واقع الخدمات المساندة وعلاقته بمستوي رضا الطالبات ذوات الإعاقة البصرية عن الحياة الجامعية بکلية التربية جامعة القصيم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية

المستخلص

الاحتياجات الخاصة – على اختلاف فئاتهم – باهتمام بالغ في عالمنا المعاصر على المستوى المحلي والعالمي، إذ أصبح مطلبًا أساسيًا من متطلبات المجتمعات الراقية، بل يعد مقياسًا لحضارة الأمة وتقدمها، وهدفًا نبيلاً بل حقًا اجتماعيًا وتربويًا لفئةٍ من أفراد المجتمع تسعى الدول إلى تحقيقه، حرصًا منها على توفير أساليب الرعاية وفرص العمل في البيئات الأقل تقييدًا لأفرادها ذوي الاحتياجات الخاصة کباقي أفراد المجتمع لهم حقوقهم وعليهم واجباتهم، وهذا التطور لم يکن على دفعة واحدة بل امتد عبر العصور.
وأصبح الاهتمام حاليا منصب بشکل أکبر في البحث عن جودة الحياة للمعاقين، والرضا عن الحياة أحد الأرکان الهامة في جودة الحياة بالنسبة للمعاقين، وهو ما يجب أن يترسخ ويشتمل علية التعليم الجامعي لذوي الاحتياجات الخاصة ،ويمثل الرضا عن الحياة عند الأفراد عاملاً أساسياً في توافقهم وتقبلهم للأحداث والمواقف الحياتية المختلفة، وخاصة الضغوط التي يمکن أن يقابلوها بالحياة الجامعية.
وتؤکد بعض الدراسات في البيئة العربية والأجنبية على أن مشکلات سوء التوافق والإحساس بعدم الرضا عن الحياة من المشکلات الشائعة عند الأشخاص العاديين بشکل عام وذوي الاحتياجات الخاصة بشکل خاص، نظراً لما يواجهونه من عقبات في حياتهم الاجتماعية، والجامعية، والمهنية فيما بعد.
فما زالت عملية دمج المعاقين في بلادنا العربية أمرًا حديثًا نسبيًا، ومازالت هناک الکثير من الضغوط التي تواجه الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة داخل التعليم الجامعي، لما يفتقدونه من وسائل المساندة داخل الحياة الجامعية والتي قد تؤثر على مستوي الرضا لديهم وتقبلهم للحياة الجامعية
فالإحساس بعدم الرضا عن الحياة يمثل مشکلة لدى نسبة لا تقل عن 36% لدى الراشدين حيث إن الحياة الجامعية بجوانبها المتعددة من أکاديمية واجتماعية وإدارية تشکل مصادر شتى للضغوط والمواقف التي قد تتعرض لها الطالبات في أثناء دراستهن الجامعية، وعلى ذلک فإنه من المتوقع أن يکون هناک تباينا بين الطالبات في مستوى الرضا عن الحياة الجامعية، الأمر الذي يکون له أکبر الأثر في درجة توافقهن ونجاحهن الأکاديمي والاجتماعي من عدمه، ويعد رضا طالبات الجامعة عن الحياة الجامعية مؤشرًا واضحًا على الاستجابة الفاعلة لتلبية احتياجاتهن المتنوعة والمتعددة، ومقياسًا لکفاءة عمل الجامعة.
 وجامعة القصيم بالرغم من أنها جامعة ناشئة، ولکن حرصت على قبول الطالبات ذوات الإعاقة البصرية وفتح المجال لهن بالدراسة بها داخل الجامعة في بعض الأقسام، إلا أن هؤلاء الطالبات يعانين من تدني مستوى بعض الخدمات الجامعية؛ مما قد يؤثر على حياتهن داخل الجامعة، وبالتالي قد ينعکس هذا على رضاهن عن الحياة الجامعية، ومن خلال تواصل الباحثة مع الطالبات من خلال عملها کعضو هيئة تدريس بکلية التربية في ذلک الوقت بجامعة القصيم، فقد لاحظت أن کثير من الطالبات غير راضيات عن حياتهن الجامعية، وأنهن يظهرن رضا منخفضاً، مما دفع الباحثة إلي قياس مدي رضا الطالبات ذوات الإعاقة البصرية عن الحياة الجامعية، وعلاقته بالخدمات المساندة التي تقدمها الکلية لهن.
مشکلة البحث:
على الرغم من أهمية خدمات الدعم المساندة والتسهيلات الخاصة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة أسوةً بغيرهم من الطلاب العاديين، إلا أن جهود الدول العربية لا تزالفي بداياتها الأولية فيما يتعلق بتقديم الخدمات المساندة والتسهيلات الملائمة لفئات ذوي الاحتياجات الخاصة بما فيهم المعاقين بصرياً.
ويعد التعليم الجامعي بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة ضروريًا بل يفوق في أهميته الخدمات الأخرى المقدمة لهم ؛ لأنه يمکنهم من المعارف والخبرات التي تعينهم في الجوانب الأخرى من حياتهم، ويمکنهم من الاستقلال الوظيفي مستقبلاً إضافة إلى کونه حق مشروع لهم، ورغم مشروعيته فإنه لا يزال تحت الدراسة لدى بعض الجامعات أو بعض الجهات المسئولة عن التعليم العالي في الدول العربية، وفي المقابل رأت بعض الجامعات قبول الطلاب الذين لا تحول إعاقتهم دون التحاقهم في الجامعة.
وقد بدأت حديثًا (کلية التربية-جامعة القصيم) في قبول الطالبات ذوات الاحتياجات الخاصة من فئة الإعاقة البصرية (الکفيفات وضعيفات البصر) في العام الجامعي (1430هـ -1431هـ) عندما تم افتتاح قسم التربية الخاصة، وقسم علم النفس، ومنذ افتتاح القسم لم تجر دراسات أو بحوث على حد علم الباحثة حول خدمات الدعم المساندة والتسهيلات اللازمة لهؤلاء الطالبات الکفيفات مما دعا الباحثة إلى البحث في هذا الموضوع.