ميکانزمات الدفاع المستخدمة لدى المتأخرين دراسيا من طلبة المرحلة الثانوية وعلاقتها بکفايتهم الذاتية الأکاديمية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

لقد جاءت ميکانيزمات الدفاع من أهم إسهامات نظرية التحليل النفسي التي تسعى لتفسير ردود أفعال الأفراد نحو المواقف والأعراض النفسية التي يشعرون بها، کما أن الکفاءة الذاتية الأکاديمية تظهر القدرات التي يمارسها الأفراد في المجال الأکاديمي.
 وتشير ميکانيزمات الدفاع إلى محاولة الفرد حماية مکوناته النفسية عند مواجهة مواقف الإحباط والفشل في إشباع الحاجات، ومواقف الصراع (ضمرة, 2008).
  وقد أکدت نتائج دراسة فوس، وهيس (Vos&Haes. 2006)، أهمية دور العديد من الميکانيزمات التي جاء بها فرويد في خفض القلق والتوتر، کما قامت النظريات المعرفية ونظريات الضغوط والمواجهة بتغيير النظرة التقليدية للإنکار- المتمثلة في کونها من الميکانيزمات غير التکيفية - إلى النظر إليه على أنه: مفهوم يعبر عنه بطرق يستخدمها الفرد (المراهق) في حياته اليومية؛ للهروب من الأحداث أو المشاعر المؤلمة، وتتم هذه الطرق بشکل شعوري أو لاشعوري؛ لذلک تغيرت النظرة التقليدية للإنکار؛ کونه ذا طبيعة مرضية "طبقاً لآراء فرويد(Freud)"، إلى کونه إستراتيجية تکيفية يستخدمها الفرد لحمايته من التهديدات الداخلية والخارجية.
إن آليات الدفاع لا تعمل مستقلة، ولکنها تعمل معا. فمثلاً يعمل الإنکار والکبت، ثم التحويل، ومن ثم بعد ذلک الإسقاط ؛ فالفرد يدرک أن هناک بعض الصفات التي لا تتفق مع ذاته، فيقوم بإنکارها ثم يحاول کبتها، ثم يحولها إلى بعض الأفراد الذين يکرههم؛ ومن ثم ينسب هذه الصفات غير المرغوب بها، ويبدأ يتصور أن هذه الصفات  فيهم وتنسب إليهم؛ مثلاً: إذا کان المراهق يکره الآخرين، فيقوم بعملية الإسقاط، وذلک بتحويل کراهيته على الآخرين، ويبدأ بتصور أن الآخرين هم الذين يکرهونه؛ ومن ثم إذا کان الآخرون يکرهونه فهو يکرههم (أبو اسعد،2015).
ويُعَدّ مفهوم الکفاءة الذاتيةSelf-efficacy من البناءات النظرية التي تقوم عليه نظرية التعلم الاجتماعي المعرفي لباندورا، وقد حظي هذا المفهوم في السنوات الأخيرة بأهمية متزايدة، خصوصاً في مجال تعديل السلوک، ويُعَدّ باندورا (Bandura) أن للکفاءة الذاتية أهمية مرکزية، ويقصد بها المعرفة القائمة حول الذات التي تحتوي على توقعات ذاتية فيما يتعلق بقدرة الفرد في التغلب على مواقف ومهمات بصورة ناجحة (Bandura,2007). أما شفارتسر وسشولز Schvartzer & Scholz, 2000)) فيعتقدان أن توقعات الکفاءة الذاتية هي  بعدٌ من أبعاد الشخصية، وتعني القدرة على التغلب على المهمات والمشکلات الصعبة التي تواجه الفرد، وهي تدفع الشخص لاختيار المتطلبات والقرارات المتعلقة بإستراتيجيات التغلب على المشکلات.
ويُعدّ مفهوم الکفاءة الذاتية من المفاهيم المهمة في تفسير السلوک الإنساني، خاصــة من وجهة نظر أصحاب نظرية التعلم الاجتماعي، وقد تناول الباحثــون في البيئــة العربية مفهوم Self- efficacy، وترجم إلى مصطلحي کفاءة الذات، أو فعالية الذات، وأحيانــاً يستخدم مفهوم Self – efficiency بمعنى فعالية الذات. وقد ظهر مفهوم الکفاءة الذاتية على يد العالم الأمريکي ألبرت باندورا (Bandura, 1977)، عندما قدم نظرية متکاملة لهذا المفهوم، حدد فيها أبعاد الکفاءة الذاتية ومصادرها، وتمثل هذه النظرية جانبا مهما من نظرية التعلم الاجتماعي، کما تشکل المحدد الرئيس لسلوک الفرد (Bandura, 1997).
  وتتلخص أسباب استخدام المراهق لهذه الحيل الدفاعية (اللاشعورية) في تجنب حالات القلق في مواقف الحياة وما يصاحبها من شعور بالإثم، والتقليل من الصراعات في داخله،  ولحماية ذاته من التهديد. وتعمل الميکانيزمات الدفاعية على إستراتيجيات بواسطتها يخفف المراهق ويتجنب حالات سلبية، مث:ل القلق، والتوتر، والصراع، والإحباط؛ کما يطلق عليها أيضاً أساليب التوافق؛ لأن الأنا هو أحد المکونات التي تستخدم تلک الحيل الدفاعية؛ وذلک لحدوث التوافق بين المراهق والمجتمع، ويُعدّ کل ذلک من إيجابيات الميکانيزمات الدفاعية التي تنعکس بدورها على حياة المراهق (الدسوقي، 2013).