التعليم والتنافسية في ماليزيا وإمکانية الإفادة منها في مصر

تبنت ماليزيا منذ عام 1970 عدداً من السياسات التنموية مثل: "السياسة الاقتصادية الجديدة" (1971-1990)، و"السياسة التنموية القومية" (1991-2000)، و"سياسة الرؤية القومية" (2001-2010)، و"سياسة التحول القومي" (2011-2020). "وقد هدفت السياسة الاقتصادية الجديدة إلى القضاء على الفقر لدى مختلف العرقيات، وتقليل ارتباط الانتماء لعرقية معينة بممارسة أنشطة اقتصادية بعينها. وفي العقد الأخير من القرن العشرين طبقت الحکومة الماليزية السياسة التنموية القومية بهدف تحقيق التنمية المتوازنة بين القطاعات الکبرى للاقتصاد وبين المناطق الجغرافية المختلفة، وتقليل التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية بين المقاطعات المختلفة. ومنذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين استهدفت ماليزيا تنفيذ "سياسة الرؤية القومية" (The National Vision Policy) بهدف بناء أمة قوية قادرة على المنافسة الاقتصادية مع دول العالم المتقدم. وقد تميز العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين بصياغة "سياسة التحول القومي" (The National Transformation Policy). وتهدف"سياسة التحول القومي" (2011-2020) إلى الترکيز على النموذج الاقتصادي الجديد الساعي إلى أن تصبح ماليزيا دولة ذات اقتصاد عالي الدخل, وإلى ارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بصرف النظر عن انتماءاته العرقية، وإلى استدامة النمو الاقتصادي" (Prime Minister’s Department. Economic Planning Unit, 2015, p. 1-5).
"وتقع التنمية البشرية في قلب الخطة الخمسية القومية الحادية عشرة (2016-2020)؛ فالإنسان هو محور الجهود التنموية. وسوف يتم إعطاء المواطنين الأولوية الأولي في هذه الخطة. وعلى هذا، ترکز هذه الخطة على تنمية الإنسان من خلال إثراء حياته، وإمداده بالکرامة، وتنمية ملکاته واستعداداته. وسوف تستفيد جميع قطاعات المجتمع من التنمية والرفاهية الاقتصاديتين الناتجتين عن تأسيس اقتصاد متقدم وأمة متقدمة بحلول عام 2020" (Prime Minister’s Department. Economic Planning Unit, 2015,p. 1-6).
    وقد احتلت ماليزيا المرتبة رقم 18 من بين 140دولة في تقرير التنافسية الصادر عن "المنتدى الاقتصادي العالمي" عن عام 2015/2016، والمرتبة رقم 25 من بين 138 دولة عن عام 2016/2017 في التقرير ذاته(World Economic Forum, 2016, p.7). ولهذا تسعي هذه الدراسة إلى توضيح المبادرات التي طبقتها ماليزيا في مجال التعليم الأساسي بهدف تعزيز قدراتها التنافسية.