خريطة رقمية مقترحة لمدارس التعليم الأساسي في محافظة بني سويف حتى عام 2025م (دراسة تطبيقية بمرکز ناصر)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

عيسي

المستخلص

يعد التخطيط ضرورة من ضروريات تحقيق التنمية في المجتمعات، لأنه يتيح أفضل استخدام للموارد المتاحة، ويأتي التخطيط التعليمي ليختص بجميع العناصر المرتبطة بالعملية التعليمية بوصفها أحد أهم الخدمات التي تقوم عليها عمليات التنمية المجتمعية الشاملة، علي أن يرتکز هذا التخطيط علي احتياجات المجتمع الفعلية الحالية والمستقبلية لتحقيق الأهدافالإنمائية المحلية والعالمية، وقد يساعد التخطيط الشامل الذي تعهد إليه وزارة التخطيط في مراعاة البعد القطاعي أو البعد الزماني عند وضع أولويات الخطط الإصلاحية والتطويرية في مجال التعليم، ولکنهناک ضرورة لمراعاةالسياق المکاني بالإضافة إلي البعدين السابقين، ويعد الاعتماد علي الإحصاءات الکمية بدونالمعلومات المکانيةمؤشرًا غير کافي لتحديد جودة الموقفالتعليمي داخل المناطق المختلفة في المجتمع.
وتعد الخريطة المدرسية شکلًا من أشکال التخطيط الجزئي Micro-planning علي المستوي المحلي واللامرکزي، يتم فيها التفاعل بين الوحدات اللامرکزية والمرکزية بما يسمح بالتعاون الخلاق مع الحفاظ علي المسؤوليات علي جميع المستويات، حيث يحقق التخطيط الجزئي التعاون بين المواطنين والمنظمات من أجل تقييم وتحديد أولويات احتياجات المجتمع المحلي، وبالتالي فإن أسلوب الخريطة المدرسية کمدخل معياري للتخطيط المصغر يستخدم لتهيئة الظروف الملائمة لتحقيق تعميم التعليم الابتدائي والثانوي للجميع، وزيادة إمکانية الوصول للمرافق التعليمية للسکان المحرومين اجتماعيًا بالترکيز علي الأولويات والاحتياجات المحلية (Fransen, et.al ,2014,4256 , Shah, et.al, 2011,3).
وفي ظل الثورة المعلوماتية التي شهدها العالم في أواخر القرن الماضي، والتي أفضت إلي استمرارية لا نهائية في تدفق المعلومات وتعقد وتشابک العلاقات بين النظم المختلفة، مما أوجد صعوبة في الاستفادة من تطبيقية هذه المعلومات بالطرق التقليدية لمعالجة البيانات، لذا کان لابد من اللجوء إلي التقنيات الحديثة لربط المعلومات بالمکان والتعامل الموجه معها، فکانت تقنية نظم المعلومات الجغرافية G.I.S، والتي تتمتع بمميزات ضخمة تسمح بإجراء عدد من التحليلات المکانية التي تساعد علي إدراک واستيعاب حاضر ومستقبل الظواهر والخدمات المجتمعية بناء علي الواقع الجغرافي.