المقارنة بين بعض مؤشرات المطابقة المتزايدة والمطابقة المطلقة وَفْق نظرية استجابة الفقرة باختلاف النموذج اللوغاريتمي وعدد الفقرات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية

المستخلص

يعد بناء الاختبارات ومعايرتها من أولويات حقل القياس والتقويم التربوي والنفسي؛ حيث يترتب على نتائج الاختبارات قرارات مهمة في إظهار الفروق في القدرات بين الأفراد؛ مما يتطلب من معدي الاختبارات توخي الموضوعية في القياس، والتي تعتمد  بدورها على تحقيق الخصائص السيکومترية للاختبار. وأضافت النظرية الحديثة في القياس طرقا وأساليب جديدة في معايرة الفقرات والاختبارات؛ للوصول في القياس النفسي والتربوي إلى درجة عالية من الموضوعية.
تستند النظرية الحديثة في القياس إلى مجموعة من الافتراضات، والتي تُعَدّ ذات أهمية  کبيرة، ويُعدّ انتهاکها تجاوزا خطيرا في مجالات القياس النفسي والتربوي، التي من شأنها تهديد صدق البناء للاختبارات المختلفة، ومن أهمها: أحادية البعد (Unidimensionality): ويعني هذا الافتراض أن أداء المفحوص على الاختبار يُعزى إلى قدرة واحدة ، أو سمة واحدة تفسر ذلک الأداء، ورغم أن هناک عوامل دخيلة على أداء المفحوص ،مثل: (قلق الاختبار، والدافعية ،وظروف تطبيق الاختبار...إلخ )، والتي قد تؤثر سلبا، إلا أن القدرة تبقى العامل الحاسم في نتيجة المفحوص. وأما الافتراض الثاني، فهو الاستقلال الموضعي) local Inidependence)، والذي يعني أن استجابات المفحوص للفقرات المختلفة في الاختبار مستقلة عن بعضها إحصائيا عند مستوى قدرة معين؛ أي أن أداء المفحوص على فقرة ما لا يتأثر سلبا ولا إيجابا بأدائه على الفقرات الأخرى والواردة في الاختبار.
ويشير هامبلتون، وسومينثان (Hambleton & Swaminathan, 1991) إلى أن افتراض الاستقلال الموضعي يکافئ افتراض أحادية البعد، ويعني ذلک أنه إذا تحقق افتراض أحادية البعد في الاختبار، فإن الاختبار يحقق افتراض الاستقلال الموضعي. وبالإضافة إلى الافتراضين السابقين يجب هناک افتراضات أخرى، وهي:  منحنى خصائص الفقرة (Item Characteristic Curve, ICC)، وهو اقتران رياضي يربط بين احتمال استجابة الفرد استجابة صحيحة على فقرة الاختبار، وبين القدرة التي تقيسها مجموعة الفقرات، أما افتراض التحرر من السرعة (Speediness) فيعني أن عامل السرعة في الأداء، ليس له تأثير على احتمالية الاستجابة بشکل صحيح عن فقرات الاختبار؛ أي أن إخفاق الفرد في الإجابة عن فقرات الاختبار يعود إلى انخفاض قدرته، وليس إلى تأثير السرعة في الإجابة.
وتُعدّ هذه الافتراضات غاية في الأهمية، وخاصة أحادية البعد، في دورها في الکشف عن السمة المقاسة، وأشار ستاوت (Stout, 1987) إلى أهمية أحادية البعد في التطبيقات الاختبارية المتعددة؛ للحفاظ على ترتيب الأفراد في المقياس الواحد، إضافة إلى تجنب التحيز الناشئ عن تقديرات معالم الفقرة وتقديرات قدرات الأفراد. وبين ووکر، وبرتراس (Walker & Beretras, 2000) أن النتائج غير الصحيحة لمعالم الفقرات والأفراد؛ بسبب زيادة خطأ القياس تُعزى إلى  تطبيق بيانات متعددة الأبعاد في نموذج يفترض أحادية البعد ، وأشار زانج (Zhang, 2008)، إلى أن أحادية البعد تتأثر في عدد فقرات الاختبار، وأن الاختبارات القصيرة أکثر عرضة لانتهاک هذا الافتراض؛ مما يترتب على ذلک ضعف مؤشر صدق الاختبار، وقد بين الشواوره (2013) أن طول الاختبار له الأثر في دقة تقدير معالم الفقرات باختلاف طريقة التقدير (طريقة الأرجحية العظمى الهامشية، وطريقة بييز)، ولقد شدد هامبلتون، وسواميناثان (Hambleton & Swaminathan, 1985) على وجوب تحقق افتراض أحادية البعد عند تطبيق نماذج نظرية استجابة الفقرة أحادية البعد؛ إذ إن انتهاک هذا الافتراض يؤثر في نتائج  معادلة حساب أرجحية نمط استجابة المفحوصين.
أما هاتي (Hattie, 1985)، فقد أشار إلى ضرورة التحقق من فاعلية المؤشرات المستخدمة في الکشف عن أحادية البعد باختلاف ظروف أعداد الاختبارات وتطبيقها، وأشار إلى خمسة مؤشرات تستخدم للکشف عن مدى توفر شرط أحادية البعد، وهي: نمط الاستجابة Answer Patterns ، ومعاني الثبات Reliability، والمکونات الرئيسة Principal Components ، والتحليل العاملي Factor Analysis ، ومطابقة البيانات لأحد نماذج السمات الکامنة Latent Trait Models .