التحديات التي تواجه الطلبة الناطقين بغير العربية في تعلم مادة التربية الإسلامية في مدارس أبو ظبي من وجهة نظر معلميها.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

10.21608/ssj.2025.451406

المستخلص

مُقَدَّمَة                                                                         :
في زمن العولمة المتسارعة، تواجه المجتمعات تحديات متزايدة في مجال التعليم والتربية، حيث يعتبر التعليم أحد الأسس الجوهرية لتطور المجتمعات واستدامة الحضارات. فهو يلعب دوراً حيوياً في نقل المعرفة والثقافة والقيم الدينية بين الأجيال ويفرق التعليم نفسه عن مجرد تلقين المعلومات، حيث يعد نظاماً شاملاً يهدف إلى تنمية المهارات الفكرية والاجتماعية والأخلاقية للأفراد، مما يمكنهم من المشاركة الفعّالة في مجتمعاتهم وتعزيز دورهم في التنمية البشرية.
ولتحقيق هذا الغرض السامي، يجب استخدام اللغة كوسيلة أساسية جوهرية فاللغة نعمة الله العظمى، وميزة الإنسان الكبرى، ولها قيمتها في جميع مجالات الحياة البشرية، وهي الخاصية التي تميز بها الإنسان عن سائر الكائنات، فهي وعاء الأفكار، ووسيلة للتواصل والتفاهم كما عرفها أحمد شيخ في دراسته (شيخ،2020).
وتقود العولمة، بما تحمله من تنوع ثقافي واجتماعي، إلى تحديات جديدة في مجال التعليم. ويعتبر هذا التنوع تحدياً كبيراً للأنظمة التعليمية، وخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تضم مجتمعاً متنوعاً من اللغات والثقافات. هذا ما يتطلب مناهج تعليمية مرنة وشاملة تأخذ في الاعتبار الخلفيات الثقافية المختلفة للطلبة وتعمل على تعزيز فهمهم بطريقة تناسب بيئاتهم الثقافية والاجتماعية. كما يتطلب من المدارس والمعلمين التعامل بفعالية بما يتكيف مع احتياجاتهم التعليمية حيث یشـیر (فخـرو، 2003) إلـى أنَّ أنجـح الأدوار التعليمة التـي تلعبهـا المدرسـة هـي إعطـاء الطالـب الكیفیـة الصحيحة للـتعلم، والمعتمـدة علـى التفكير، ومعرفـة الطـرق، والوسـائل الموصـلة للمعلومـات، والتـي تجعلهـم قادرون علــى التعامـل مـع بيئتهم النفسية والمادية تعــاملاً سليما.
وعند الوقوف على التحديات في الأنظمة التعليمية وتحديدا في دولة الامارات العربية المتحدة يبرز موضوع تعليم مادة التربية الإسلامية من بين جميع أشكال التعليم في مدارس الدولة. باعتبار أن دين الإسلام هو الدين الرسمي للبلاد. ومادة التربية الإسلامية في دولة الإمارات العربية المتحدة هي مادة إلزامية للطلبة المسلمين من الروضة إلى الصف الثاني عشر، واختياري للطلبة غير المسلمين (وزارة التربية والتعليم، 2017).
إن حال الأمة الإسلامية اليوم، ووسائل عيشها ومناهجها، وطريقة تربيتها، وأخلاق أبنائها، وتبعيتها للحضارات الأخرى، وتقليدها لها في شتى مناحي الحياة، يدرك مدى تأثير كل ذلك على العملية التربوية وبناء الأجيال القادمة، إذ لا يمكن فصل عملية التربية بعيداً عن ظروف وأوضاع المجتمع الذي يعيش فيه المربي والمتربي، كما وأنّ للتكنولوجيا العلمية الدور الأعظم في هذه المؤشرات من شبكات اتصال عالمية، وفضائيات تضخ سمومها في عقول الأجيال، وتهدّم أخلاقهم وتفسد تربيتهم (سكاكر، 2022).