اتجاهات الهيئة التدريسية نحو استخدام تکنولوجيا التعليم في کلية التربية الأساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بدولة الکويت

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

عبد العزيز دخيل العنزي &أحمد حسين

المستخلص

تعد تکنولوجيات التعليم عملية مرکبة وصياغة تطبيقية للمفاهيم النظرية، لذا حرصت الجهات التعليمية المسؤولة عن التعليم على ترتيب البيئة التعليمية، وربط تکنولوجيا التعليم بالأجهزة والأدوات، وتوظيف مصادر التعليم البشرية لتحديث التعليم وتطويره، ورفع کفايات المعلمين، لمواکبة المستحدثات التکنولوجية؛ التي وجب على المعلم استخدامها بشکل مناسب وفعال. واستثمرت الدول المتقدمة تکنولوجيا التعليم بشکل فاعل، وفعّلت مهارات المعلم في استخدام التقنيات، والحواسيب بأجهزتها وتطبيقاتها، والوسائط التعليمية المتعددة وإنتاجها.
وأسهمت تکنولوجيا التعليم بمفهومها الحديث في توفير الوسائل والأدوات کافة؛ التي تهدف إلى تطوير أساليب التعلم والتعليم، وشجعت على استخدام أساليب تربوية حديثة مبتکرة ومتجددة، تعمل على توفر المناخ التربوي الفعال؛ الذي يُمَکّن المعلم من التحکم بنتائج التعلم، ويساعد على إثارة اهتمام طلبته وتحفيزهم ومراعاة الفروق الفردية بينهم، وتکنولوجيا التعليم محصلة لتفاعل مجموعة عوامل، هي الأجهزة، والبرامج، وطرق التفکير، ويعمل تفاعل هذه العوامل على جعل عملية التعلم والتعليم تنحو منحى جديداً، يحتاج معه إلى تبني استراتيجيات جديدة (عبد الجليل، 2003).
والتطور السريع والمتلاحق في التکنولوجيا جعل الباحثين في المجال التربوي في حاجة مستمرة للبحث عن أساليب تعليمية جديدة تناسب سمات التطور، وتساعد المتعلم على التعلم. ولا يستطيع أحد أن يغفل الدور الکبير الذي أحدثه الإنترنت في مجال التعليم، وکيف أنه غير المفاهيم التعليمية، وأضاف مصطلحات جديدة للقاموس التربوي، کالبرمجيات المحوسبة والتقنيات، ضمن مفهوم تکنولوجيا التعليم (عماشة، 2009).
لذا أصبح تأکيد أهمية التکنولوجيا بمستويين رئيسين؛ يسمحان للتربويين بهذه الرؤية الجديدة منها الاهتمام بالتکنولوجيا على مستوى التخطيط وتطوير المناهج الدراسية، والانتقال بالتکنولوجيا من التکتيک إلى الإستراتيجية، أي من کونها طرقاً جزئية لحل مشکلات موضعية، إلى عدّها أحد المکونات الرئيسة لإستراتيجية التعليم (جبر، 2007).
وذکر عبد الجليل (2003) أن تطبيق تکنولوجيا التعليم في الميدان التربوي يستدعي عدداً من الأمور الأساسية أهمها: وعي المدرس الکامل بماهية تکنولوجيا التعليم وأهميتها في الميدان التربوي، ودور المدرس الجديد في کيفية التعامل معها، وإعداد الهيئة التدريسية وتدريبهم على کيفية التعامل مع التقنيات الحديثة وطرق تصميم وإنتاج المواد التعليمية المتلفزة والمحوسبة، والراديو التفاعلي، وغير ذلک. ويزاد على ذلک کيفية استخدام الأجهزة والمواد.
لذلک وجب إعداد المدرس وتدريبه، بحيث يکتسب الکفايات المهنية اللازمة للتعامل مع التکنولوجيا ومستحدثاتها التعليمية، ومتابعة الابتکارات بشکل مستمر في تکنولوجيا التعليم (باخدلق، 2010).
لقد أدى تطور المناهج والنشاطات التربوية إلى تطوير أدوار المدرسين والمتعلمين،وصقل مهارات المتعلّمين، وجعلهم قادرين على مواجهة المواقف المختلفة في الحياة اليوميّة بسهولة واقتدار (Richards & Rodgers, 2001).
ومن هنا أصبح العالم اليوم يعتمد على التکنولوجيا بشکل کبير، وخصوصاً فيما يتعلق بالحاسوب والبرامج المحوسبة، وبرامج الوسائط المتعددة، التي أصبحت تدخل بشکل کبير في المجالات الحياتية کافة، وفي مجال التعليم بوجه خاص. وفي هذه الحالة لابد من طرق يمکن بها ترسيخ الأفکار والمعلومات بطريقة رائعة في ذهن الطالب. ومن هذه الطرق؛ استخدام برامج الوسائط المتعددة في المجال التعليمي، والتي تحول استخدام الحاسوب من مجرد أداة لحفظ البيانات؛ إلى أداة تعليمية عبر استخدام أدوات وتقنيات مختلفة من الوسائط والإنترنت (عياد، 2008).
وتعد الجامعات من المؤسسات الرائدة في المجتمع، تعمل على نشر المعرفة بين أوساط المجتمع، وعلى إعداد مهنيين أکفياء يلبون حاجة المجتمع المختلفة، إضافة إلى ما تسهم به من ابتکارات وإبداعات، واکتشافات المزيد من الفعاليات التي تساعد على تقدم المجتمع ورفاهيته، وتسهم الجامعات مساهمة کبيرة في النهضة العلمية والتقنية، والقيام بدور رائد في عملية البناء العلمي والمعرفي والفکر لمجتمعاتها (الرشيدي، 2013). ورغم ذلک، إلا أن هناک صعوبات تواجه الجامعات والمؤسسات التربوية في إنجاح إدخال تکنولوجيا التعليم على العملية التعليمية التعلمية يعزى إلى عزوف الهيئات التدريسية في الجامعات وفي المدارس عن تطبيقها واستخدامها کطرق تدريس فعالة بشکل ملموس، والاعتماد عليها بشکل رئيسي، ومن هنا يبقى هناک صعوبات وتحديات تواجه هذا النوع من التطوير.
وبناء عليه، فإن المؤسسات التربوية اهتمت في دعم استخدام تکنولوجيا التعليم بکافة مجالاتها وتطوراتها في التعليم العالي أکثر من أي مستوى تعليمي آخر، وقد بنى هذا الاستخدام على افتراض أن التعليم من خلاله أفضل من التعليم بالطريقة التقليدية، وأکثر فاعلية لکثرة تدفق المعلومات والحاجة إلى تخزينها لإعادة استخدامها والتفکر بها وفهمها، والاستفادة من اکتساب مهارات التعلم والبحث العلمي، والتعلم الذاتي للطالب، حيث يراعي استخدام تکنولوجيا التعليم الفروق الفردية بين الطلبة، والتي تساعد على توفير بيئة تعليمية تعلمية أکثر فاعلية وتأثير لدى الطلبة والذي يعتمد على مدى اتجاه الهيئة التدريسية في استخدام تکنولوجيا التعليم في التعليم الجامعي.