصحوبًا بالعديد من الإشكاليات والتحديات الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية.
وتعد القيم التربوية والأخلاقية من أهم الركائز الأساسية في بناء شخصية الطالب وتشكيل هويته الثقافية والاجتماعية. وفي ظل التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، وخاصة في دولة الكويت، أصبح من الضروري الاهتمام بغرس القيم التربوية في نفوس طلاب المرحلة الثانوية، باعتبارهم جيل المستقبل وعماد الأمة (الشمري، 2018، ص45-67).