ضغوط العمل أثرها على الأداء الوظيفي لدي عينة من العاملين في قطاع الإعلام بدولة الکويت

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

اسحق

المستخلص

يعيش الإنسان حياته اليومية في بيئة متغيرة باستمرار نظرا للتقدم في العلوم المختلفة ومن ثم يحاول أن يتکيف في حياته مع هذه المتغيرات ويستثمرها لصالحه وفي بعض الأوقات يصعب على الإنسان التوافق مع بعض الظروف المتغيرة في بيئته ولا يستطيع التفاعل معها مما يترتب عليه حدوث الضغوط التي تعد من عوائق هذا العصر حيث أصبحت الضغوط مظهرا طبيعيا من مظاهر الحياة الإنسانية لا يمکن تفاديها کما يعاني العاملون في المنظمة الواحدة ألوانا مختلفة من الضغوط في مختلف المستويات التنظيمية وتعد الضغوط في العمل من الظواهر التي لا يمکن تجنبها في المنظمات حيث إنها تؤثر على کافة أعضاء المنظمة سواء کانوا قيادات إدارية أم مرؤوسين ولکن بدرجات متفاوتة ويشهد العصر الحديث العديد من التغيرات والتطورات المتلاحقة في شتى المجالات الحياتية والتي تتسم بالتغيير السريع والمستمر والذي يصعب ملاحقته حتى أصبح هو السمة الواضحة لهذا العصر بل أن عالم اليوم بمختلف مجتمعاته المتقدمة والنامية أصبح في دوامة وصراع مع هذا التغيير الذي صار حقيقة في حياة المجتمعات والمنظمات والتي أسفرت عنها العديد من المخاطر والتهديدات.
وتتسبب ضغوط العمل في حدوث خسائر منها الخسائر المادية أو البشرية ومنها فقدان الثقة والتسرب الوظيفي وقلة الإنتاج وانخفاض الروح المعنوية لديهم وفي النهاية إفلاس المنظمة وتسريح العاملين فيها إذا کانت المنظمة خاصة أو إلغائها أو دمجها مع منظمة أخرى إذا کانت حکومية. حيث إن ضغوط العمل تؤدي إلى آثار سلبية على سلوک الأفراد والجماعات بالإضافة إلى أنها ترهق کاهل الاقتصاد الوطني والإدارة الواعية هي التي تهتم بالأفراد والجماعات الاهتمام الذي يمکنهم من أداء أعمالهم بکفاءة عالية (المير، 1995، 207).
ويستجيب الأفراد لتلک الضغوط بأساليب مختلفة فمنهم من تدفعه تلک الضغوط إلى المثابرة والجدية لتحقيق الأهداف المنشودة وقد تدفع بعضهم الآخر إلى الإحباط واليأس وانخفاض الإنتاجية وارتفاع دوران العمل، وبالتالي تواجه المنظمات ارتفاعا في نفقات الآثار النفسية والبدنية لضغوط العمل.ويعد الاهتمام بموضوع ضغوط العمل حديثا نسبيا في مطلع القرن العشرين وتحديدا في عام 1932 وکان Canon من أول الباحثين الذين تناولوا تأثير ضغوط العمل في الفرد وفي نظامه البيولوجي وتتابعت الدراسات في هذا المجال في السنوات اللاحقة وزاد اهتمام الباحثين والدارسين بهذا الموضوع وعلى وجه الخصوص في مطلع الثمانينات. (إيمان جودة – 2001)
وأصبح الاهتمام بالسلوک الإنساني في المؤسسات من أهم عوامل نجاح هذه المؤسسات لذا من الضروري الاستجابة لحاجات العاملين ومتطلباتهم وعليهم يتوقف زيادة الکفاءة والإنتاجية للمؤسسة وتحسينها. (مروان جلعود – 2008)
ولذا فقد اتجهت دراسات علماء السلوک التنظيمي إلى دراسة طبيعة ضغوط العمل ومسبباته ونتائجه المترتبة عليه ومنها تأثر الأداء الوظيفي.