قياس التحکــــم الذاتـــــي عند المعلميــــن والمعلمـــــات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جاسم

المستخلص

تعد التربية من أهم وأنبل المهام التي يقوم بها المعلمون والمعلمات، وفي ضوء ذلک يقع على عاتق وزارة التربية والتعليم مهمة إعداد المعلمين والمعلمات ليکونوا على قدر عالٍ من المسؤولية لأن أهمية المعلم لا تکمن في أمداد التلاميذ بالمعارف، والمفاهيم، والحقائق العلمية مثلما کان ينظر إليه في الماضي، بل أصبحت وظيفته ترکيبة تربوية شاملة لها تسلسلها ومنطقها وشروطها لتساهم في تنمية جميع جوانب التلاميذ المعرفية والعقلية والنفسية والاجتماعية. وفي ضوء ذلک فإن دراسة متغير التحکم الذاتي لدى المعلمين والمعلمات يعد بمثابة الحصن النفسي الواقي لهم من العديد من الانحرافات السلوکية والاضطرابات النفسية ويجنبهم الوقوع تحت تأثير المواقف والحالات السلبية خاصة في مجال التعليم والتحصيل الدراسي لأنه يؤدي إلى العمليات التي تنشط الإدراکات المعرفية، والسلوکية، والتأثيرات الموجهة بانتظام نحو الحصول على الهدف.
إن التحکم الذاتي*يشير إلى السلوک في المواقف التي يجب فيها على الفرد مراقبة أفعاله الخاصة بطريقة ما في غياب أي من التدعيم الخارجي أو المقيدات الخارجية في الموقف الحالي، وإن مصطلح التحکم الذاتي يدل ضمنياً على إن هناک نوعاً من الحافز المباشر يدعو إلى التصرف بطريقة واحدة،ولکن الفرد (يسيطر على نفسه) ويتصرف بالأسلوب البديل الذي لا يجهز أو يقدم الإشباع الفوري (Libert & Spigler, 1970 :p.10).
ولغرض تنفيذ التحکم الذاتي يجب على الفرد الإدراک بما تؤثر به العوامل في أفعاله وکيف يمکنه تبديل هذه العوامل کي تحدث التغيرات التي يرغب بها، وإن هذا الإدراک أو الفهم يشترط بأن يصبح الفرد في الواقع يحمل طبيعة العالم الشخصي ويبدأ الشخص من خلال ملاحظة ما يجري تحليل شخصيته واستعمال التقنيات ووسائل معينة لتغيير الأشياء المحددة مثل أنماط التفکير المنطقي أو البيئة الطبيعية (Mahone & Therson : p.9). إن التحکم الذاتي مجموعة من المهارات الفرعية والسلوکية يتعلمها الفرد لغرض التقليل والسيطرة على کثير من الأنماط السلوکية غير المرغوب فيها، منها السلوک الاندفاعي (Kendal & Braswell, 1993:p.89).
ومن المهارات التي يمکن أن يمارسها الأفراد ذوي التحکم الذاتي:
1. تأخير القيام بالسلوک المطلوب ضبطه.
2. الانشغال بأفکار أو أسلوب يتعارض مع موضوع التحکم.
3. وضع الأهداف على شکل تحديات.
4. التفکير بالنواتج الايجابية للتحکم.
5. التفکير بالنواتج السلبية.
6. استعمال التعزيز الذاتي نتيجة للنجاح في التحکم الذاتي والنقد الذاتي نتيجة الفشل في ذلک. (العناني، 2001 : 138-137).
وتعددت وجهات النظر النفسية في تحديد مکونات التحکم الذاتي إذ أشار (عبد الرحمن، 1998) إلى أن مکونات التحکم الذاتي تتضمن (مراقبة أو ملاحظة الذات ويتم عن طريق التغذية المرتدة، والتخطيط البيئي ويتم من طريق ضبط المثير أو المنبه، والتنظيم المسبق لنواتج الاستجابة، وبرمجة السلوک ويتم مـن طريق التعاقد الذاتي) (عبد الرحمن، 1998: 665 -663). وقد حدد کل من (Libert & Spigler) إلى إن التحکم الذاتي يتضمن (مقاومة الإغراء، وتحديد المعايير الذاتية، والتعزيز الذاتي، وتأجيل الإشباع) ((Libert & Spigler, 1970: p.379.
ويشير بلانجارد ((Blanchard, 1987 إلى خمسة مکونات للتحکم الذاتي وهي (مراقبة الذات، والتمييز، والسيطرة الذاتية، والتعزيز الذاتي، والمداومة الذاتية) ((Blanchard, 1987:p.25. في حين قسم روتر(Rotter, 1975) مکونات التحکم الذاتي إلى (أمکانية السلوک، قيمة التعـزيز، التوقع، والموقف النفسي) .(Rotter ,1975:p.10) ويبين (کمال،1982) إلى إن أساليب التحکم الذاتي في السلوک هي (السيطرة على العامل المثير، والمراقبة الذاتية، والتعزيز الذاتي) (کمال، 1982:482).