الخصائص السيکومترية لمقياس الرهاب الاجتماعي وعلاقته باختبار ويکمان للذکاء الانفعالي لدى المعلمين الجدد في محافظة العاصمة عمان

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مشترک

المستخلص

يعد الرهاب جانباً دينامکياً في بناء الشخصية ومتغيراً مهمـاً مـن متغيرات السلوک البشري ويطرأ تأثيره السلبي على العديد مـن الجوانـب النفسية، حيث ترجع مصادر الرهاب الاجتمـاعي بالدرجـة الأولـى إلـى العلاقات الاجتماعية وإلى الصراعات التـي تتولـد عـن العلاقـة بـين الأشخاص والتي يفترض أن يتفاعل فيه الفرد مع الآخرين ويکون معرضا نتيجة ذلک إلى نوع من أنواع التقييم (العزي والخشاب،2010).
ويعتبر الرهاب الاجتماعي من أبرز الاضطرابات التي تحدث غالباً في مرحلة المراهقة ويرتبط بالخوف من نظرة الآخرين مما يؤدي التجنب المواقف الاجتماعية وقد يقود في مرحلة متقدمة إلى العزلة الاجتماعية الکاملة المرتبطة بالخوف المزمن من مواقف مختلفة عندما يشعر الفرد أن أنظار الآخرين تتجه نحوه فيخشى تقييمهم ومراقبتهم له (رضوان،2001).
تذکر سعاد (2004) والمشار لها في (العزي والخشاب،2010) أن وجهات نظر أصحاب المدارس التقنية حول تفسير الرهاب والرهاب الاجتمـاعي ففـي الوقـت الـذي يـرى فيـه الجشتالطيون أن الرهاب يعبّر عن عدم التطابق بين الذات والخبرة، نجـد أن أنصار المدرسة الإنسانية يعتقدون أن الرهاب يمثل الخوف مـن المجهـول.
ويمکن تمييز نوعين للرهاب الاجتماعي يسمى النوع الأول الرهاب الاجتماعي الأولي ويتعلق بحدوث الرهاب في مجال واسع من السياقات الاجتماعية ويظهر لدى للأفراد في مواقف اجتماعية خاصة على الرغم من امتلاکهم المهارات الاجتماعية اللازمة، بينما يسمى النوع الثاني الرهاب الاجتماعي الثانوي ويرتبط بنقص المهارات الاجتماعية کمحادثة الآخرين أو التعامل معهم دون ارتباط بالموقف بحد ذاته (معمرية،2009).
ﻴﻌﺩ ﺍﻟﺫکاء الانفعالي ﻤﻔﻬﻭماً ﻟﻪ ﺠﺫﻭﺭﻩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ ﺍﻟﺭﺍﺴـﺨﺔ، ﻭﺇﻥ کاﻥ ﻤﻥ ﺃﺤﺩﺙ ﺃﻨﻭﺍﻉ الذکاءات ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻬﺭﺕ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﻋﻠـﻡ ﺍﻟـﻨﻔﺱ ﻤـﻊ ﺒﺩﺍﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨيﺎﺕ، ﻨﻅﺭﺍﹰ ﻟﻠﺘﻁﻭﺭ المتسارع ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺩﺙ في عصر ﺍﻟﺫﻱ ﻨﻌﻴﺵ ﻓﻴﻪ، ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺭﺅﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺫکاء، ﻭﻤﺎ ﻴﺘﻁﻠﺒﻪ ﺍﻟﻔـﺭﺩ ﻤـﻥ ﻗـﺩﺭﺍﺕ ﻋﻘﻠﻴـﺔ ﻭﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻨﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺍﺠﻬﻪ ﻭﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ (Pfeiffir .2001).
ويذکر أوستن وآخرون (Austin & Saklofske & Egan.2005) أن زيادة الاهتمام بمفهوم الذکاء الانفعالي قد يرجع إلى سببين:
الأول منهما: يکمن في فکرة اختلاف الأفراد في المهارات الانفعالية القابلة للقياس والتي تعد من الأفکار الهامة في حد ذاتها، فهي تُعد إيذاناً بفتح منطقة جديدة تماماً في مجال الفروق الفردية لم يتم تغطيتها بعد من خلال المقاييس المعهودة للذکاء والشخصية، وثانيهما: أهمية النتائج المتوقعة من الناحية النظرية عن ارتباط الذکاء الانفعالي بمدى کبير من المتغيرات ذات الأهمية، فالمهارات الاجتماعية لدى مرتفعي الذکاء الانفعالي يتوقع أن ترتبط بالمواطنة الصالحة والعلاقات الشخصية، بينما مهارات داخل الشخص کجزء من الذکاء الانفعالي مثل تنظيم المزاج يتوقع أن ترتبط بارتفاع مستوى الرضا وانخفاض مستوى الضغوط والقلق.
وفي هذا السياق يشير المغازي (2003) إلى أهمية الذکاء الانفعالي ودورة في السيطرة على الانفعالات، وخاصة في القرن الحادي والعشرين، والذي تأثر فيه الصراعات النفسية سواء داخل المجتمع أو مبين المجتمعات المختلفة، وما يتطلبه هذا الضبط من ذکاء وتفکير بصفة عامة، والذکاء الانفعالي بصفة خاصة، فزيادة هذا النوع من الذکاء يؤثر في ضبط النفس، وتخفيف حدة المشکلات السلوکية، ويساعد في تحويل الانفعالات السلبية من کره وبغض واحتقار وشوشرة وتدبير ومؤامرات وغيبة ونميمة وإثارة الفتن والعدوانية، إلى انفعالات إيجابية من حب وتقدير واحترام وصدق وأمانة وتقدم وازدهار وإبداع.