واقع استخدام معلمات مدارس الدمج للتقنيات المساعدة مع الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في بعض المدارس الحکومية بالتعليم الأساسي في الإمارات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية

المستخلص

تحرص معظم دول العالم ألا يقتصر التعليم على فئة دون أخرى؛ أخذة بمبدأ التعليم للجميع دون استثناء لأي فئة من فئات المجتمع بما فيهم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يحرصون على التحصيل العلمي لمواکبة الآخرين والنيل من الفرص التعليمية أسوة بأقرانهم من التلاميذ العاديين.
ويختلف فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في طريقة تعلمهم واستيعابهم عن أقرانهم من الأسوياء؛ لذا هم بحاجة للمساعدة من حولهم لتجاوز إعاقاتهم (أريج الوابل، وآخرون، 2006 ،1).
وتعد العناية بالطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في أي مجتمع من المجتمعات أحد الدلائل على تقدم المجتمع؛ لذلک فإن هذه الفئة من الطلبة في أشد الحاجة إلى أنواع خاصة من التقنيات التعليمية المساعدة لتنمية قدراتهم رغم قصورها، واعتماد تقنيات مناسبة لکل فئة لتحقيق أهداف وبرامج التربية الخاصة.
وهذا ما أکده علي حنفي في مؤتمر التربية الخاصة العربي "الواقع والمأمول" (2005) الذي أوصى بضرورة تطويع التقنيات المساندة في خدمة وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، واستخدام التقنيات في تحقيق کثير من أهداف التربية الخاصة کعملية الدمج وتطبيق الخطة التربوية الفردية IEP التي تتعامل مع التلميذ بشکل فردي بناء على إمکاناته وقدراته.
ومع ظهور النماذج المقترحة لتربية ورعاية الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة التي تهدف إلى دمجهم مع الطلبة النظاميين في المدارس (رفعت بهجات، 2004، 11)، إضافة إلى ظهور الوسائل التقنية المساعدة والمخصصة للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمعات المتقدمة بدأت مشاکل تعليمهم بالانحسار، وبدأ هؤلاء الاستفادة من طاقاتهم الکامنة أسوة بزملائهم العاديين بفضل تلک التقنيات التي تعد جزءًا مهمًا من نظام الدعم المتکامل لهم.
وبناء على ما سبق تنبهت دولة الإمارات العربية المتحدة لأهمية التقنيات المساعدة في دعم تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي خطوة لتعزيز هذا الاتجاه قام مجلس أبو ظبي للتعليم بإمداد- ما يسمى بمدارس النموذج المدرسي الجديد (الدمج) أو المدارس التي لم يصلها النموذج بعد- بالأجهزة والبرامج والوسائل التقنية المناسبة مثل: المعينات السمعية والبصرية والحرکية وغيرها من التقنيات التي تتناسب مع کل إعاقة، إضافة إلى توفير المعلمين المساعدين، والذين تم تدريبهم في الميدان على متابعة احتياجات کل طالب لمعرفة ما إذا کان بحاجة لخطط وبرامج تعلم فردية لتوفيرها له، والاهتمام بعملية الدمج والتفاعل في الحصص العادية، وإذا واجهتهم أي صعوبات يقومون بالتواصل مع فريق العمل بالمجلس في طلب المساعدة وتقديم ما يلزم . کما تم تزويد المدارس باحتياجات التلاميذ المعاقين من أدوات أخرى مثل أماکن الصعود والجلوس الخاصة بهم، ودورات المياه الخاصة، وغيرها من الخدمات المساعدة الأخرى، وذلک لإنجاح عملية الدمج بين التلاميذ المعاقين وزملائهم في مدارس الإمارة من منطلق المساواة بين الجميع في الخدمات والدعم التعليمي المقدم للطلبة، خاصة أن هناک (4500) طالبًا وطالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة موزعين على المدارس مابين صعوبات تعلم واضطرابات في النطق والکلام واللغة، وإعاقات سمعية وبصرية وحرکية. (لبنى أنور، صحيفة البيان، 21 ديسمبر 2011)