الفاعلية الذاتية المهنية وعلاقتها بصعوبة اتخاذ القرار المهني لدى عينة من طالبات وطلاب السنة التحضيرية بجامعة الملک عبد العزيز – جدة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية

المستخلص

   إن المهنة تلعب دوراً مهماً في حياة الأفراد، سواء کان ذلک من النواحي النفسية أم الاجتماعية أم الاقتصادية، فهي تمثل أسلوب حياة الفرد وتلعب دوراً في تشکيل أنماط الأبنية النفسية له، وإذا ما اختار الفرد المهنة المناسبة لميوله وقدراته فإن ذلک سيؤدي إلى الشعور بالرضا الوظيفي، وزيادة الإنتاج، مما يعود على الفرد والمجتمع بالفائدة (مبارک، 2002)، وعلى العکس من ذلک فإن فشل الفرد في اتخاذ القرار المهني سيؤدي إلى الشعور بالفشل والإحباط والتوتر، وحيث إن الفاعلية لذاتية المهنية تمثل معتقدات الفرد عن کونه قادراً على أداء السلوک المتعلق بعمليات اتخاذ القرار المهني، الذي يؤهله لمهنة المستقبل مثل المثابرة على الاستکشاف المهني، واختيار المهنة من بين الوظائف المتوفرة والتي تناسب مع ميوله وقدراته. (Blustein,et al. 1997; Constantine,et al. ,1998; Flores & O’Brien ,2002)
 کما افترض Tayler & Betz((1983 أن معرفة مستوى الفاعلية الذاتية المهنية قد يسهم في تحديد مجموعة السلوک الذي يجب أن ترکز عليها برامج الإرشاد المهني، مما يساعد الأفراد على تعديل معتقداتهم حول سلوکهم المهني.
وقد أشارت نتائج الدراسات حول الفاعلية الذاتية التي قام بمراجعتها کل من ((Betz & Luzzo, 1996 أن الفاعلية الذاتية متنبأ في التردد في اختيار القرار المهني وفي الاستکشاف الوظيفي. وجاء في توصيات الدراسات ضرورة أن يتضمن الإرشاد المهني المصادر الأربعة للفاعلية الذاتية وهي: التقييم الذاتي والذي يمثل مدى الحاجة للمعلومات عن الذات والمهن، وتقنيات إدارة القلق، والنمذجة – التعلم غير المباشر -، والدعم اللفظي.
 والفاعلية الذاتية المهنية تعتبر من العوامل المعرفية التي تؤثر على تطوير اهتمام وأهداف وسلوک الفرد الخاص بمجال الاستکشاف الوظيفي واتخاذ القرار المهني، حيث يشير مفهوم الفاعلية الذاتية المهنية إلى درجة ثقة الفرد بأنه سينجح في المهام المتعلقة بالاختيار المهني والالتزام الوظيفي. (Betz,et al. ,1996)
 وتشير نظريات النمو النفسي إلى أن تحقيق مطالب النمو النفسي خلال المراحل النمائية المختلفة مهم من أجل تکيف الفرد مع نفسه ومع المجتمع، ومن مطالب النمو في مرحلة المراهقة المتأخرة والشباب هو ما يسمى بتطوير الهوية المهنية، والتي تتطلب أن يکون الفرد قادر على الاستکشاف المهني والتخطيط لمستقبله المهني. (Mc Whirter,et al,2000)
وفي نموذج تصنيف صعوبات اتخاذ القرار المهني التي وضعها(1996) Gati,el al. أشار إلى أن صعوبة اتخاذ القرار المهني تعود إلى نقص أو تضارب في المعلومات عن الذات والمهنة، والتردد في اتخاذ القرار ونقص الدافعية. کما جاء في نموذج الأسلوب المعرفي لمعالجة وتجهيز المعلومات أن مکونات اتخاذ القرار المهني تضمن ثلاث مکونات أساسية هي:
- مکون المعرفة وتشير إلى المعرفة عن الذات والمهنة.
- مکون عملية اتخاذ القرار المهني ويتضمن مهارات التواصل والتحليل والتقييم والتوليف والإنجاز.
- مکون العلميات التنفيذية وتمثل توجيه عملية التفکير أثناء اتخاذ القرار، والتغلب على التفکير السلبي والمعتقدات السلبية التي تؤثر على اتخاذ القرار Peterson et al., 1996)).
  وتعتبر صعوبة اتخاذ القرار المهني من أکثر المشاکل المهنية الشائعة لدى الشباب، وهذه الصعوبة قد تؤثر على حياتهم بشکل عام، وعلى جميع مراحل حياتهم المهنية بشکل خاص، سواء کان ذلک صعوبة اتخاذ قرار اختيار التخصص الدراسي، أم تغيير المسار المهني، أم اتخاذ قرار بالتقاعد ( Osipow ,1999) .         وأظهرت نتائج دراسة et al. Vahedi (2012) أن أکثر أنواع صعوبات اتخاذ القرار المهني کانت في مجال التردد والصراع الخارجي، وخلل المعتقدات الوظيفية، وأن طلاب المرحلة الثانوية لديهم مستوى صعوبة في اتخاذ القرار المهني أعلى من مستوى صعوبة اتخاذ القرار المهني لدى الطالبات
وفي دراسة Nesdale & Pinter (2000) لتحليل عدد من الدراسات التي أجريت في بيئات ثقافية مختلفة، وجد أن الفاعلية الذاتية المهنية تتنبأ في قدرة الأفراد على إيجاد فرص العمل، وفي سلوک الاستکشاف المهني الذي يتضمن جمع المعلومات التي تساعد على اتخاذ القرار المهني. کما أشارت نتائج دراسة Sterret (1998) أن ذوي مستوى الفاعلية الذاتية المهنية المرتفعة يستمرون في البحث عن فرص العمل رغم تعرضهم للرفض المستمر، وبمجرد حصولهم على فرص عمل يحافظون على وظائفهم. واتضح من نتائج دراسة VanRyn & Vinokur (1992) أن ذوي مستوى الفاعلية الذاتية أکثر حصولاً على فرص العمل من ذوي المستوى المنخفض.