استراتيجيات القراءة المستخدمة في فهم المسائل الرياضية اللفظية وأثرها على تحصيل طلاب الصف الخامس بدولة الکويت

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

تحتل القراءة أهمية کبرى بالنسبة لأي إنسان؛ فهي أداة مهمة في تکوين شخصيته، وأداته في التعلم والثقافة، ورافداً  أساسياً من روافد معرفته، فعن طريقها يقتحم ميادين المعرفة کافة دون مشقة وعناء، فينمي فکره، ويثري خبراته، فما من إنسان استطاع في مجتمع أن يرتقى بمکانته إلا عن القراءة. کما أن القراءة من أهم المهارات المکتسبة التي تحقق النجاح والمتعة لکل فرد خلال حياته؛ وذلک لأنها بمثابة الطريق للعلوم والمعارف المختلفة .
وعلى الرغم من التقدم العلمي الذي يتميز به العصر الحاضر، وشيوع وسائل الإعلام الحديثة المختلفة، مقروءة کانت أو مسموعة، کالصحف والمجلات، والسينما والمسرح والإذاعة والتليفزيون، وما تبثه الأقمار الصناعية هنا وهناک، وسيطرة النظام العالمي الجديد أو ما يسمى العولمة في توجيه الأفراد والجماعات عن طريق شبکة المعلومات أو ما يسمى الإنترنت، فإن القراءة لا تزال لها الريادة على وجه العموم (رمضان عبدالتواب، 2001، 31).
وتلعب القراءة دورًا مهمًا لدى تلاميذ المراحل التعليمية المختلفة باعتبارها من أهم وسائل استثارة قدراتهم، وإثراء خبراتهم، وبالتالي زيادة معلوماتهم ومعارفهم، وفي اکتسابهم حصيلة لغوية من المفردات والتراکيب (عمر حلمو، 2001، 3).
والقراءة تشکل أحد المحاور الأساسية المهمة لصعوبات التعلم الأکاديمية، إن لم تکن المحور الأهم والأساسي فيها، حيث يرى العديد من الباحثين أن صعوبات القراءة تمثل السبب الرئيس للفشل الدراسي، کذلک هناک ترابط إيجابي بين القدرة على القراءة والتقدم الدراسي (صلاح عميرة، 2005، 47).
ويعد الکتاب المدرسي مادة خصبة لتنمية مهارات القراءة لدى الطلبة، فالکتاب المدرسي الأداة الرئيسة في عملية التعليم والتعلم، وهو ليس مجرد وسيلة تعليمية مساعدة للطالب، بل رکيزة أساسية في العملية التعليمية؛ لأنه يقدم إطارًا عامًا للمادة الدراسية، ويوجه الطالب إلى ما سيدرسه من معلومات فالکتاب المدرسي کان وما زال هو المرجع الأساسي للمادة العلمية للطلبة.
ولما کانت الکتب المدرسية من أکثر الوسائل التربوية أهمية وتأثيرًا في النشء، فإن ذلک يستدعي تقويمها المستمر؛ لتکون ملاءمة لنضج المتعلم، ومستوياته، وقدراته اللغوية والعقلية، ولتتمکن المؤسسات ذات العلاقة من الحکم على مدى مناسبة قراءتها لمستويات المتعلمين. الأمر الذي يتطلب تقديمها وفق أسس ومعايير تربوية وفنية مناسبة لجميع المستويات(محمد سليمان، 2008، 97).
ومن ثم فإن إعداد الکتب المدرسية بطريقة تناسب مستويات المتعلمين وقدراتهم، تعد من الخصائص المهمة لتلک الکتب، بما تمثله من مرجع أساسي للمعلم والمتعلم على حد سواء، وأداة تعليمية بالغة الأهمية، الأمر الذي يستدعي توافر شروط أساسية في تأليف الکتب المدرسية: کوضوح الفکرة وبعدها عن التناقض، وفصاحة اللفظ وسهولة تأديته للمعني، والأسلوب أو الوعاء الذي يحتضن الفکرة، والعوامل النفسية المشوقة، والشکل الخارجي أو عوامل الجذب في النص وما يرافقه من مساعدات للايضاح(Ivey, Gay,2010,19).
ومن أهم المعايير المستخدمة في تأليف الکتاب المدرسي وإخراجه والتي يسترشد بها معدو المناهج مقروئية الکتاب، فالمقروئية تعد من أهم العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار عند تحليل الکتاب المدرسي وتقويمه(عبدالله وباسمة، 2004، 155).
إن جانبًا مهمًا من فهم المتعلم للمواد الدراسية يرتبط بطبيعة تأليف تلک المواد، وأسلوب عرض محتواها، ورغم تباين طريقة العرض بين نظرية وأخرى تبعًا للفلسفة والإطار التوجيهي لنظريات التعلم، إلا أنها تتفق على أن مقروئية الکتب المنهجية لها دور مهم في تسهيل عملية تعلم المحتوى (فاروق وعلي، 2004، 203).
ومن الدعائم التي يرتکز عليها الکتاب المدرسى الجيد ما يلي(إسماعيل ومحمد،2001، 176):
-       الجودة فى المظهر من حيث نوعية الورق والطباعة.
-       أن تکون لغته واضحة وبسيطة.
-       أن يکون ذا شکل جذاب وشيق.
-       أن يکون خالياً من الأخطاء العلمية والمطبعية.
-       أن يکون محتوى المادة منظماً فى تسلسل منطقى  متناسق.
-       أن يحتوى على الأمثلة المناسبة دون الإفراط فى الأمثلة المحلولة التى من شأنها تقليل إتاحة فرصة التفکير لدى التلاميذ.
-       احتواء الکتاب على عدد قليل من التمارين الصعبة.
-       أن يتناسق محتوى الکتاب مع الأهداف.
-       أن تکون رموز الکتاب هي المستخدمة عالمياً ومعرفة تعريفاً جيداً .