فاعلية برنامج في العلوم قائم على الفصول المعکوسة لتنمية التحصيل وبعض مهارات الحل الإبداعي للمشکلات والدافعية للإنجاز لدى الطلاب الموهوبين ذوىي صعوبات التعلم في الصف الرابع الابتدائي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية

المستخلص

توصلت الدراسات بأن نسبة شريحة الموهوبين ذوى صعوبات التعلم بالنسبة للموهوبين عموماً في المجتمع السُدُس أي حوالي 16% منَ الأطفال الموهوبينوأنَّ مُعدَّل إنتاجيتهم التحصيلية يکون دون مستوى مقدرتهم العقلية الحقيقية، وهو ما يُطلق عليه "التباعُد" الواضح بين إمکاناتهم أو ما يُتوقَّع منهم منْ ناحية، ومستوى أدائهم التحصيلي الفعلي منْ ناحيةٍ أخرى.وإنَّ أبرز المظاهر التي يتصف بها هؤلاء الأطفال منْ ناحية التحصيل الدراسي هي تدني مستواهم بالإضافة لتدني مفهوم الذات.أمَّا خارج المدرسة فإنَّ هؤلاء الأطفال ربَّما يکون إدراکُهُم مُختلفاً، ويکون مصحوباً بتقدير ذات عالٍ، ويتحدَّث البعض عنِ الحماس الموجود لديهم بالنسبة لقدراتهم في مجالات أخرى، مثل: ألعاب الحاسوب، ألعاب القِوى، وغيرهما. 
وترى Conover, 1996 بأنَّ أداء مثل هؤلاء الأطفال يتسم بارتفاع المستوى العقلي، ولکنهم مع ذلک يُعانون في ذات الوقت منْ قُصورٍ أکاديمي مُعيَّن يؤدي بطبيعة الحال إلى انخفاض تحصيلهم بشکلٍ لا يتناسب مع ذلک المستوى المُرتفع لقدراتهم العقلية، إذ أنَّ مثل هذا القصور غالباً ما يتضمَّن الذاکرة والإدراک والتآزر البصري الحرکي أو البصري السمعي، وينتج عنه قصورٌ في القراءة أو الکتابة أو الحساب، في حين تتضمن جوانب القوة التفکير المُجرَّد وخاصةً في التواصل اللفظي، والقدرة على حلِّ المشکلات، والقدرات الإبداعية، وغالباً ما تعملُ جوانب القوة على تعويض جوانب النقص مما يحول دون التشخيص الجيِّد لهم.
کما يرى Landrum, 1999بأنه توجد مجموعة منَ السمات تميِّز هؤلاء الأطفال منْ بينها: مهارات عالية في اللغة الشفهية، القدرة التحليلية، الحدس، الإدراک، مهارات حلِّ المُشکلات، حبّ الاستطلاع، والإبداع کما ويُعانون منْ قصورٍ واضحٍ في: تجهيز المعلومات، تناقض بين قدراتهم الکامنة وبين الإنجاز الفعلي منْ جانبهم، صعوبة مُسايرة الأقران.     
ويُشير Maker & Udall, 2002 إلى أنَّهُ منَ الصعبِ أنْ نُحدد قائمة معينة منَ السمات يُمکنُ أنْ نُميِّز هؤلاء الأطفال الموهوبين ذوى صعوبات التعلم بشکلٍ عام؛ ويرجع ذلک بطبيعة الحال إلى أنَّ هناک أنماطاً مُتعددة للموهبة إلى جانب العديد منْ صعوبات التعلم.
وإنَّ هؤلاء الأطفال الموهوبين منْ ذوي صعوبات التعلم هم أکثر إبداعاً وإنتاجاً في المجالات اللامنهجية قياساً بالطلبة الموهوبين الآخرين، وإنَّ إرشاد هؤلاء الأطفال يجبُ أنْ يترکَّز على الوالدين والأسرة والمعلمين، والهدف الأولى هو مُساعدة هؤلاء الأشخاص المهتمين في فهم الخبرة العاطفية لدى الأطفال الموهوبين.إنَّ قراءة مُتفحصة لأدب الموهوبين منْ ذوى صعوبات التعلم تُشير إلى قلة الاهتمام بالجانب العاطفي لديهم، کما ينبغي أنْ يتکوَّن المِنهاج على موضوعات منْ مثل: مهارات الاتصال، تعديل السلوک، فهم الذات وتقديره والوعي به، وتقبُّل الآخرين. (ورد فيدا سلفرمان،2004)
مما سبق نجد أن التلاميذ الموهوبين ذوى صعوبات التعلم لديهم قدرات عقلية وموهبة ولکن ليهم صعوبات في التعلم وأن هذه الفئة تحتاج إلى برامج تعليمية لزيادة الدافعية نحو الإنجاز.
