مستوى الاحتراق النفسي وعلاقته بضغوط الدراسة لدى الطالبات المتزوجات بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية

المستخلص

إن التعليم الجـامعي هـو أحـد الرکـائز الـذي يعتمـد عليهـا المجتمـع، فهـو الأسـاس فـي تقدمــه وتطــوره، ويقــاس تطــور المجتمع بــسرعة اســتجابته وتجاوبــه مــع المتغيــرات الاجتماعيــة والتحديـــات التربويــة التــي يطرحهــا مجتمــع المعلومــات، والمرأة بما لها من شأن عظيم في أي مجتمع واتجاه أي أمة، فهي نصف المجتمع، وتلد النصف الآخر، فقد أولت المملکة العربية السعودية اهتماماً کبيراً بتعليمها، وقد تطور تعليم المرأة في المملکة العربية السعودية على مر السنوات ليأخذ طريق التعليم العالي متمثلاً في التعــليم الجامعي، من خلال الکليات التي افتتحتها رئاسة تعليم البنات، فقد تم افتتاح أول کلية جامعية للبنات بالرياض عام 1970/1971م التحقت بها (80) طالبة کما ذکر (عبد المالک بن دهيش 1998) حتى فاق تعليم البنات في المملکة العربية السعدية تعليم البنين عام 2000م. وتحصـلت المرأة على أعلى الشهادات بفضل الله تعالى ثم بفضل تضافر الجهود وبذل کافة الخدمات والتسهيلات حقل التعليم بشکل عام وتعليم الفتاة بشکل خاص. (سعاد العمري2007).
وتُعتبــر الطالــبة الجــامعية هــي المحــور الأساســي الــذي يقــوم عليــه التعلــيم الجــامعي الــذي يهدف إلـى تنميـة المهـارات العقليـة والاجتماعيـة، وتثقيـف عقـل الطالـبة وتنميـة ملکـة البحـث العلمي والفکـر الحـر المنطلق لديه، فـالتعليم الجـامعي هـو اسـتثمار للثـروات البـشرية التـي ينتظـر أن تحقق عائداً على المجتمع والفرد (اعتدال، 2004).
وتوجد زيــادة ملحوظــة فــي أعــداد الملتحقــات للدراســة فــي الجامعــات مــن الإنـاث (المتزوجـات)، ومما لاشک فيه أن تجربة الزواج أثناء الدراسة لها ضغوط نفسية واجتماعية وأسرية عديدة تختلف من طالبة لأخرى، فالمرأة بطبيعة الحال تحاول إرضاء الجميع والتوفيق بين حياتها الأسرية ودراستها قدر الإمکان وفق ثوابت المجتمع وقواعده العامة، مما يتطلب دراسات متعمقة في نفسية الطالبات المتزوجات وما يستدعي ذلک من تقييم ظروف الدراسة والبيئة التعليمية،.فالمــرأة التــي تــستطيع أن توفــق مــا بــين الأکاديميــات والحيــاة الزوجيـة تعتبـر امـرأة ناجحـة بکـل المقـاييس ولهـا القـدرة علـى إيجـاد التکـافؤ مـا بـين مـسؤولياتها کطالبـة ومـسؤوليات بيتهـا، فـالزواج لا يمثـل عائقـاً أمـام الفتـاة التي تحمـل الطمـوح الکبيـر لتکـوين أسـرة متعلمـة، لکن قد تتعرض بعض الطالبات المتزوجات لکثير من المواقف الضاغطة المتمثلة في الدراسة ومتطلباتها، مما يؤثر على جميع جوانب الحياة، وجعل الحياة صعبة بالنسبة لهن، وذلک بما تشمله من مواعيد محاضرات واختبارات وتسليم مشروعات،.. کل هذه وغيرها من الظروف تحتم على الطالبة المتزوجة أن تقف أمام مسئولياتها الدراسية والأسرية، وهي في حالة من التوتر والقلق، مما يفرز ضغوطا ومعاناة نفسية تتراکم عبر الکثير من القرارات الأسرية التي تتعامل معها الطالبة. وربما أحد أسباب الضغوط القائمة التي قد تکون مصدر معاناة هو عدم المواءمة بين حجم المسئولية ومقدار الواجبات التي تتطلبها الدراسة.
وتسعى هذه الدراسة إلى تعرف حجم ضغوط الدراسة، ومستوى الاحتراق النفسي الذي تعاني منه الطالبة المتزوجة بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن من خلال مسح ميداني لعينة من منسوبات الجامعة.