درجة توظيف معلمي اللّغة العربيّة للمدخل الجمالي وعلاقتها بالذّائقة الأدبية والرّفاهية النّفسية لدى طلبتهم في مدارس إمارة أبوظبى.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

10.21608/ssj.2025.451410

المستخلص

مُقَدَّمَة:
 إن الحديث عن اللغة العربية حديث عن كيان الأمة، وهويتها وأناقتها التاريخية الموغلة في الأعماق، حديث عن أمانة، ورسالة كرم بها الله تعالى هذه اللّغة بأن أنزل القرآن بها، لتبقى غنية قوية نامية قادرة على مواكبة الجديد، والتفاعل معه، بخاصة في عصر أصبح العالم كالقرية الصغيرة، وفي عصر الانفتاح والتقدم التكنولوجي، الذي أصبحت فيه خريطة المعرفة منظومة شديدة الاندماج، تتداخل فيها الإنسانيات مع الطّبيعيات، والعلوم مع الفنون تمتزج في إطارها المعارف بالخبرات واللّغات، مؤكدة للرافض والمريد أن اللغة خط الربطّ، وهمزة الوصل لمدخلات العلوم ومخرجاتها، ولا شك أن مسايرة التقدم العلمي، ومواكبة ركب القافلة الحضارية في إطار العولمة والحداثة، أمر تستدعيه طبيعية المرحلة التي نعيشها، وأن التقدم الهائل للمعلومات ووسائل الاتصال يضعنا جميعًا – مهتمين ومختصين وأصحاب قرار – أمام تحديات كبيرة، تتطلب منا التحرك السريع الواعي، لإيجاد مناخات تعليمية جديدة متطورة، تمكننا من التعامل مع ثورة المعلومات، بما يحقق تطورًا نوعيًّا في أدواتنا ووسائلنا لتتوافق مع المستوى المتجدد للتقنية والمعرفة، إذ إن تعليم الناشئة مهارات لغتهم، ومكوناتها الرئيسة والجزئية، يتطلب تطوير أداءاتنا المهنية، وتهيئة البيئات الحاضنة، التي تحقق تعلمًا ناجحًا بتوازن يعمق ثنائية الأصالة والمعاصرة التي تحفظ لأبنائنا قيمهم، وعاداتهم، وتعزز هويتهم الوطنية المنشودة، وليس الحديث عن أهمية اللغة العربية حكرًا على ألسنة أهلها، فهذا المستشرق الفرنسي (ألمسيو غليوم بوستل) يقول: اللغة العربية أفصح اللغات أدبا ويؤكد قوله (ألمسيو برتلمي هربلو) في كتابه (المكتبة الشرقية) إذ يقول: إن اللغة العربية لهي أعظم اللغات آدابًا وأسماها بلاغة وفصاحةً وهي لغة الضاد (الإطار العام لمعايير اللغة العربية، 2017).
 إن اللغة العربية لها مكانة عظيمة بين منظومة مناهج التعليم المختلفة، وسيظل لتدريسها الدور المميز، فهي تمثل لغة القرآن الكريم، وكل كلمة منها تحمل من المعاني الكثير، ويحتاج من المتعلم الباحث إلى التفكير العميق للوصول إلى المعنى الصحيح، وقد حث الدين الإسلامي على إعمال العقل، والتفكر، والتدبر في آياته، والتأمل في مخلوقاته، فكثيرةٌ هي الآيات التي تدعو إلى التبصر والتفكر والتدبر، يقول تعال في كتابه الكريم: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: ٢٤]، وقوله تعالى: (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ) [المؤمنون:٦٨] (عبد الحميد، 2009).