ويُعرف جيمس واترز وان جنس (2000 James Watters & Ian Ginns,) الدافع بأنه: بناء النفسية المعقدة التي يحاول تفسير السلوک والجهد تطبيقها في الأنشطة المختلفة، و يصف الدافع باسم "الزخرفة المنظمة من أهداف الفرد"، وعملية الاستثارة العاطفية تعمل على تحفيز قدرات التلاميذ على تخيل أو توقع الأحداث في المستقبل وعواقب هذه الأحداث.
ويُعرف (الان ليروى، 2000، 120) الدافعية بأنها: مصطلح جامع يعنى مجموعة الآليات البيولوجية والسيکولوجية التي تکمن من البدء والتحرک والانطلاق في نشاط ما، و في توجيهه وکذا في شدته ودوامه.
وتؤکد دراسة (David Palmer, 2005 ,31) أن: هناک علاقة طردية وثيقة بين النجاح أو التحصيل المرتفع في العلوم وبين مستوى الدافعية لدى التلاميذ، فکلما کانت الدافعية لديهم کبيرة کلما کانت نسبة النجاح والتحصيل أعلى والعکس صحيح، فقد وجد أن کلما کانت الدرجات التي يحصل عليها التلاميذ أقل وجد أن لديهم الاستسلام، والإحباط واللادافعية.
ويرى تولز Toles, 2010)) أن: الدافعية الذاتية تُعد عاملاً أساسياً في استيعاب المتعلم للمفاهيم العلمية، والتفاعل بإيجابية مع المعرفة، وتطبيقاتها في المواقف الجديدة، وأن الفرد المدفوع ذاتياً يؤدى المهام والأنشطة من أجل المتعة الکامنة في عملية التعلم ذاتها، دون الانتظار لمردود خارجي، وهذا يؤدى إلى جودة العمل والأداء. (أحلام الباز الشربيني، 2011، 255)
ويذکر (بيير فانن، 2011، 29) أن: کلمة الدافعية Motivation مصدرها الاشتقاقي لکلمة Movereاللاتينية وتعنى: تحرک، وتؤکد هذه الدلالة أنها بداية ومصدر لکل حرکة ونقطة استناداً لأي تعلم.
ويضيف" بيير فانن" (Pierre Vianin ,2011, 29): أنه قرأ في کتاب إميل لجان جاک روسو أنه قال: امنح الطفل الرغبة في التعليم والتعلم فتصبح کل الطرق جيدة بالنسبة له، ويقول: إن الدافعية الضعيفة للتعلم لدى التلاميذ ليست فقط مولدة للشعور بالإحباط، وإنما هي العقبة الرئيسية أمام نجاح العملية التعليمية التعلمية.
ويؤکد (مارک رنکو،2012، 296) أن: الدافعية تسهم في تحقيق الإبداع، والدافع الأساسي للإبداع هو حاجة الفرد الداخلية لتحقيق ذاته، واستثمار کافة طاقاته الکامنة.
مما سبق نجد أن تنمية الدافعية للإنجاز لدى التلاميذ ذوىى صعوبات التعلم يساعد على تنمية التحصيل وتنمية الحل الإبداعي المشکلات من خلال تدريب التلاميذ على برنامج الحاسوبي باستخدام المدخل المقلوب للصف لاکتساب التحصيل ومهارات الحل الإبداعي المشکلات.
ويرى کل من ايزاکسن وبيکو وتري فنجر (Isaksen, Puccio & Treffinger, 1993;1993;151) أن الحل الإبداعي للمشکلات ينظر له کنموذج لحل المشکلات وتوليد العديد من الأفکار غير العادية وتقييم الحلول الممکنة وتنفيذها، وتقوم وظائف الحل الإبداعي للمشکلات بتحويل المهارات والحاجات والمدخلات إلى مخرجات ذات قيمة ومعنى، مما يساعد الأفراد والجامعات على التميز في الاستجابة للتحديات والتغلب على المشکلات.
وتعرف صفاء الأعسر (2000-30) الحل الإبداعي للمشکلات بأنه "إطار من العمليات يعمل کنظام (منظومة تضم استراتيجية للتفکير المنتج، يمکن استخدامها لفهم المشکلات وتوليد أفکار متنوعة ومتعددة وغير تقليدية وتقييم وتطوير الأفکار.