فاعلية برنامج تدريبي قائم على استراتيجيات ماوراء المعرفة في تنمية مهارات التعلم المنظم ذاتياً والاتجاه نحو التدريس لدى معلمي التربية الإسلامية بكلية التربية الأساسية.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

10.21608/ssj.2025.451407

المستخلص

المقدمة:
 تواجه الأمة الإسلامية اليوم وأكثر من أي وقت مضى الكثير من التحديات والعقبات التي تحاول أن تدفع بها بعيدا عن أداء دورها في العطاء القيمي والثقافي، وتحول دون تحقيق رسالتها الخالدة ومشروعها الحضاري ذي الأبعاد الإنسانية والإسلامية والعربية، وتزداد هذه التحديات في ظل هيمنة القطب الواحد الذي ما انفك يحاول النيل من الإسلام حضارة ودولة وتربية وتعليماً في ظل مفهوم العولمة وذلك عند طريق الدخول للمناهج وكل ما يخص المدرسة.
 ومعلوم أن المدرسة هي حاملة رسالة الأمة وحامية حضارتها وصانعة أجيالها والأمينة على هذه الأجيال، فهي أداة الإسلام المنظمة لتحقيق رسالته وأهدافه وتحويلها إلى نماذج حية، وهي أهم ثغور هذه الأمة التي تحافظ على كينونتها بما تصنعه وما تعده من أجيال، فإما أن تكون المدرسة قلعة الأمة وحصنها الحصين والصخرة التي تتحطم عليها أحلام الغزاة، واما أن تكون الثغر الذي يؤتى الإسلام من قبله، مما يحتم على الأمة الإسلامية أن تعضد دور المدرسة، وأن تعمل على تقوية جذورها وأساسها، لكي تقف على أرض راسخة ثابتة من القيم والمثل والمبادئ لأداء رسالتها في إعداد الأجيال المؤمنة.
 والتربية في الإسلام أشمل وأعمق فهي لا تقف عند حدود تربية العقل وتنمية الجسم، لكنها إلى جانب التعلم توجه وتغرس القيم وهي ليست اي قيم بل تلك التى يترتب عليها انسان صالح لعمل الدنيا والآخرة، فالدور التربوي للمدرسة بناء على ذلك لا يقتصر على المعارف وتنمية المهارات بل هو توجيه للمعارف والطاقات والقدرات والمواهب من أجل تنشئة وتربية الإنسان العابد الصالح المستخلف في الأرض، فالتربية عملية واسعة لا تقتصر على المدرسين بل تشمل الآباء والمربين والإعلاميين، فهو دور نابع من رسالات الأنبياء عليهم السلام ويرتجى من ورائها التصحيح لمسار الإنسانية ولحركة الحياة وفقا لقيمة الخلافة عن الله في الأرض من خلال التربية الإسلامية.
والتربية الإسلامية تمثل "النظام التربوي الذي فرضه الله على المسلمين، أن يربوا أنفسهم وأولادهم عليه ويوجهوا أهليهم ويرعونهم في ضوئه دون غيره من الأنظمة التربوية الأخرى، ودور النظام التربوي الذي افترضه الله على حكام المسلمين والقائمين على شئوون التربية والتعليم، ومؤسساته المباشرة وغير المباشرة، وأن يعملوا على تحقيق غاياته وأهدافه من خلال تلك المؤسسات التربوية ومناهجها وأنظمتها وتطبيقاتيا" (النقيب، 1997، ص184).